ندوة حوارية حول الدور الهاشمي في الدفاع عن القضية الفلسطينية تقيمها جامعة إربد الأهلية

ندوة حوارية حول الدور الهاشمي في الدفاع عن القضية الفلسطينية تقيمها جامعة إربد الأهلية
الوقائع الإخبارية : برعاية الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة رئيس جامعة إربد الأهلية، نظمت عمادة شؤون الطلبة في الجامعة ندوة حوارية حول الدور الهاشمي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، تحدث فيها معالي السيد سميح المعايطة/ وزير الإعلام الأسبق، وسعادة النائب عمر العياصرة، بحضور جمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة، وذلك في مدرج الكندي في رحاب الجامعة.

وتناول معالي وزير الإعلام الأسبق السيد سميح المعايطة بكلمته، التحذير من وجود مشروع سياسي إسرائيلي خلف الحرب على غزة يعمل بجد لدفع أهالي غزة للهجرة الطوعية من القطاع من خلال إخراج سكان المناطق الشمالية إلى الجنوب تحت ذريعة العمليات العسكرية، ثم تحويل الجنوب إلى منطقة لا يمكن العيش فيها وفتح معبر رفح لمن أراد الخروج.

وقال بأن جلالة الملك قد قاد الدبلوماسية الأردنية منذ اليوم الأول للحرب على غزة بمواقف ثابتة تهدف إلى حماية المدنيين، وإيصال المساعدات، والتحذير من خطورة الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وجميع القيم الإنسانية والأخلاقية، وبأن جلالة الملك قد وظف علاقاته الدولية للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها وجرائمها، كما وجه الحكومة لتقديم كل المساعدة والدعم الممكن.

وأضاف بأن الملك قد زار واستقبل العديد من الرؤساء وتحدث إليهم بهدف حشد الدعم لوقف الحرب المستعرة على غزة، وضمان إيصال المساعدات الكافية والعاجلة للأشقاء الفلسطينيين، وبالعمل على حشد موقف دولي لضمان سلامة وحماية المدنيين في غزة.
وأشار إلى أنه بخلاف الحروب السابقة على غزة خرج رئيس وزراء الاحتلال منذ البداية ليعلن أنها "حرب" وليست عملية عسكرية، وأضاف بإن هذه الحرب جاءت لخدمة المشروع السياسي، قائلًا: "وجب ألا نتفاعل فقط مع آثار الحرب، ولكن وجب الانتباه إلى المشروع السياسي خلفها" والذي يهدف إلى إجراء تغيير عسكري وسكاني، ثم التهجير، إذ وجه جيش الاحتلال التحذيرات لأهالي شمال القطاع بضرورة أخلاء منازلهم والتوجه إلى الجنوب تحت ذريعة العمليات العسكرية، ثم الانتقال إلى الخطوة الثانية وهي تحويل الجنوب لمنطقة لا يمكن العيش فيها، ثم الخطوة الثالثة وهي التهجير إلى سيناء.

وأضاف لقد بنى الأردن موقفه السياسي وفقًا لفهمه لطبيعة المشروع السياسي الإسرائيلي خلف الحرب على غزة، لذلك أعلن الأردن رفضه التهجير لسكان القطاع إلى سيناء والوقوف ضده، وقال بأن إسرائيل تعمل بجد لتحقيقه، ولفت الانتباه إلى تصريحات بعض الدول الغربية التي خرجت مؤخرًا تعلن رفضها سياسة "التهجير القسري" للفلسطينيين، وعلق بأن تلك العبارة لا تبدو بريئة، فهي إن كانت ترفض "التهجير القسري"، لكنها قد تقبل بالهجرة الطوعية، وهو ما تسعى إسرائيل لفعله من خلال تضييق الخناق على الجنوب ثم العمل على فتح معبر رفح لمن أراد الخروج.

وأكد النائب عمر العياصرة في كلمة له، على أن الأردن قد برز ساحةً مهمةً في الحدث الحالي، بحكم التأثر والتأثير الذي يربطه بالحدث الفلسطيني تاريخيًا، وذلك بحكم الموقع والموقف، مبينًا بأن الأردن اليوم يعيش واحدًا من أدق مفاصل تاريخه حساسيةً وخطورة في واقعٍ يستحضر خيارات الماضي واستعصاءات الحاضر وفرص المستقبل، ما يستدعي قراءة عميقة شفافة لتفاصيل المشهد الأردني بعين الحرص والبناء باتجاه استخلاص الدروس واتخاذ المواقف بما يناسب المصلحة الوطنية والدور الذي يليق به.

وقال، في قراءة للحراك الرسمي، يُرصد بوضوح أنَّ الأردن ينطلق في قراءته ومقاربته لتطور الحدث الفلسطيني من ثلاثة عناوين رئيسة: استمرار كيان الاحتلال في استغلال الدعم الأميركي الغربي المطلق لتحقيق مشروعه القديم المتجدد بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين انطلاقًا من ثوابت الكيان التي تريد الأردن وطنًا بديلًا للفلسطينيين، ثم الخشية من توسع رقعة الحرب لتشمل ساحات اشتباك أخرى بين قوى المقاومة ومحور واشنطن -"تل أبيب"، وأخيرًا التحسّب من انعكاسات الحدث على الواقع الداخلي للأردن.

وأضاف يدرك الأردن لمطامع العدو التاريخية، ويدرك أن الدعم الأميركي الحالي المطلق بالمال والسلاح وحاملات الطائرات والموقف السياسي، قد يترجم إلى استغلال الواقع لاستكمال مشروع تصفية القضية الفلسطينية، عبر محاولة اجتثاث المقاومة وتغيير الواقع في قطاع غزة، وصولًا إلى الضفة الغربية التي تحظى بالأهمية الكبرى ضمن مشروع العدو.

وأكد على الموقف الرفيع المستوى من الحكومة المصرية التي تتخذ موقفًا حاسمًا ومهمًا في مواجهة مشروع التهجير، عبر رفض فتح معبر رفح أمام محاولات دفع أهالي القطاع للنزوح باتجاه سيناء المصرية، وفق المخطط القديم المتجدد، وإن كان هذا لا يعفي الواجب في فرض فتح المعبر لكسر الحصار القاتل على القطاع وأهله.

ونوه إلى ما جاء في تصريح جلالة الملك عبد الله المهم حول رفض أي محاولاتٍ لتهجير الفلسطينيين، معدًا ذلك إعلان حرب سيتم التعامل معه بكل الوسائل، وفي سياق تصاعد لافت في الموقف الأردني الذي تجاوز المألوف، بدءًا من دعوات التهدئة في الساعات الأولى وإدانة العدوان وذرائع الدفاع عن النفس، والتحذير من التهجير واتساع رقعة الحرب، ثم استدعاء السفير الأردني لدى الاحتلال، وفتح ملف الاتفاقيات معه على طاولة مجلس النواب الأردني، فيما تتصاعد المواقف الشعبية الداعمة للموقف الرسمي، انطلاقًا من ثوابت إدراك وحدة المصير والتأثر والتأثير مع فلسطين المحتلة، ومن حتمية الاستفادة من الدرس القاسي الذي يفترض أن يتعلمه الجميع لجهة انكشاف زيف ادعاءات الغرب حرصه على حقوق الإنسان، وانكشاف الوجه الحقيقي للإدارة الأميركية التي تنحاز بالمطلق إلى جانب الكيان الصهيوني.

وبين بأن الأردن قد كان سباقًا في اتخاذ خطوات أكثر عمقًا، إذ كان لافتًا إصراره على البدء بإرسال قوافل القمح والدواء إلى الضفة الغربية، في الوقت الذي كان التركيز ينصب على إنزال الأغذية والأدوية إلى المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة، وقد تبع ذلك إرسال مستشفى ميداني إلى مدينة نابلس في إطار ما تعتبره مصادر قريبة من دوائر صنع القرار دعمًا لصمود الفلسطينيين في الضفة الغربية انطلاقًا من استقراء واستباق خطط استهدافها التي يبدو أن الأردن يراها قريبةً في إطار مخطط التهجير الناعم والقسري، وتغيير الخارطة في فلسطين والمنطقة، ما يعني أن تحريك القوات العسكرية الأردنية غربًا قد يكون أشبه برسالة أكثر حدةً لتأكيد جدية الموقف الأردني الرافض للسياسة الصهيونية.

واختتم حديثه بأنه إلى جانب إيمان الأردنيين جميعهم بوحدة الدم والمصير التي تجمعهم بالقضية الفلسطينية، وبالأشقاء هناك، يدرك كبيرهم وصغيرهم مخاطر الواقع ومآلاته على أمن البلاد ودورها ومستقبلها، وحتى على نظامها السياسي، ما يضاعف دوافع الإسناد وحتمية الاستعداد للدفاع عن الوطن ومواجهة المخططات وأدواتها، والإيمان أكثر من أي وقت مضى بأن العدو هو كيان الاحتلال الاستعماري الاحتلالي، وأن المقاومة هي خيار الشعوب الحية لتحقيق الحرية والسيادة والعيش بكرامة.

وخلصت الندوة إلى أننا في الأردن نهدف إلى أن تصمد المقاومة في غزة، وبأن كل ما يجري في فلسطين يمس الشأن الأردني، والموقف الأردني نابع من موقفه القومي المعجون بالقضية الفلسطينية، وبينت بأن هذا العدوان الوحشي الإسرائيلي كان نتيجة لما شعر به الكيان الصهيوني من تهديد لوجودها من حماس، وبأن الشارع الأردني هو الأكثر قربًا من فلسطين ليعطي رسالة حقيقية للراي العام المحلي والعربي والدولي، وبينت بأن العدوان الإسرائيلي على غزة يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وتغيير وجهة غزة السياسي، ومحاولة الحصول على سابقة لتهجير أهل غزة لسيناء مصر، وبمرحلة لاحقة إلى المس بالهوية الوطنية الأردنية وتهجير أهل فلسطين إلى ألأردن.

وقدم لبرنامج الندوة الأستاذ الدكتور فرح الزوايدة عميد شؤون الطلبة، بكلمة رحب خلالها بالمتحدثين والحضور، وقال إن هذه الندوة قد جاءت لتوفير مساحة وطنية مناسبة للاطلاع على كل ما قامت به الدولة الأردنية من أجل مساندة الأشقاء في فلسطين وغزة على وجه الخصوص مشيرًا إلى أن جامعة جامعة إربد الأهلية والطلبة فيها يقفون خلف القيادة الهاشمية الحكيمة ومواقفها الوطنية والقومية المشرفة تجاه ما يجري من عدوان على الشعب الفلسطيني.

وقال لقد وقف الهاشميون وعلى رأسهم الشريف الحسين بن علي منذ قيام الثورة العربية الكبرى موقف المعارض لمطالب الحركة الصهيونية المتمثلة في إقامة الوطن القومي اليهودي، ففلسطين كانت وما زالت حاضرةً دائمًا في وجدان هذا الحمى العربي الهاشمي، وبأن علاقة الهاشميين بالقضية الفلسطينية متجذرة وتاريخية متوارثة، ومنذ عهد الإمارة ارتبط دور الأردن وقيادته الهاشمية في الدفاع عن فلسطين ومقدساتها، وكان ارتباطًا دينيًّا وتاريخيًّا، واستمرت القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتها، ويَعُدُّ الأردنُّ القضية الفلسطينية قضيته المركزية الأولى، وينظر إليها بوصفها أولوية في سياسته الخارجية، ويرى فيها قضيةً محوريةً وأساسيةً لأمن المنطقة، يمثل حلها مفتاح السلام والاستقرار في العالم.

وأضاف ينطلق الموقف الأردني الثابت والراسخ من أن القدس الشرقية أرض محتلة، السيادةُ فيها للفلسطينيين، والوصايةُ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، ويقود هذا الموقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، إذ تمارس المملكة الأردنية الهاشمية مسؤوليتها تجاه المقدسات في القدس انطلاقًا من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها.

وقال، من هنا من رحاب جامعة إربد الأهلية نؤكد وقوفنا جميعا خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في مواقفة الثابتة والصامدة تجاه القضية الفلسطينية ورفضه لكل أشكال التهديد والممارسات الإسرائيلية الاستيطانية وسياسة التشريد التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني.

وقال بأننا نُثمن ما قام به جلالته من خلال رسالة واضحة وراسخة في النهج الملكي، وجهها جلالته في خطبة العرش لأبناء الشعب الفلسطيني حين أكد "ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نَحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعًا، كما أنَّ جلالته يكرس جهوده واتصالاته لحمل القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية وإيجاد حلِّ عادلٍ لها، ومن ذلك خطابه أمـام الجمعية العامـة للأمـم المتـحدة في دورتها 78 فـي نيويورك في رسالة ثابتة عنوانها أن "السلام لن يتم إلا بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وبنهاية الندوة قام الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة رئيس الجامعة راعي الندوة، بتقديم شكره وتقديره لكل من معالي السيد سميح المعايطة، ولسعادة النائب عمر العياصرة، على المعلومات القيمة التي قدماها للحضور، وقام بتقديم درع الجامعة التذكاري لهما.


تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير