اللوز السعودي… ذهب أحمر يتنافس عليه الخليجيون

اللوز السعودي… ذهب أحمر يتنافس عليه الخليجيون
الوقائع الاخبارية : تمتاز كل مدينة سعودية بمنتج زراعي فريد من نوعه، فمثلما تشتهر مدينة الطائف بإنتاج الورد، والمدينة المنورة بالعجوة، وجازان بالبن الخولاني، فإن القطيف (شرق السعودية) تشتهر بأشجار اللوز، وهي ثمرة موسمية تزدهر في فصل الصيف، ويأتي اللوز بألوان مختلفة ما بين الأحمر والأصفر والأخضر، إلا أن بطنه ذو لون أحمر قانٍ، ومذاقه يمتزج ما بين الحلاوة والحموضة.

واللافت هذه الأيام أن اللوز السعودي دخل عصراً جديداً مع شبكات التواصل الاجتماعي، إذ يلقى أيسكريم اللوز رواجاً كبيراً بين أبناء المنطقة الذين يصفون هذا المنتج بـ«الترند»، علاوة على عصير اللوز ومثلجات اللوز «سلاش» وغيرها من منتجات جديدة تجتاح متاجر المنطقة الشرقية، ووصل صداها إلى الدول الخليجية التي باتت تسحب كميات كبيرة من اللوز السعودي، باعتباره الأجود في المنطقة، ولمواكبة موجة الاهتمام بمنتجات اللوز الصيفية.

قصة الإقبال

يتحدث سامي العراجنة لـ«الشرق الأوسط»، وهو مهندس زراعي ومبتكر فكرة أيسكريم اللوز، واصفاً الموسم الحالي بأنه «موسم تاريخي للوز»، ويضيف «هناك طلب عال جداً من البحرين وقطر والكويت، حيث سحبوا كميات كبيرة من السوق المحلي وذلك اتباعاً لموجة الاهتمام باللوز التي بدأت في السعودية، ولاعتبار اللوز السعودي هو الصنف الأجود».

ويشير العراجنة إلى أن ذلك أسهم بدوره في رفع أسعار اللوز لمستوى قياسي غير مسبوق، حيث وصل ثمن الكيلو الواحد إلى 100 ريال، ويردف «يبدأ موسم اللوز في شهر يونيو (حزيران) حيث يكون سعر الكيلو الواحد ما بين 30 إلى 40 ريالا، وعندما يتقدم الموسم لمنتصف الشهر يهبط إلى نحو 20 ريالا، إلا أن الوضع هذا العام بات معكوساً، حيث بدأ الموسم بأسعار كبيرة واستمر في التزايد ليصل اليوم إلى 100 ريال للكيلو، وهو أمر يحدث لأول مرة، والسبب هو موجة الإقبال الكبيرة المشهودة حالياً».

اللوز السعودي

وبالسؤال عن سبب اهتمام الخليجيين باللوز السعودي في حين أن هذه الثمرة تُزرع في دول أخرى مثل البحرين، يجيب العراجنة «في البحرين يسمون اللوز المبيع لديهم باللوز القطيفي؛ لأن أصل الثمرة هو من مزارع القطيف، مما ضاعف شح الكميات في السوق المحلي، بالنظر لكون البحرين تسحب كمية كبيرة من السوق السعودي الذي منه انطلقت شرارة الاهتمام باللوز».

ويتابع «بيئة المنطقة تتشابه مع بيئة البحرين، فعندما أخذوا اللوز القطيفي لديهم صارت البيئة مُثلى لما تمتاز به من الحرارة والرطوبة المناسبتين لهذه الثمرة، خاصة مع اهتمامنا المحلي بزراعة اللوز الذي يعد الأفضل بالمنطقة». وبسؤاله عن أنواع اللوز، يقول «هناك أكثر من 10 أنواع، أولها الحبان الذي يبدأ في شهر يونيو».

مزارع اللوز

وعن عدد مزارع اللوز في القطيف، يؤكد العراجنة أنه من الصعب حصرها قائلاً «تقدر بالمئات، وتتزايد سنوياً، كما أن الاهتمام بتطعيم وتركيب الأصناف يزداد يوماً بعد آخر». ويوضح أن القطيف استهلكت في العام الماضي نحو 10 أطنان من اللوز، ويتابع «في الوقت الراهن فإن 100 طن ليست كمية كافية لمواجهة حجم الطلب، ففي شهر يوليو (تموز) الحالي استهلكنا من اللوز ما يفوق موسم العام الماضي بأكمله، علماً بأننا ما زلنا في منتصف الموسم الذي يستمر إلى سبتمبر (أيلول)».

وعن فوائد هذه الثمرة التي يستعذبها أهالي المنطقة يقول العراجنة «اللوز غني بالألياف وتناسب الراغبين باتباع حمية غذائية لأنها تساعد على الشعور بالشبع سريعاً، كما أنها مليئة بالكالسيوم والمغنيسيوم». ويشير إلى أن أهالي القطيف اعتادوا على الرائحة النفاثة لأشجار اللوز التي يسمونها «القضب»، حيث تفوح رائحتها عند المرور بين هذه الأشجار.

أيسكريم اللوز

وساعدت المنتجات الصيفية الجديدة في رفع الإقبال الشديد على هذه الثمرة، كما يؤكد العراجنة الذي ابتكر أيسكريم اللوز برفقة فريق عمل كبير من المهرة، وهو منتج يقاوم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تشهدها المنطقة الشرقية هذه الأيام، كما يعطي روحاً شبابية للثمرة التي التصقت بكبار السن وذكرى البيوت القديمة.

يصف العراجنة الأمر بأنه كان محاولة للتفكير خارج الصندوق، قائلاً «كانت فكرة ابتكار صنف جديد تراودني أنا وابني وفريق العمل، فكل الفواكه حولناها إلى أيسكريم وكان اللوز هو المتبقي، ومن هنا بدأنا في الفكرة». مؤكداً أن أيسكريم اللوز هو منتج خال من المواد الحافظة ومشتقات الحليب.

ويشير العراجنة الذي يمتلك سلسلة متاجر «مانجوستين» في القطيف، إلى أن تحوير المنتج بعدة أشكال جعل من كبار السن الذين فقدوا أسنانهم أو من يضعون تقويماً للأسنان يتلذذون بفاكهة اللوز على هيئة أيسكريم أو عصير، بالنظر لعدم قدرتهم على قضمها، وهو أمر ساعد على رواج تناول هذه الثمرة.

ولا يقتصر الأمر على الخليجيين فقط، إذ يقول «الثمرة لها طعم عجيب يجذب حتى الجاليات الأوروبية والشرق آسيوية، فحين يتذوقون أيسكريم اللوز تبدو عليهم الدهشة من تجربة مذاقه المختلف، لذا أستطيع القول إن ابن المنطقة ومن هم خارجها كذلك يستعذبون طعم اللوز وكافة منتجاته».

وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» بين محلات العصائر والمثلجات بالمنطقة، أجمع ملاكها على أن أيسكريم اللوز هو الأعلى طلباً، كما يوضح محمد الدبيس، وهو مدير سلسلة متاجر «سكرايز» في المنطقة الشرقية، مبيناً لـ«الشرق الأوسط» أن الإقبال على هذا المنتج غير مسبوق ويجتاح كافة الفئات من مختلف الأعمار.

"صحيفة الشرق الأوسط"



تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير