افتتاح فعاليات ملتقى الفينيق الثقافي
الوقائع الاخبارية : انطلقت مساء أمس الخميس أولى أمسيات ملتقى الفينيق الثقافي الذي أقيم بالتعاون بين منتدى البيت العربي ودار الفينيق للنشر والتوزيع وذلك في مقر منتدى البيت العربي الثقافي في في جبل الحسين
أدارت الأمسية الأولى الأديبة ميرنا حتقوة أمين سر البيت العربي ومديرة البرامج والأنشطة فيه والتي رحبت بالحضور والمشاركين وأثنت على هذه المبادرة التي قامت بتنسيقها وأدارت تفاصيلها الأديبة منتهى السفاريني عضو منتدى البيت العربي الثقافي وقالت حتقوة :
نحن في هذا المساء الجميل امام قامة ادبية مرموقة لها وهجها الساطع في المشهد الثقافي العربي وهو الاديب اللامع رشاد ابو شاور سيد السرد في فضاء الرواية والقصة القصيرة في اعماله التي تعد شهادات حضارية على مراحل الجرح العربي الفلسطيني وعلى مكابدات الانسان في شتاته ومنافيه وتحولات غربته
من هنا جاء هذا الكتاب ليس سهلا ان تكون فلسطينيا وهو مدونة تكميلية للاعمال السردية التي تضيئ معاناة الفلسطيني في الشتات انه حزمة كبيرة من المقالات المتوهجة التي تحمل افكارا متعلقة بمحنة الغربة والاغتراب
في الكتاب رؤى تفصيلية ومشاهد واقعية تعكس حال المكابدات الحياتية التي يواجهها الفلسطيني المشتت امام سؤال الهوية والجنسية والاصل والانتماء
لذا فان هذا الكتاب شهادات وثائقية ادبية تساند سرديات ابو شاور في الاضاءة الإعلامية والادبية علي تجربته الثقافية الواسعة
بدوره ألقى رئيس منتدى البيت العربي المهندس صالح الجعافرة كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين وبدار الفينيق مؤكدا ان هذا الملتقى لن يكون الأول إنما البداية فقط.
وألقى مدير دار الفينيق للنشر والتوزيع كلمة عبر فيها عن سعادته بهذا التعاون الأدبي و الثقافي مع منتدى البيت العربي وقال : لقد فتحوا لنا أبوابَ قلوبهم لنكونَ معهم ومعكم في ثلاث أمسيات متتالية مع نخبة من الأدباء الملتزمين، وعلى رأسهم الاديب الكبير رشاد أبو شاور.
وأضاف ان دار الفينيق المؤسسة حديثاً ، تسعى إلى نشر كل إبداعٍ يدعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، شريطة أن تكون هذه الأعمال تتحلى بلغةٍ عالية، ولا تتخلى عن جماليات الكتابة التي هي شرط أساس للابداع. ولا نبحثُ عن الربح المادي، أو الكم في المنشورات بقدر ما نطمح أن نقدم للقارىء العربي كتاباً قيّماً يُثريهِ و يرفع من مسوبِ ذائقتهِ و يفتحُ آفاق رؤيتهِ على اتساعها
وشكر رئيس ملتقى الفينيق مالك العالول الحضور ومنتدى البيت على استضافتهم وكرمهم،وقدم شكره أيضا للمشاركين من الأدباء والشعراء وهم رشاد أبو شاور و أحمد أبو سليم وصلاح أبو لاوي ومنتهى السفاريني و د. فادي المواج وأحمد أبو حليوة
و اشاد بجهود الاديبة ميرنا حتقوة على تنسيقها للفعالية في المنتدى، وختم كلمته بقوله : آملُ أن يصبح هذا الملتقى سنوياً بالتعاون مع منتدى البيت العربي، و أعُلن هذه الأمنية أمام رئيس المنتدى المهندس صالح الجعافرة، و أمام هيئته الادارية، مُبدياً استعدادنا لطباعة أي عمل قيّم لأعضاءِ المنتدى.
ومن ثم عادث الأديبة ميرنا حتقوة للحديث عن الروائي رشاد أبو شاور وعن الكتاب المحتفى به "ليس سهلا ان تكون فلسطينيا"
أما الأديب احمد ابو سليم قرأ كلمة قال فيها :
ما الَّذي نريده من فعل الكتابة؟
هل هي حالة هروب من تلك المشاعر الَّتي تتوالد داخلنا، وتتفجَّر فلا نستطيع السَّيطرة عليها، لأَنها تكاد تجرفنا معها نحو الجنون؟ أَم إنَّ الأَمر معكوس تماماً، حيث الكاتب الَّذي يحمل رسائل الفضيلة ومن أَجلها يدفع الثَّمن من حياته؟
بمعنى آخر هل الكتابة حالة دفع من الدَّاخل إلى الخارج، أَم حالة جذب من الخارج إلى الدَّاخل؟
وأشار ابو سليم إلى ان رشاد أَبو شاور هو كاتب فلسطينيٌّ ممتدٌّ على مساحة واسعة، غطَّت النِّصف الثَّاني من القرن العشرين، وامتدَّت طوال هذه السَّنوات في قرننا هذا -أمدَّ الله في عمره- أَنتج خلال ما يزيد عن ستين عاماً القصص والروايات والمقالات بالمئات.
وأضاف ابو سليم قائلا لقد تم كتابة الكثير من المقالات والكتب ورسائل الماجستير والدكتوراة عن تجربة ابو شاور، لأهميَّة هذه التجربة ، ورشاد منحاز طوال هذه الفترة إلى فلسطين، إلى المقاتلين، والفقراء، إلى الحق، رشاد واضح تماماً، أَبيض تماماً، يرفض الرَّماديَّة، ويرفض التلوُّن، ويرفض أن يتخلَّى عن مبادئه رغم كلِّ المغريات، شجاع لا يخاف قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر، وفي وجه كل المتلونين، والمأجورين، رشاد الضَّمير.
وأضاف:ليس من السَّهل أَن تكون فلسطينيَّاً، هذا هو عنوان الكتاب الَّذي نجتمع اليوم للاحتفاء به، الصادر عن دار الفينيق، وهو الجزء الأول من مجموعة من المقالات الَّتي نشرت سابقاً، على الأَخص في صحيفة القدس العربي والَّتي يتنقل فيها رشاد بين كلِّ الأَحداث السياسيَّة السَّاخنة التي مرت بها فلسطين والمنطقة، مروراً بالرَّبيع العربيِّ، وسيلاحظ القارئ ببساطة انحياز رشاد إلى النَّاس وهمومهم، وتطلُّعاتهم نحو الحريَّة، والديمقراطيَّة، والتخلُّص من الاحتلال...
فلسطين هي بوصلته في كل ما كتب، ويكتب...ومن كانت فلسطين بوصلته لا يضلُّ أَبداً.
ليس من السَّهل أَن تكون فلسطينيَّاً....
والفلسطينيَّة عند رشاد ليست انتماء جغرافيَّاً بقدر ما هي انتماء أخلاقيٌّ لأَنَّ فلسطين بالأَصل قضيَّة أَخلاقيَّة، ينتمي إليها أَحرار العالم بعيداً عن أُصولهم الجغرافيَّة.
وأشار إلى أن رشاد يعتمد في كلِّ ما يكتب على أُسلوب السَّهل الممتنع، السَّهل المُبكي، السَّهل الَّذي يغوص في الأَعماق دون تعقيدات، وحاله بذلك حال المثقَّف العضويِّ الغرامشيِّ المشتبك ليس مع قضاياه فقط إنَّما مع عامَّة النَّاس الأَحوج إلى المثقَّف كي يضيء لهم الطَّريق بقلبه كما قال ذات يوم مكسيم غوركي، كي لا يضلُّوا الطَّريق
.
وقال ابو سليم سنتحاور هذه اللِّيلة مع رشاد، والحوار مفتوح، لمن يريد أَن يسأَل، وسأَبدأُ أَنا بهذا السُّؤال:
- ما هي قصَّتك مع صحيفة القدس العربي؟ لماذا لم تعد تكتب فيها؟
- الكاتب والسياسي العلاقة بينهما...العلاقة بين المبدع والحزب السياسي، والمبدع والسُّلطة السياسية.
- القضية الفلسطينية وأصوات تطالب بعدم الاتكاء عليها.
- الوضوح والبساطة وتجربة كنفاني.
- الربيع العربي..هناك مقالات حاولت أن تواكب هذا الربيع، وتؤيده.
- رشاد النَّاصري: ما الذي تبقى من التجربة الناصرية اليوم؟
ثم بدأت جلسة حوارية مع الجمهور أجاب شاور من خلالها عن أسئلة الحضور وقصة الكتاب وبعض تجاربه مع الكتابة
واكد ان هناك جزء اخر للكتاب
وفي ختام الأمسية قام المهندس صالح الجعافرة رئيس منتدى البيت العربي الثقافي بمعية الأستاذ مالك العالول بتكريم المشاركين


















