بعد 70 يوماً على وفاة نجله محمد.. مصلح الطراونة في رسالة موجعة: ما زلت أنتظر اتصالاً منه او رسالة

بعد 70 يوماً على وفاة نجله محمد.. مصلح الطراونة في رسالة موجعة: ما زلت أنتظر اتصالاً منه او رسالة
الوقائع الاخبارية : ارسل النائب السابق الدكتور مصلح الطراونة رسالة إلى زوجته ورفيقة دربه (ام محمد)، بعد 70 يوما على رحيل نجله محمد، وفي لحظات موعد تخرجه من الجامعة.
يقول الخلوق الطراونة في رسالته، التي حملت حروفاً موجعة:

إلى عالية أم محمد الغالية كما كان يناديك محمد رحمه الله… رفيقة العمر منذ البداية
إلى التي توشح قلبها بالحنين، وعمرها بالرضا والسكينة، إلى سيدة كانت حقل صبر منذ البداية وحتى النهاية، منذ أن خطونا خطوات العمر الأولى نحو المهجر حتى تكلل عمرنا سوية بأجمل الذكريات... لا تطاوعني أناملي أن أكتب لك بهذه الفترة بكل سهوبة، ربما كنت سأكتب الكثير قبل شهور، ولكن الآن الكتابة لك شيء معقد، هي حرفيا سير على حافة سكين، أخاف أن تجرحك الكلمات أو أن تثير شجونك الحروف، ولكن ربما في هذا الحروف شيء من تسرية القلب في هذه اللحظات موعد تخريج محمد رحمه الله وهو يحمل درجة البكالوريوس في الحقوق بتقدير ممتاز وموعد عقد قران شقيقته وتوأمه ناتالي
وكيف سأعد العدة اللازمة للكتابة لك وأنا حرفيا أقبع فوق جمر الفقد، وأسكن في فراغ، وهل في الكلمات ما يساعد على التجاوز؟؟ وهل بالإمكان التجاوز من الأساس؟؟

كثيرة هي الأسئلة وأنا اخط هذه الحروف لك، كتبت للغائب وما تعثرت أناملي، ولكني أبدو كطفل في مراحل كتابته الأولى وأنا أخطها لك.. لأن أوجاعي لا تقارن بأوجاعك ولا يمكن أن تصف الحروف فراغا تركه محمد.

أم محمد ... تجلدنا الذكريات كلما لاح طيفه أمامي، وأعلم يقينا أنه لم يفارقك، ولم تفارقك أيضا ذكريات صوته يبتهل إلى الله أن يحفظك يا غاليه، ولا أنسى منه أبدا أي لحظة ذكرك فيها (بالغاليه) كان كل شيء له معك بمعنى الكلمة، وأصبح الفقد هو كل شيء، ما زلت لا أصدق كيف غاب وكيف تعثر العمر فجأة وأصبح شرب الماء فعلا يحتاج إلى مجهود كبير مني ومنك.. ما زلت أبحث عن وجهه في غرف البيت وفي كل زاوية فيه.. وفي ممرات الحياة، أمسك بالهاتف أنتظر اتصالا منه او رسالة واتس اب مرحبا يا ابوي .. ممكن سؤال لو سمحت ..أنظر إلى المدخل... هل يدخل يا ترى ويكون كل ما مر شيئا أشبه بالحلم السيئ؟ ولكن مشيئة الله حدثت وقدره لا يرد جل في علاه، وحكمته البالغة ورحمته اللامتناهية هي العزاء.. لم يصلني اتصال ولا رسالة واتس اب واخر ما كان بيني وبينه لقاء على طاولة المطبخ التي أعد عليها نفسه للامتحانات
يا أم محمد ... تعالي نلملم جراحنا من أجل روحه، ومن أجل إخوته وأخواته الذين أحبهم، من أجل حلى وناتالي اللواتي حلم بأن يزفهما، واختلف معهما أن من يزفهما أبي وأنا أقول له لا انت الأخ السند، تعالي نضمد مصاب الغياب بذكرياته الطاهرة وبذكره الطيب، ونعيد ترتيب الحياة وكأنه ما زال موجودا بيننا..

في العمر يا رفيقة العمر ما يستحق الحياة لأجل كل من تبقى من رائحته وأحبهم، وفي القلب يبقى حبه وصوته وصورته، فتعالي وانهضي لأجل روحه، واخبريه أن حبيبتك ناتالي قد عقد قرانها .. وابتهلي إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته، ربما لا تكتمل له صورة دونك، ولا تحلو ذكرى إن لم تكوني شريكة فيها وبين ثناياها، تعالي نلوذ بكل جراحاتنا إلى الله بالدعاء له، وضمدي جراحك بطيب ذكره، وكوني على يقين تام بأننا يا غالية نهرب من قدر الله إلى قدر الله، وما لم يكن لنا لن يأتينا، وما هو لنا لن يخطئنا، وأن مصابنا ابتلاء عظيم في القلب ما يحتمل الذكر ولكن في العمر ما لا ينتظر الصبر... أسأل الله العظيم الجليل جلت قدرته، أن يمسح على قلبك بالطمأنينة، وأن يكللك بالصبر على المصاب، وأن يجملك بالعزاء الحسن

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير