من المجنون الفرنسي الذي قاد موقعة الأخضر والتانغو؟

من المجنون الفرنسي الذي قاد موقعة الأخضر والتانغو؟
الوقائع الاخبارية : بعد الفوز التاريخي للمنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني، وصف اللاعب عبدالإله المالكي مدربه الفرنسي بـ "المجنون"، وقال "الحمد لله كنا على الموعد، لدينا مدرب مجنون أعطانا تعليمات وحفزنا بقوة بين الشوطين".

وأضاف "أقسم بالله كنت أبكي بين الشوطين والمدرب حفزنا كثيراً، وكنا نريد بدء المباراة من الصباح... لا أستطيع أن أصف ما حدث".

"المجنون" لا يجب أن يمر هذا الكلام مرور الكرام، بخاصة لمن يعرف شخصية المدرب الفرنسي هارفي رينارد، ومن تابع مسيرته الكروية منذ وصوله إلى الشرق الأوسط. يعرف الرجل بقوة شخصيته وقراءات مختلفة للمباريات، والجرأة في التعاطي معها، وحب المغامرة، والأهم منح الثقة الكبيرة للاعبين بخاصة بين شوطي المباراة.

ما فعله رينارد داخل غرفة الملابس، منح الفوز للسعودية، هو لم يجر تعديلات على التشكيلة المثالية، أو استعان بأبطال خارقين، كل ما في الأمر، أنه عرف كيف يوجه لاعبيه، أمام ثالث أفضل منتخبات العالم الذي يضم ميسي، أسطورة كرة القدم.

ببساطة، استدرك الأمر، قبل أن تصيب الخيبة اللاعبين، "العبوا من أجل أنفسكم". هذه هي المعادلة الأوضح والأشمل في كرة القدم، وانطلاقاً من هذه التوصية، برزت الروح القتالية العالية لدى لاعبي المنتخب الأخضر، والصراع على كل كرة، كما لو أنها كرة النهاية، والانتشار الصحيح في الملعب، وتضييق المساحات على ميسي ورفاقه.

ومن أبرز الإيجابيات التي قدمها المدرب "المجنون" رينارد، تمسكه وإيمانه بالحارس محمد العويس الذي يلعب احتياطياً مع فريقه الهلال في الدروي المحلي، لكنه أعطى الثقة للعويس الذي خاض نهائيات مونديال 2018 في روسيا، وكان رهانه ناجحاً، إذ تصدى الحارس لعديد من الكرات الخطرة وكان سبباً أساسياً في الفوز.

الثقة

للمدرب الفرنسي استراتيجية يتبعها ولا يحيد عنها، فإضافة إلى اهتمامه باللياقة البدنية العالية، واختيار لاعبين قادرين على تنفيذ خططه، بخاصة المهاجمون الذين يتراجعون للدفاع، والضغط على الفريق الخصم، يعمل على العامل النفسي كثيراً، الذي هو عامل لا يقل أهمية عن الموهبة، فما حاجة الأخيرة من دون الثقة بالنفس.

انطلاقاً من هذا كله، يبني "المجنون الفرنسي" فريقاً قادراً على المنافسة، بغض النظر من يكون الخصوم، وبهذه الطريقة فاز مع منتخبي زامبيا وساحل العاج بكأس الأمم الأفريقية عامي 2012 و2015.

وبعد الفوز التاريخي، قال هارفي رينارد "يمكنك أن تلعب هذه المباراة 10 مرات، ويمكنك أن تفوز مرة واحدة فقط، وهذه المرة كانت اليوم". وأضاف "نحن المصنف رقم 51 عالمياً، وهي المصنفة الثالثة، وهذه الرياضة دائماً، يمكنك أن تقلص الفجوة في بعض الأحيان".

طموح
لكن المدرب الفرنسي في تصريحات سابقة للمباراة، اعتبر أن فريقه يخوض غمار نهائيات كأس العالم لمخالفة التوقعات وتحقيق المفاجأة.

وقال في مؤتمر صحافي في المركز الإعلامي للبطولة "يناسبنا أن نلعب بثوب المنتخب غير المرشح لأن ذلك يخفف من الضغوط على كاهلنا، لكننا نشارك من أجل مخالفة التوقعات. في كل نسخة من كأس العالم تحدث مفاجآت كثيرة ونأمل أن نحقق واحدة".

وأضاف "لا نشارك من أجل التنزه في الدوحة، بل من أجل تقديم أفضل مستوى لنا ونجعل السعوديين فخورين بنا في الملعب وفي السعودية، لقد أتوا بأعداد هائلة إلى هنا ولا خيار أمامنا سوى إرضائهم".

البداية

استلم رينارد تدريب المنتخب السعودي في يوليو (تموز) 2019 وشهد "الأخضر" بقيادته استقراراً في المستوى الفني ترجمه خلال تصفيات كأس العالم، عندما تصدر مجموعته متفوقاً على اليابان وأستراليا ليحجز مقعده في العرس الكروي.

ولد هارفي رينارد في 30 سبتمبر (أيلول) 1968، وهو لاعب كرة قدم محترف سابق. سبق له وأن شغل منصب مدرب لمنتخب زامبيا الوطني، إذ فاز معه بكأس الأمم الأفريقية 2012، ومن ثم فاز بكأس الأمم الأفريقية 2015 مع منتخب ساحل العاج، ليصبح بذلك أول مدرب يفوز بكأسين أفريقيين مع منتخبين مختلفين. كما درب منتخب المغرب لكرة القدم في كأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر.

بدأ مسيرته التدريبية مع فريق مسقط رأسه "إس سي دراغينيان" عام 1999، ومن ثم انتقل إلى إنجلترا وتولى قيادة فريق جامعة كامبريدج، لكن النتائج لم تكن إيجابية إلى حد ما، فتنقل بين عدة فرق مغمورة، إلى أن وقع عقداً مثالياً مع منتخب غانا، ومن ثم منتخب زامبيا وأنغولا وساحل العاج والمغرب، إلى أن استقر في الرياض موقعاً عقداً يمتد حتى 2027.

وقال رينارد عن التوقيع "منذ لحظة وصولي إلى هنا شعرت بأنني أنتمي إلى المكان، شعرت بالعاطفة من أجل كرة القدم، ورغبة الناس في النجاح والنمو وتطلع البلاد إلى التقدم والتطور. رأيت بلداً مليئاً باللاعبين الموهوبين الشباب. لقد حققنا هدفنا الأول، فلنعمل معاً من أجل الباقي. أنا هنا لأبقى".

(اندبندنت عربية)



تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير