سياسيون: خطاب العرش ترجم نبض الشارع في الوقوف إلى جانب فلسطين
الوقائع الإخبارية : - بعد أيام من تفجر الأوضاع في فلسطين عاد جلالة الملك عبدالله الثاني ليضع يده ثانية على الجرح الفلسطيني وسبب كل هذا الدم وإزهاق الأرواح على أرض فلسطين، وليؤكد للعالم أن العدالة وحل الدولتين هما السبيل لحقن الدم وسيادة الاستقرار.
ففي افتتاح الدورة البرلمانية الأخيرة من عمر مجلس النواب التاسع عشر، أعاد جلالة الملك في خطاب العرش تذكير العالم أن فلسطين والشرق الأوسط لن ينعما بالاستقرار ولا بالسلام إلا بتحقيق دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحينها سيسود الوئام وسيتوقف شلال الدم النازف من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ.
سياسيون قالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) في متابعة حول مضامين ومحاور خطاب جلالة الملك، إن جلالته كان في كل محفل ولقاء وخطاب يؤكد إيمانه الراسخ بالسلام العادل الذي يوفر الحياة الكريمة للفلسطينيين الذين يبحثون عن وطنهم المحتل منذ نحو ثمانية عقود.
وثمن السفير الفلسطيني في عمان، عطا الله خيري، عاليا خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني السامي لدى افتتاح جلالته اليوم الأربعاء، أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر، الذي جدد خلاله التأكيد على الثوابت الأردنية تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والعادلة.
وقال خيري إن تشديد جلالة الملك وتأكيده بأن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، تعتبر رسالة واضحة لدول المنطقة والعالم، ودعوة صريحة بأن التحرك السياسي والدبلوماسي من قبل دول العالم المعنية والمؤثرة في سياسات المنطقة، أصبح ضروريا وملحا ولا يحتمل التأخير، لحماية دول وشعوب منطقتنا من كوارث محتملة وتوفير الأمن والاستقرار والازدهار لها جميعا، وتجنيبها ويلات الحروب والفوضى.
وأشاد خيري، بتحذير جلالته مما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان، وبأن ذلك يتطلب حصول الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة كاملة السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، حتى تنتهي دوامات القتل والعنف التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء، وان هذا الحل يعتبر الضمانة الوحيدة لحفظ أمن واستقرار المنطقة.
وأعرب عن تقديره العميق لتأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني عندما قال جلالته .. ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا.
وقال السفير الفلسطيني إن هذا الموقف الشجاع والصلب الذي أكده جلالة الملك أمام مجلس الأمة، يعبر عن الالتزام الثابت بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن هذا الموقف الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، يشكل ثقلا كبيرا على الصعيد الدولي لصالح الشعب الفلسطيني، ورافعة رئيسية للعمل على إرساء سلام حقيقي يقوم على أساس حل الدولتين ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.
وأضاف السفير خيري أن الشعب الفلسطيني وقيادته يتمسكون بالوصاية الهاشمية الشريفة والأمينة والملتزمة والتاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة ويباركونها ويؤكدون على ضرورة استمرارها وتعزيزها.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يثمن ويقدر الدور الأردني الفاعل والمؤثر بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن حقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة والقضية الفلسطينية على الساحتين الإقليمية والدولية.
أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور حسين المومني، قال إن خطاب العرش السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني يكتسب أهمية خاصة في مثل هذا الظرف، حيث تطرق لقضايا مختلفة تعبر عن جوهر المصالح الوطنية الأردنية الاستراتيجية سواء في سياقها الداخلي أو الإقليمي والدولي.
وأضاف أن خطاب العرش تطرق إلى ما تشهده المنطقة من تطورات خطيرة بخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والمواجهة الحالية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة وتصاعد العنف وانتقاله إلى بقية المدن الفلسطينية وعدم الاستقرار الذي حذر منه جلالته مرارا في ظل غياب حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني بما فيها دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن الملك هو الأكثر معرفة ودراية بتعقيدات هذه القضية والأكثر حرصا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس مبادئ الشرعية الدولية والتي تعتبر في السياسة الأردنية العليا أساس استقرار المنطقة.
وبين أن خطاب جلالة الملك اليوم وتأكيده على حل الدولتين الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة يأتي بالتزامن مع حراك دبلوماسي ماراثوني أردني مع الأطراف الإقليمية والعالمية المعنية، حيث أصبح جلالة الملك والأردن محط أنظار واهتمام العالم وجوهر الاتصالات الجارية من أجل إنهاء العنف وفتح أفق سياسي حقيقي يؤدي إلى حل لهذه القضية التاريخية التي لطالما شكلت التحدي الأكبر للاستقرار في المنطقة.
وقال الخبير السياسي والاستراتيجي الدكتور غازي ربابعة، إن خطاب جلالة الملك جاء ليؤكد على حل الدولتين الذي أصبح اليوم حديث العالم في ضوء ما يحدث في هذه الأيام على الجغرافيا الفلسطينية، لافتا إلى أن جلالة الملك لطالما دعا عبر المنابر الدولية إلى هذا الحل.
وأضاف، في ضوء الأحداث المشتعلة في غزة وشلال الدماء المنهمر، انحازت الأصوات الأوروبية أكثر من أي وقت مضى إلى صوت الملك المنادي بأنه لا مناص من إقامة دولة فلسطينية من أجل نزع فتيل الصراع المستمر.
ولفت إلى أن جلالة الملك أكد في خطابه أن الأردن سيبقى قلعة الصمود ولن يتخلى عن القضية الفلسطينية وسيبقى مع أشقائه العرب صفا واحدا لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية وهو ما تم إقراره قبل عشرين عاما في المبادرة العربية.
الباحثة والأكاديمية في الشؤون السياسية والقانونية والدولية وعضو اتحاد الكتاب والصحفيين العرب في أوروبا، الدكتورة دانييلا القرعان، قالت إن جلالة الملك يرى بحكمته وقيادته، وفهمه لمجريات ما يحدث على الساحة الدولية عامة، والفلسطينية خاصة وما يجري فيها الآن، أن لا أمن ولا سلام ولا استقرار ولا وقف لإطلاق النار من دون أن يكون هناك سلام حقيقي وعادل وشامل يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد لوضع نهاية لما يجري من أحداث مؤسفة بحق الشعب الفلسطيني.
وأكدت أن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بدولة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والحد الذي يضع نهاية لدوامات القتل التي يدفع ثمنها الأبرياء المدنيون، وما يشهده التراب الفلسطيني من أعمال عنف وتصعيد خطير لن يتحقق إلا بتوجيه بوصلة الأمن والاستقرار وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وغير ذلك ستبقى الأمور على ما هي عليه الآن، وستزداد الأمور تصعيدا وعدوانا.
ولفتت إلى أن الأردن كان وما يزال على موقفه الثابت في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية، مشيرة إلى أن الأردن سيبقى كما قال جلالة الملك في خطاب العرش، البوصلة التي تتجه دوما صوب فلسطين وتاجها القدس الشريف، ولن نتخلى ولن نحيد عن الدفاع عن القضية الفلسطينية القضية العادلة، واستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه، وحتى تنعم المنطقة العربية والشعوب العربية كلها بالسلام الذي بات ضرورة.
ونوهت إلى أن أي فهم أو تطور على صعيد القضية الفلسطينية يجب أن يستند كما في الموقف الأردني إلى مرجعية ترى بأن القضية الفلسطينية أولوية وركيزة في أي علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي سواء أكانت علاقة ثنائية أو إقليمية.
وبين الأمين العام لمنتدى الوسطية مروان الفاعوري أن للأردن موقفا متميزا في دعم الشعب الفلسطيني ويأتي خطاب جلالة الملك ليترجم نبض الشارع الأردني في الوقوف إلى جانب أبناء فلسطين وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة المسجد الأقصى الذي يحظى بالوصاية الهاشمية.


















