هل يصاب الطفل الرضيع باضطرابات نفسية؟

هل يصاب الطفل الرضيع باضطرابات نفسية؟
الوقائع الاخبارية : نعم.. الرضيع قد يعاني من اضطرابات نفسية، وقبل أن يتمكن حتى من الكلام؛ فهو يحس المشاعر بأنواعها، وتؤثر فيه كثيراً؛ خاصة التي تأتي من ناحية أمه في سنة أولى أمومة؛ حيث تجهل احتياجاته ومعرفة سبب بكائه أو غضبه المستمر، بجانب تأثُّره بالصدمات، والتي تشمل: العلاقة والترابط مع الوالدين، التطور الأساسي في مجالات اللغة والحركة، والمهارات الجسدية والاجتماعية، والتحكم في العواطف؛ مما يسبب له في النهاية مشاكل واضطرابات نفسية تحتاج لوقفة تربوية وطبية وعلاج.

الصدمات التي يتعرض لها الرضيع
أول صدمة يتعرض لها الرضيع.. هي صدمة الميلاد، منذ أول لحظة يأتي فيها تكون الصدمة النفسية، وذلك بسبب خروجه من بيئته الأولى، بعدها يتكيّف خطوةً بعد أخرى.

وما يهوّن عليه الصدمة.. هو سماعه لضربات قلب الأم والرضاعة الطبيعية، وقد يكتئب إذا لم يرضع طبيعياً أو إذا فقد أمه؛ لذلك يضعون المولود على صدر الأم بعد الولادة؛ حتى يهدأ ويتوقف عن صراخه.

البكاء المستمر للجوع والتأخُّر في تغيير الحفاض وعدم الاستجابة له، من المواقف التي تُفقد الرضيع الإحساس بالأمان، وبالتالي يصاب باضطراب ويحب التعلق بحضن من يحمله.

صدمة الفطام من الصدمات النفسية أيضاً؛ فالرضيع يجد اللذة الخاصة به من خلال الفم؛ فعندما تبعُد عنه الرضاعة يكتئب.. ويظهر ذلك في طبيعة صراخه وعدم لعبه، ويكون دائم الطلب للرضاعة.

مشكلة نفسية تصادفه أيضاً عندما يبدأ في تعلُّم الحمام بمفرده؛ فإذا تعاملتْ معه الأم عن طريق التعنيف، ينعكس ذلك على سلوكياته بآثار أخرى نفسية.

التأثير النفسي لاضطرابات الرضع

بكاء شديد ومستمر بسبب تغيير البيئة المحيطة بالرضيع- الصورة من AdobeStock
أول الاضطرابات يأتي للطفل بسبب البكاء المستمر وتغيير البيئة المحيطة به، والتحوّل من داخل الرحم والحياة المغلقة إلى بيئة خارجية أخرى.

كذلك من مشاكل الرضاعة والهضم.. عدم قدرة الأم على السيطرة على انفعالات رضيعها وغضبه، وخصوصاً إذا كان أول طفل لها.

كما أن اضطرابات النوم من أبرز المشاكل النفسية التي يواجهها الرضيع؛ حيث يمكن أن يكون لها عواقب في المستقبل، وتسبب مشاكل نفسية وعقلية.

الرُّضع والأطفال الصغار عاجزون للغاية، ويعتمدون على أسرهم وأولياء أمورهم من أجل الشعور بالسلامة والأمان.

إنهم يحتاجون إلى رعاية عاطفية، من خلال تفاعلات ودودة ومطمئِنة، والمساعدة في التأقلم بطريقة مستمرة وثابتة.

تطوّر ونموّ الرُضّع والأطفال الصغار خلال الأشهر والسنوات الأولى، يرتبط بالمشاكل التي تؤثر على والديهم، والتي تشمل الخوف أو الحزن أو الإرهاق.

كما أن الانفصال عن والديهم أو الغياب بسبب الإصابة أو عوامل أخرى، تُمثل للرضيع والطفل الصغير صدمة.
لما يمثله ذلك من انعدام الأمان المتمثل في الاضطرار إلى تحمل غياب الأمان والتفهم والرعاية، التي كان يوفرها الغائب أو الغائبة لهم.

كما يتأثر الرُضّع والأطفال الصغار بما يحدث في المنزل، من ضوضاء أو روتين مختلط للغاية؛ حيث لا يكونون متأكدين مما سيحدث بعد ذلك.

والصدمة تعطّل تطوير علاقتهم الوثيقة مع والديهم، وقد تعيق الطريق وتجعل تكوين هذه الرابطة أكثر صعوبة.
في حالة حدوث أيٍّ من هذه الأشياء، من المهم التفكير في تأثير ذلك على الطفل، وإذا تأثرت الأسرة كذلك؛ فمن المحتمل أن يتأثر الطفل أيضاً.

ردود الفعل الشائعة للصدمات عند الرضع

البكاء الشديد والشعور بالأسى و"اليقظة المجمدة".. من علامات الاضطراب- الصورة من AdobeStock
عندما يتعرض الرُضّع أو الأطفال الصغار لأحداث مهددة للحياة أو مؤلمة؛ فإنهم يصبحون خائفين للغاية- تماماً مثل أيّ شخص آخر.. قد تشمل بعض ردود الفعل الشائعة ما يلي:
الأطفال يصابون بمستويات عالية بشكل غير عادي من الشعور بالأسى، عند الانفصال عن والديهم، أو من يتولى الرعاية الأساسي لهم.

نوع من "اليقظة المجمدة"- قد يكون لدى الطفل نظرة "مصدومة"، وقد يعانون من إظهار الشعور بالخدر وعدم إظهار مشاعرهم، أو الظهور بمظهر "منفصل" قليلاً عما يحدث من حولهم.

فقدان السلوك المرح والابتسام "المداعب"، فقدان مهارات تناول الطعام، تفادي تلاقي النظرات، عدم الاستقرار وصعوبة أكبر في التهدئة، التراجع في مهاراتهم الجسدية، مثل: الجلوس أو الزحف، أو المشي والظهور بشكل أخرق.
دور الوالدين لمساعدة الرضع على التعامل مع الصدمات

القدرة على التنبؤ بما سيحدث للرضيع، ومن ثَم.. رعايته، هي المفتاح لمساعدة الرضيع أو الطفل الذي تعرَّض لصدمة نفسية، على التكيف مع الصدمة والتعافي منها.

على الآباء أولاً.. طلب أيّ دعم يحتاجونه لمساعدة أنفسهم، في إدارة ما تعرضوا له من صدمة واستجابتهم العاطفية.
احصل على المعلومات والنصائح حول كيفية تأقلم الرضيع أو الطفل، وتعلم كيفية التعرف على علامات الإجهاد، وفهم الإشارات لدى الطفل.

قلل من شدة وطول رد فعل التوتر الأوّلي لدى الرضيع، من خلال مساعدته على الاستقرار والشعور بالأمان والرعاية.
حافظ على روتين الطفل فيما يتعلق بحمله ونومه وإطعامه، ووفّر له جوّاً هادئاً وأنشطة مهدئة.

اقضِ الوقت مع الطفل فقط، وامنحه اهتمامك الكامل، واترك التواصل ينساب، وتجنّب أيّ انفصال غير ضروري عمن يقدم الرعاية للطفل.

توقع أن الطفل قد يتراجع مؤقتاً (يعود إلى الوراء) في سلوكه، أو يصبح "متشبثاً" ومعتمداً.
هناك أدلة متزايدة تشير إلى أنه، كلما كان الطفل أصغر سناً، زادت خطورة مشاكله واضطراباته النفسية.
لذلك يجب أن يكون للأم دور في تعزيز الصحة النفسية لطفلها، من خلال احتضانه وإشعاره بالأمان والطمأنينة؛ حتى لا تَزيد معه المشاكل مستقبلاً.


تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير