جامعة إربد الأهلية تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
الوقائع الإخبارية: مندوبًا عن الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة رئيس جامعة إربد الأهلية، رعى الأستاذ الدكتور أيمن الأحمد نائب رئيس الجامعة، الاحتفال الذي أقامته كلية الآداب والفنون/ قسم اللغة العربية، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تحت عنوان "عالمية اللغة العربية" والذي شارك به كل من: الأستاذ الدكتور عبد الحميد الأقطش، والدكتور خالد مياس، والدكتور حسام العفوري، بحضور الدكتور غسان الشمري عميد كلية الآداب والفنون، وعمداء الكليات، وجمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وطلبة الجامعة، في مدرج الكندي.
وألقى الدكتور غسان الشمري عميد كلية العلوم التربوية في بداية الحفل كلمة ترحيبية بالمشاركين والحضور، قال فيها: مِنَ الْمَوَاقِفِ الْمُضَمَّخَةِ بشذَى الْفَخْرِ وَرَيَاحِينَ الْمَجْدِ تجمُعنا هذا لنَسْتَحْضرَ مِن خلالهِ الْلِسَانِيَّةَ العَرَبِيَّةَ القُرْآنِيَّةَ، دُسْتُوْرَ العَقِيْدَةِ، ولُغَةَ العِبَادَةِ، والعُلُوْمِ والآدَابِ، وشرَّفها اللهُ عِنْدَمَا نَزَلَ بِهَا الوَحْيُ الإِلَهِيُّ، صِدْقًا وَأَمَانًة، وارْتِبَاطَها نَصًّا قُرْآَنِيًّا، هَيَّأ لَهَا دَيْمُوْمَةَ البَقَاء، وَسَخَّرَ لَهَا عُلَمَاءَ أجِلَّاءَ لِخْدْمَتِهَا، كَشْفًا عَن أَسْرَارِهَا، وَدَلائِلِ إِعْجَازِهَا، وَبلاغَةِ مُفْرَدَاتِهَا، لتختزنَ في مضمونِها كلَّ معاني التقديرِ والعرفانِ والوفاءِ لأصحابِها، وتَحملَ دلالاتٍ تمتدُّ إلى عمقِ تاريخِ هذه الأمة، واللُّغَةُ اَلْعَرَبِيَّةُ قَضِيّةُ؛ أَمْنٍ قَوْمِيٍّ لِأَنَّ حَيَاةَ اَلْأُمَمِ فِي حَيَاةِ لُغَتِهَا وَقُوَّتِهَا وَازْدِهَارِهَا، لِذَا فَالْحِفَاظُ عَلَيْهَا مَسْؤُولِيَّةُ مَجَامِعِ اَللُّغَةِ، وَمُؤَسَّسَاتِ اَلتَّرْبِيَةِ، وَأَجْهِزَةِ اَلْإِعْلَامِ، وَخُطَبَاءِ اَلْمَسَاجِدِ وَالْكَنَائِسِ وَالْأُدَبَاءِ وَالشُّعَرَاءِ، وَلَنْ يَتَأَتَّى ذَلِكَ إِلَّا بِالتَّرْكِيزِ عَلَى اَلْبَرَامِجِ اَلتَّرْبَوِيَّةِ اَللُّغَوِيَّةِ، وَاسْتِثْمَارِ اَلنَّتَائِجِ اَلَّتِي تُتِيحُهَا اَلشَّبَكَةُ اَلْعَالَمِيَّةُ اَلْإِنْتَرْنِت وَالتَّحْرِيضِ عَلَى وَضْعِ بَرَامِجِ اَلتَّعَلُّمِ اَلذَّاتِيِّ، وَإِعَادَةِ تَأْهِيلِ مُعَلِّمِي اَلْعَرَبِيَّةِ وَإِيجَادِ آلِيَّاتِ تَطَوُّرِ اَلْمَعَاجِمِ اَلْعَرَبِيَّةِ.
وأضاف الدكتور الشمري، َمَعْذِرَةً يَا أَبْجَدِيَّتَنا، ثمانيةٌ وعشرونَ حَرْفًا، أَنْتِ مِنْكِ يَتَشَكَّلُ اَلشِّعْرُ وَالصَّمْتُ وَالْحِكَايَةُ وَبِك تُؤَرِّخُ اَلْأَزْمِنَةُ وَالنِّسْيَانُ وَبِكِ نَعِيشُ زَمَنَ تَفْتُحِ اَلْقُلُوبِ سَعَادَةً وَاسْتِبْشَارًا، أَمَّا آن اَلْأَوَانُ أَنْ نَتَكَاتَفَ لِنَمْشِيَ بِالْأَجْيَالِ إِلَى ضِفَافٍ بِلَا تَعَثُّرٍ، وَلُغَةٍ بِلَا إِرْباكٍ، مِنْ حَقِّ لُغَتِنَا أَنْ نُوقِدَ جَذْوَةَ اَلْوَلَعِ بِهَا إِلَى حَدِّ اَلتَّقْدِيسِ، لِأَنَّهَا اَلْهَوَاءُ اَلَّذِي نَتَنَفَّسُهُ.
واختتم الدكتور الشمري كلمته بأنه يَجِبُ أَنْ تَكْوِنَ اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ هَاجِسَ الْمُتَنَوِّرِينَ، وَالْمُشْتَغِلِينَ فِي شَتَّى الْمَيَادِينِ الَّتِي تَتَقَاطَعُ مَعَهَا، وَلِكَيْ تبقى إِمْكَانِيَّةُ التَّعْبِيرِ قَائِمَةً، لِذَا لَا بَدَّ مَنْ أَنْ يَسْتَنْفِرَ الْمُؤْتَمَنُونَ حَمَاسَتَهُمْ دِفَاعًا عَنْ تُرَاثٍ يُرَادُ لَهُ أَنْ يَضِيعَ، وَذَاكِرَةٍ تَتَعَرَّضُ لِلتَّشْوِيهِ.
وتناول الأستاذ الدكتور عبد الحميد الأقطش/ أستاذ علم اللغة وفقه الساميات في جامعة اليرموك/ قسم اللغة العربية وآدابها الحديث حول اللغة العربية بعالميتها، استعرض خلالها كيف بدأت اللغة العربية بكلماتها وكتابتها المنقوشة كلغة حياة، وإلى أن وصلت إلى تاريخ التمدن بأطوار اللغة العربية والارتقاء بها إلى الفصحى بعربية آل قحطان في اليمن والتوجه باللغة إلى الشمال وامتهنوا التجارة وكونوا إمارات وكتبوها بلغة السند، وأصبحت لغة العلم الجديد، والسمت الشعري.
وبين الأستاذ الدكتور الأقطش بأن اللغة ليست كيانًا مستقلاً عن أبنائها والناطقين بها، بل إنها مرتبطة بهم أوثق ارتباط، فهي عنصر رئيس من مكونات الهوية والثقافة، ولذلك تتقدم بتقدمهم وتتراجع بتراجعهم، ولقد حظيت اللغة العربية بما لم تَحظ به لغة أخرى من عوامل القوة والبقاء، فهي اللغة التي ولدت في مهد الأبجدية الأولى في تاريخ الإنسان، وورثت بعض عناصر أمهاتها وأخواتها من لغات الشرق القديم، وهي لغة العرب قبل الإسلام، تَظهر مكتملة ناضجة في الشعر الجاهلي لا يكاد ينقصها شيء، وهي بمجيء الإسلام لغة القرآن ولغة الإسلام الدين الكوني الذي نزل للناس كافة، ولكن لغته الدينية والرسمية هي العربية، التي تعلمتها الشعوب الأعجمية، ثم غدت اللغة العالمية الأولى في عصر ازدهار الحضارة العربية وسيطرتها على العلم العالمي، ولم تتقهقر هذه اللغة رغم مرور قرون طويلة من الحكم العثماني التركي وظلت قوتها نافذة رغم التحديات والمحن الكثيرة، إنها لغة عالمية ما في ذلك شك، بالنظر إلى عمرها المديد وشبابها المتجدد، وإلى محتواها الحضاري المتنوع على مر العصور، وإن اللغة العربية لغة ما يزيد على 300 مليون شخص ممن تعدّ العربية لغتهم الأم، وهي في المرتبة الرابعة عالميًا من ناحية عدد الناطقين بها، ومن الطبيعي أن يكون هذا العامل سببًا رئيسًا في عالمية اللغة العربية من ناحية ضرورة تعلمها واستخدامها إذا ما تذكرنا أنها اللغة الوحيدة المرتبطة ارتباطًا مقدسًا بواحد من الأديان الكبرى في العالم، وليس من لغة تدانيها من هذه الناحية، ولكن من جانب آخر فإن الحرب التي تشن على الإسلام وأهله تستهدف اللغة فيما تستهدفه لأنها إحدى جبهات الإسلام وحضارته.
وقدم كل من الدكتور خالد مياس/أستاذ مشارك في اللغة والنحو في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة جدارا، والدكتور حسام العفوري/ الأستاذ المشارك في اللسانيات التطبيقية، خلال الحفل عددًا من القصائد التي تناولاها من دوواينهما الشعرية، عرضوا خلالها لجمالية اللغة العربية وديمومتها.
وقدم لبرنامج الحفل الدكتور صدام مقدادي رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة بكلمة قال فيها: أسعد الله صباحكم المشرق بإشراق أبجديتنا بأنامل نسجتها حروف الضاد، وبقيثارة عزفتها بحور الشعر والقوافي، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بكم، وحيّاكم الله جميعًا في هذه الندوة الاحتفالية والتي يقيمها قسم اللغة العربية وآدابها، في كلية الآداب والفنون، في جامعة إربد الأهلية، جامعة المجد والتاريخ، لنجدد فيها فخرنا واعتزازنا بلغتنا العربية، لغة الضاد، لغة الوحي والقرآن، لغة الأم التي تجمعنا دائمًا، هذه الاحتفالية التي حملت عنوان عالمية اللغة العربية، والتي نستضيف فيها كوكبة من العلماء والأدباء، الذين نعتز بوجودهم بيننا، والذين سوف يحتفوننا بأطايب الحديث من نثر وشعر، وذلك لما ألفناه فيهم من حسن لقيادة ناصية اللغة، وتطويعهم لألفاظها ومعانيها، فأهلًا وسهلاً بهم بيننا في هذا الصرح الشامخ كشموخ لغتنا.
وأضاف الدكتور مقدادي، نعم، إن تحديد الثامن عشر من كانون الأول من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يومًا للغة العربية ما هو إلا تعبيرٌ عما تكتسبه لغتنا من أهمية في ضمير الأمة العربية ووجدانها، فهي لغة القرآن الكريم، وتراث الأمة وذاكرتها، وهي لغة الحضارة العربية الإسلامية التي عن طريقها أبدع آلاف العلماء والأدباء الذين قدموا أعمالًا رائدة، ساهمت في صنع الحضارة الإنسانية، وإن الاحتفاء اليوم بلغة الضاد والإعلان من شأنها لدليل على الوعي بالتحديات الكبرى التي تحيط بها في عصر أصبحت العولمة الثقافية ظاهرة مهددة للهويات والخصوصيات والتنوع الثقافي واللغوي، وهو كذلك إدراك لضرورة الحفاظ على اللغة العربية والنهوض بها، وحرصًا على ذلك فقد جاءت توجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله الراميةُ إلى ضرورة توحيد الجهود المبذولة تجاه اللغة العربية، وتمكين الشباب بالمزيد من المهارات ليكونوا سفراء عالميين، للغتنا الأم، مستخدمين أحدث التكنولوجيا لإبراز مكانتها وجماليتها، وتنفيذًا لهذه التوجيهات تم إطلاق مبادرة ض للحفاظ على مكانة وألق اللغة العربية، والتي تنفذ حاليا بالشراكة مع مجمع اللغة العربية، وحمى الله عروبتنا أهلَ لغتنا، وحفظ الله أردننا وقائدنا جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.
ويشار إلى أن الحفل قد بدأ بالسلام الملكي، وترتيل آيات من الذكر الحكيم قدمها الطالب إبراهيم الرمضان، واختتم الحفل بتقديم درع الجامعة للمشاركين في الاحتفالية.