رغم غرابة الفكرة.. جرّب وضع الملح في فنجان قهوتك اليومي

رغم غرابة الفكرة.. جرّب وضع الملح في فنجان قهوتك اليومي
الوقائع الاخبارية:عند اختيار مذاق مشروب القهوة اليومي كل صباح، هناك من يفضلها داكنة من دون أي إضافات، في حين يفضلها آخرون مع قليل من الكريمة أو الحليب النباتي والسكر، بل إن بعضهم ربما لا يتذوقونها إلا وهي غارقة في مكعبات الثلج لتكون مشروبا باردا ومنعشا.

في المقابل، هناك مدرسة غير شائعة في تناول المشروب الأكثر شعبية ترى أن "الإضافة السحرية" لفنجان القهوة هي ببساطة حفنة صغيرة من الملح.

هذه الفكرة التي قد تبدو صادمة لكثير من الناس لها عديد من المؤيدين الذين يعتبرون أن هذا التغيير البسيط في المكونات قادر على تحقيق توازن استثنائي في المذاق المميز للمشروب، علاوة على عدد كبير من المزايا الأخرى التي نستعرضها في هذا التقرير.

حفنة من الملح تُحدث فارقًا
بالرغم من غرابتها وعدم اعتمادها ضمن الإضافات الشائعة للمشروب الداكن، فإن إضافة الملح للقهوة يبدو أنها تزيل بعض المرارة وتبرز نكهات أخرى.

هناك أساس علمي لهذا التأثير الإيجابي اللذيذ للملح مع القهوة، وهو أن كلوريد الصوديوم فعال للغاية في تخفيف المرارة في القهوة وجميع أنواع الأطعمة المختلفة.

ومن خلال تخفيف المرارة، يسمح الملح للنكهات الأخرى مثل الحلاوة أو الأومامي والمذاق اللاذع بالظهور بوضوح.

وقد أظهرت دراسة علمية نشرتها مجلة "ساينس ألرت" (Science Alert) بهذا الخصوص أن الملح فعال في إخفاء المرارة بشكل استثنائي، وعندما مزج العلماء النكهات الحلوة والمرة معا، كانت إضافة الملح للمزيج تجعل الخليط أكثر حلاوة وأقل مرارة.

التحايل على حاسة التذوق
براعم التذوق عند البشر معقدة وغنية، وتميّز 5 أذواق أساسية هي: المرارة والملوحة والحموضة والحلاوة والأومامي.

والعثور على المزيج المناسب من هذه النكهات هو الذي يحدد مستوى لذة الطعام، وتُعد المرارة أسوأ وأكثر مذاق غير محتمل بالنسبة للإنسان على الإطلاق، وتوجد بنسبة كبيرة في مشروب القهوة.

يفترض كثيرون أن الكافيين هو المركب المسؤول عن مرارة القهوة، لكن في الواقع، يمثل الكافيين 15% فقط من مرارة القهوة.

في المقابل، فإن لاكتونات حمض "الكلوروجينيك" و"البينيليندانيس" هي المركبات التي تمنح القهوة مذاقها المر، والتي تتعزز وتصبح أكثر بروزا في أثناء عملية التحميص.

ورغم أن هناك أنواعا من حبوب البن تكون بطبيعتها أكثر مرارة، فإنه يمكن أن تنتج مرارة القهوة عن أخطاء التحضير، مثل استخدام كثير من البن المطحون مع كمية الماء، والارتفاع المفرط لدرجة الحرارة عند تحضير القهوة.

وعندما تصبح القهوة أكثر مرارة من المطلوب، يأتي دور الملح لتعديل الكفة، حيث تعمل أيونات الصوديوم في الملح على تحييد المذاق المر، وهذا هو السبب الذي يجعل كثيرين يضيفون الملح إلى الثمار والحلويات.

لذلك فإذا كان مذاق القهوة مرًا أو كانت محمصة بشكل مفرط، فقد تساعد إضافة القليل من الملح في تخفيف هذه المرارة، فالصوديوم لديه قدرة على مقاومة المرارة عن طريق تثبيط مستقبلات التذوق التي تدرك المرارة على اللسان.

أقل كمية
عند الرغبة في تجربة إضافة الملح إلى القهوة، من المهم استخدام أقل كمية وتحريكه جيدًا حتى يذوب، وبعد التجربة المبدئية، يمكن تعديل الكمية تدريجيا بناءً على الذوق الشخصي.

ومن الضروري أن تضع في الاعتبار أن إضافة كثير من الملح دفعة واحدة يمكن أن يطغى على النكهات في القهوة ويجعل طعمها غير مقبول على الإطلاق.

بالإضافة إلى ذلك، إذا كان الشخص يعاني ظروفا صحية تتطلب منه الحد من تناول الملح بشكل عام، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل الكلى، فمن المهم أن نأخذ ذلك في الاعتبار.

وبشكل عام، فإن للذوق الشخصي دورا كبيرا في تقبل فكرة إضافة الملح للقهوة، وقد يجد بعض الناس أن إضافة كمية صغيرة من الملح إلى قهوتهم، حتى وإن كان مضافا لها السكر، يعزز استمتاعهم بالمشروب ويعزز مذاق النكهات. لذا تعد تجربة تركيبات النكهات المختلفة جزءا من متعة استكشاف القهوة.
تابعوا الوقائع على