مخاطر الإيقاف المفاجئ لمضادات الاكتئاب

مخاطر الإيقاف المفاجئ لمضادات الاكتئاب
الوقائع الاخبارية : يلجأ الكثير من الأطباء إلى وصف أدوية مضادّة للاكتئاب لعلاج بعض الاضطرابات النفسية الشديدة التي تتطلب التدخل الدوائي إلى جانب العلاج السلوكي المعرفي.

وتخضع مضادات الاكتئاب لمحاذير ومعايير خاصة للغاية، إذ يجب أن يتناول المريض جرعات مُحددة طوال فترة زمنية يحددها الطبيب، ويُحظر إيقاف مضادات الاكتئاب بشكل مفاجئ، إذ تتطلب قدراً من الحذر وتخفيض الجرعات تدريجيًا منعاً للمضاعفات الخطيرة.

وإذا كنت تعتقدين أنك مستعدة للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب، فاطلبي من طبيبكِ أن يضع خطة عمل تساعد جسمكِ على التكيف ببطء مع عدم وجود دواء.

ما هي مضادات الاكتئاب؟

تساعد مضادات الاكتئاب في موازنة المواد الكيميائية في الدماغ التي تسمى الناقلات العصبية (المصدر: Freepik)
تساعد مضادات الاكتئاب في موازنة المواد الكيميائية في الدماغ التي تسمى الناقلات العصبية، وتؤثر هذه المواد الكيميائية في الدماغ على مزاجكِ وعواطفكِ، كما يمكن أن يؤدي عدم التوازن إلى اكتئاب شديد أو اضطرابات قلق، لذلك تصحح مضادات الاكتئاب هذا الخلل، ولكن قد يستغرق الأمر أربعة أسابيع أو أكثر للحصول على أقصى تأثير.
وإذا كنتِ ترغبين في التوقف عن تناول الدواء بسبب الآثار الجانبية المزعجة له، فتذكري أن العثور على العلاج المناسب قد يتطلب التجربة والخطأ وبعض التغيير والتبديل.

لا تتوقفي عن تناول الدواء حتى تتحدثين مع طبيبكِ، فقد يبدو لك أنكِ لست بحاجة إلى الدواء، ولكن إذا توقفتِ عن تناوله، سيترك الدواء جسمكِ وقد تعود الأعراض من جديد، وإذا انتكستِ وبدأت في تناول مضادات الاكتئاب مرة أخرى، فقد يستغرق الدواء أسابيع لإعادة التوازن إلى حالتكِ المزاجية.

الآثار الجانبية للتوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب
قد يؤدي إيقاف الدواء فجأة إلى تفاقم أعراض الاكتئاب، وفي ما يلي بعض الآثار المحتملة للإقلاع عن مضادات الاكتئاب بشكل مفاجئ:
تحدث متلازمة التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب، والتي تسمى أيضًا انسحاب مضادات الاكتئاب، عندما يتوقف الشخص فجأة عن تناول الأدوية المضادّة للإكتئاب.

ويشعر الكثير من الأشخاص الذين يعانون من أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب وكأنهم مصابون بالإنفلونزا أو مشكلة في المعدة، وقد يواجهون أيضاً أفكاراً أو صوراً مزعجة.

من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي إيقاف الدواء إلى تراجع خطة العلاج الخاصة بكِ، كما يمكن أن يزيد الوقت الذي تستغرقينه للشعور بالتحسن، مما قد يتسبب في تفاقم الأعراض.

وقد يؤدي عدم العلاج بشكل صحيح إلى زيادة خطر الأفكار الانتحارية، كما أنه يزيد من خطر التصرف بناءً على تلك الأفكار، وتقول المؤسسة الأمريكية لمنع الانتحار إن أكثر المشاكل الصحية المرتبطة بالانتحار شيوعًا هي الاكتئاب.
وقد يؤدي إيقاف مضادات الاكتئاب إلى تفاقم الأعراض الأخرى المرتبطة بالاكتئاب مثل الصداع أو الألم أو الأرق. فيما تشمل الأعراض الأخرى للانسحاب من مضادات الاكتئاب ما يلي:
-القلق
-التعب
-الكوابيس
-مشكلة في النوم
-الاكتئاب وتقلبات المزاج
-الغثيان
-التقيؤ
-الإسهال
-التشنج في البطن
-الصداع
التعرق.

كيف يُمكن التوقف عن مضادات الاكتئاب دون آثار جانبية؟

أفضل طريقة للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب هي تقليل الجرعة ببطء تحت إشراف طبي (المصدر: Freepik)
يستمر بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب في تناول أدويتهم إلى أجل غير مسمى، ويمكن للآخرين التوقف عن تناوله بعد فترة أسابيع أو شهور، ولكن أفضل طريقة للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب هي تقليل الدواء ببطء تحت إشراف الطبيب.
وهذا ينطوي على خفض جرعة الدواء ببطء حتى تتخلصين منه تمامًا، لذلك من الضروري التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ حول دمج التغييرات التالية في نمط الحياة لتحسين صحتك العامة، وتقليل أعراض الاكتئاب، ومنع تكرارها:
-ممارسة الرياضة
-التأمل
-الحصول على قسط وافر من النوم
-تناول وجبات صحية ومتوازنة
-تقليل التوتر.

متى يكون الشخص جاهزًا للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب؟
يعتمد الإستعدا لتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب، على القرارات التي يتفق عليها المريض مع طبيبه.
وعادة يمكن لأي لشخص تقليل الدواء المضادّ للاكتئاب تدريجيًا بمجرد أن تختفي أعراض الاكتئاب، ويعتمد الإطار الزمني المتوقع على تشخيص الصحة العقلية أو الأعراض التي يعاني منها الفرد.
على سبيل المثال، توصي جمعية علم النفس الأمريكية (APA) الأشخاص بالاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب لمدة 4-9 أشهر بعد المرحلة الأشدّ من الاكتئاب الشديد.

بالنسبة للعديد من الأشخاص، يعد التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب علامة إيجابية مرتبطة بالتعافي، ومع ذلك قد يحتاج بعض الأفراد إلى تناول مضادات الاكتئاب على المدى الطويل.

استنادًا إلى البيانات الحديثة في الولايات المتحدة، حوالي 66% من الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب قد تناولوها لمدة عامين على الأقل وأن 25 % من الأشخاص يتناولونها لمدة تزيد على 10 سنوات. وليس من الواضح تمامًا سبب استخدام الكثير من الأشخاص لمضادات الاكتئاب لفترة طويلة. ومع ذلك، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب واحد أو أكثر من العوامل التالية:
-الخوف من أعراض الانسحاب؛

-مخاوف من عدم الاستعداد أو عدم القدرة على التوقف عن تناولها؛

-عدم مناقشة حالة المريض مع الطبيب

-عدم حدوث تغيير في الظروف أو العوامل التي تسببت في الحالة أو الأعراض في البداية.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير