المُتَقَاعِدُوْنَ العَسْكَرِيُّوْن وَالمُحَارِبُوْنَ القُدَامَى: وَفَاءُ العَهْدِ والوَعْدِ

المُتَقَاعِدُوْنَ العَسْكَرِيُّوْن وَالمُحَارِبُوْنَ القُدَامَى: وَفَاءُ العَهْدِ والوَعْدِ
الوقائع الإخبارية:بِقَلَمِ الأُسْتَاذ الدُّكْتُوْر: أَحْمَد مَنْصُوْر الخَصَاوْنَة

رَئِيْسُ جَامِعَة إِرْبِد الأَهْلِيَّة

يَحمل يوم الخامس عشر من شباط من كل عام يومًا وطنيًا مميزًا للوفاء لرجال الوطن من المتقاعدين العسكريين الأوفياء، هذه النخبة العزيزة على قلوبنا جميعًا لها معاني ودلالات سامية وعميقة. وهذا اليوم يعتبر يومًا من أيام الوطن المشرقة، لأننا نستذكر فيه بطولات الجيش العربي المصطفوي "الجيش العربي"، والمؤسسات الأمنية على أسوار القدس الشريف، التي هي خطًا أحمرَا في الاعتقاد الهاشمي المقدس، فهي قبلة الإسلام الأولى، وأرض المعراج، وأرض المحشر والمنشر، وأرض العروبة. إن الذين استشهدوا دفاعًا عن الأرض الطاهرة، التي بارك الله فيها وما حولها، وقدموا الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن وازدهاره، والدفاع عنه، وعن أمن المواطن، لننعم بحياة آمنة بعيدة عن كل الخوف والقلق من أي خطر يُهدد أمن الوطن واستقراره، يستحقون منا وفاءً، وتقديرًا، وتكريمًا، وإجلالًا.

لقد أبرز جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، في خطاب له في الأول من تشرين الثاني من العام 1999، القيمة المثلى للقوات المسلحة الأردنية، قائلًا: أما قواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزتنا الأمنية، فهي درع الوطن ورمز كبريائه، وإرادته الحرة، وهي العين الساهرة على أمن المواطنين والحفاظ على حياتهم وكرامتهم، وفي الخامس عشر من شهر شباط من كل عام وبتوجيهاتٍ ساميةٍ تم اعتماد هذا اليوم وتسميته بيوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين وقوفًا وإجلالاً وتقديرًا للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وفي هذا اليوم نستذكر تضحيات الرجال الرجال من أبناء قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية/ الجيش العربي منذ عهد الإمارة وصولاً إلى العهد الهاشمي الميمون الرابع/ عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.

وتنطوي الرغبة الملكية السامية لجلالة الملك المفدى، بتخصيص هذا اليوم من كل عام، على مجموعة من الدلالات العظيمة التي أراد جلالته من خلالها تأكيد أهمية الرسالة التي قام بها جيشنا العربي، ورجاله الأوفياء على امتداد وطننا العربي، منذ تأسيسه، والمتمثلة في تجديد نهضة الأمة العربية، وحماية هذه النهضة من التحديات التاريخية، وتدعيم الحق العربي الراسخ، ومساندة أبناء العروبة في كل بقاعها، والحفاظ على الأخلاق الإسلامية السمحة، وتأكيد حقيقة الإسلام الحضاري، الذي جعل من العروبة قاعدة صلبة لحضارة إنسانية متجددة، وخلاقة عظيمة المحتوى، تقوم على قوة الخلق والإيمان.

والمتقاعدون العسكريون اليوم، وكما كانوا على الدوام، حاضرون في فكر ووجدان جلالة القائد الأعلى، وفي ذاكرة أبناء الوطن جميعًا، الذين يقدرون لهم تضحياتهم النبيلة المشرفة، ومواقفهم الرجولية الشجاعة، وتلبيتهم لنداء الضمير والواجب الإنساني أينما كان. وجيشنا العربي ومتقاعدوه من مختلف الرتب العسكرية، ضباط وضباط صف وأفراد، هم نشامى كانوا وسوف يبقون موضع الثقة الملكية، ومحط الأمل والرجاء في إسناد جهود التنمية المستدامة، والتحديث العلمي، ومنهج الإصلاح الشمولي، الذي يقوده جلالة الملك برؤيته الثاقبة.

ونتيجة لتميز القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، أضحت قيمة احترافية يشار إليها بالبنان في العالم، فهم الآن يؤدون رسالة السلام والإنسانية من خلال قوات حفظ السلام الدولية، والمساعدة الإنسانية لإخوتهم العرب، وللأصدقاء في الكوارث الطبيعية، وكان آخرها قبل أيام تقديم المساعدة لإخواننا في سوريا وتركيا.

وفي عهد جلالته فقد ازدهرت القوات المسلحة بالتصنيع الحربي، وتجلى ذلك من خلال إنشاء مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير، وتطوير الخدمات الطبية الملكية التي تُقدم الرعاية والخدمة الطبية للمنتسبين والمنتفعين العسكريين والمدنيين العاملين منهم والمتقاعدين، وإدخال التكنولوجيا الرقمية في جميع التطبيقات العسكرية الميدانية والتدريبية والتعليمية، وتقديمه للمكرمات الملكية للجامعات والمعاهد والكليات المحلية والخارجية، إضافة إلى الأسواق التجارية العسكرية لسد حاجات العسكريين والمدنيين من متطلبات الحياة الغذائية والمستلزمات الأخرى، وأخيراً الإسكان العسكري لتأمين الحاجات الأساسية لمنتسبي القوات المسلحة.

وتشبث جلالة الملك بضرورة توضيح حقيقة الإسلام الإنساني القيمي، وأخذ على عاتقه قيادة مسيرة السلام، ومحاربة الإرهاب والتطرف عالمياً، بدءاً من رسالة عمان السمحة، ومبادرة الوئام بين الأديان، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في قدس الأقداس، واحتضانه للقضية الفلسطينية باعتبارها أحد الثوابت الأردنية الراسخة، وأن أساس حل القضية الفلسطينية يكمن بحل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. ووفقًا لرؤية جلالته، فإن حل الدولتين هو السَبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يشكل خيارًا استراتيجيًا عربيًا، وضرورة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.

وفي الخلاصة نقول، إن الخامس عشر من شباط من كل عام سيبقى يومًا دالاً على الوفاء الهاشمي المبدئي، الذي أبداه ويبديه جلالة الملك الأجل مكانة، الذي أكد دوما أن هذا الوطن لم يبنيه إلا الصادقون الأوفياء لرسالته، وفي مقدمتهم جيشنا العربي الباسل. وبالرغم من المسؤوليات الجسام التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني، سليل الدوحة الهاشمية المباركة، إلا أنه جدد الوفاء لرفاق السلاح من المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، مهنئًا لهم في تغريدة له عبر تويتر، صباح يوم الأربعاء، الموافق: 15/2/2023، قائلاَ: " أحيي إخواني وأخواتي رفاق السلاح من المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى في يوم الوفاء. بصماتكم راسخة وخبراتكم محط الاهتمام دومًا في خدمة الوطن وأهله".

ويطيب لي، بصفتي مؤتمن على رئاسة وإدارة إحدى المؤسسات الجامعية العلمية الوطنية في أردننا الأشم، جامعة إربد الأهلية، أن أتوجه إلى الجنود جميعًا، الرجال الأوفياء، المستيقظون على الثغور، بتحية الفخار، تقديرًا وإقرارًا واعتزازًا، فأنتم الامتداد الطيب لمن سبقوكم في نيل الشهادة أو التقاعد، والوطن هو أمانة في أعناقكم وأعناقنا إلى يوم الدين.

وختامًا، يشرفني أن أكون أحد أبناء الذين خدموا في سلك القوات المسلحة من المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وأتسامى شرفًا عندما أتوجه بتحية الاجلال والإكبار، والعهد والوفاء لسيدي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم. ونؤكد بأننا كنا وما زلنا وسنبقى، بمشيئة الله تعالى، على العهد الجُند الأوفياء للوطن وأهله، وللعترة الهاشمية الطاهرة المطهرة، ونسير خلف القيادة الهاشمية المظفرة، حفاظًا على أمن الوطن وتقدمه وازدهاره.



تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير