هل معاناة الأطفال الرضع من النوم المتقطع أمر طبيعي؟

هل معاناة الأطفال الرضع من النوم المتقطع أمر طبيعي؟
الوقائع الاخبارية: حذرت طبيبة متخصصة في أمراض الأطفال من لجوء بعض الأمهات إلى وضع الطفل على بطنه لمعالجة مشكلة النوم المتقطع عند الطفل في الشهور الأولى من العمر، مؤكدة خطورة هذه الطريقة، والتي تزيد من نسب موت السرير للطفل (متلازمة الموت المفاجئ للرضع).

وقالت الدكتورة رحاب السيد استشارية أمراض الأطفال في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال في أبوظبي  إن النوم المتقطع للطفل واستيقاظه المتكرر بالذات خلال ثلاثة الأشهر الأولى من العمر أمر طبيعي ولا يدعو للقلق ما لم تكن هناك أسباب طبيبة، يتم تحديدها من قبل الطبيب المختص خلال الكشف الدوري، مؤكدة أن تجهيز الجو المناسب لنوم الرضيع وتوفير الراحة التامة للأم وعدم تعريضها لأي ضغوط يساعد كثيراً في استقرار نوم الطفل الرضيع.

ما يجب معرفته خلال الستة الأسابيع الأولى من عمر المولود

يحتاج الرضيع إلى التغذية لفترات متواصلة بين 2 إلى 4 ساعات ما يجعله في حالة من النوم المتقطع، وبالتالي لا يستطيع الرضيع النوم بشكل متواصل لعدة ساعات ويكون استيقاظه متكرراً لحاجته إلى الغذاء.
لذلك يجب أن تحرصي أيتها الأم على إيقاظ الرضيع كل 3 إلى 4 ساعات في حال استمرار نومه لإرضاعه، وعادة ينام الرضيع خلال ثلاثة الأشهر الأولى من العمر بين 16 إلى 18 ساعة يومياً، وتقل لتصبح بين 13 إلى 15 ساعة يومياً بعد الشهر الثالث من العمر.

واعلمي أنه ووفقاً للدراسات العلمية العالمية المتصلة بمراحل تطور نمو الرضيع، فإنه يدخل في آلية شبه منتظمة في النوم بعد الشهر الثالث من العمر، مع الأخذ في الاعتبار أن غالبية الأطفال الرضع يميلون إلى النوم خلال ساعات النهار مع الاستيقاظ كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، بينما يميلون إلى البقاء في حالة استيقاظ معظم ساعات الليل بالذات في الـ6 أسابيع الأولى، ما يسبب التعب للأمهات، على الرغم أنه أمر طبيعي عند غالبية الرضع خلال الشهور الأولى من العمر.

ورغم أن حليب الأم مثالي ومكتمل العناصر الغذائية، ولكنه سريع الهضم، لذلك يجوع الطفل كل ساعة أو ساعتين، ما يجعله في حالة من النوم المتقطع خلال الشهور الأولى من العمر، وهو أمر طبيعي علمياً.

ويمكن أن يكون هناك أسباب غير طبيعية للنوم المتقطع للرضيع تتطلب البحث في أسبابها وعلاجها، والتزامك بالكشف الدوري من قبل الطبيب المختص خلال الأسابيع والشهور الأولى من الولادة يساعد في تشخيص مثل هذه الحالات أو أي مشاكل صحية يعاني منها الرضيع، ومنها معاناة الرضيع من المغص، والذي يصاب به غالبية الرضع لأسباب مختلفة.

وإلى الآن لم يصل العلم إلى علاج للمغص عند الرضيع، ولكن هناك بعض الخطوات التي قد تساعد على تخفيف آلام المغص، منها عمل مساج خفيف لبطن الرضيع، وعمل حركة دائرية لرجلي الرضيع، وأحياناً قد يتم وصف بعض الأدوية للتخلص من الغازات عند بعض الأطفال، وفي كافة الأحوال فإنه لا يجوز استخدام أي وصفات شعبية لعلاج المغص.

كيف تساعدين طفلك؟

قومي بإعطاء ارضيع وجبات غذائية بكميات قليلة ولفترات قصيرة. لأنه سيعاني من الارتجاع المعوي، ومن أعراضه الاستفراغ المتكرر.

احملي الرضيع في وضع يكون فيه مستوى الرأس أعلى من الجزء السفلي من الجسم، مع ضرورة أن لا يتم وضع أي شيء تحت رأسه.

غيري سطح السرير بالكامل بحيث يسمح بأن يكون رأس الرضيع ومنطقة الرقبة والصدر أعلى من المنطقة السفلية.
اختاري أنواعاً من الحليب الذي يُعطى للأطفال لمعالجة مشكلة الارتجاع المعوي.

لا تضعي المولود على بطنه كعلاج للمغص، وهذا خطر يهدد حياته، ويمنع منعاً باتاً من تنويم الرضيع على بطنه في السرير؛ لأن هذه الطريقة تؤدي إلى ارتفاع نسبة حدوث ما يعرف بموت السرير؛ لأن الرضيع وخلال الستة الأشهر الأولى من العمر لا يستطيع تقليب وجهه ما يعرضه للاختناق والموت في حال وضعه على بطنه، ولكن قد يتم اللجوء إلى هذا الوضع في قسم العناية المركزة بالأطفال الخدج في المستشفيات تحت إشراف وتواجد الممرضات المتخصصات لأغراض طبية.

أسباب مهمة تجعل الرضيع قلقاً في نومه

قلق الرضيع

المعاناة من الاستفراغ بسبب حساسية من مشتقات حليب الأبقار، والتي تتناولها الأم وتنتقل للرضيع خلال الرضاعة، ويترافق مع ذلك حساسية في الوجه وبعض أجزاء الجسم، والعلاج الأمثل لهذه الحالات أن تتوقف الأم عن تناول مشتقات حليب الأبقار، وقد وجد أن 2 إلى 7% من الأطفال الرضع يعانون من هذه المشكلة عالمياً.

جوع الرضيع والحاجة للرضاعة الطبيعية بالذات خلال ثلاثة الأشهر الأولى من الولادة، وقد يعود هذا إلى طريقة تعامل الأم مع الرضيع، لذلك يجب على الأم تهيئة الجو المثالي لنوم الرضيع، منها الابتعاد عن الإضاءة المزعجة في الغرفة التي يتواجد فيها، الحرص على حمامه قبل النوم.

تعرّض الأم لحالات نفسية غير مريحة ما يجعلها عرضة للضغوطات التي تنعكس سلباً على الطفل الرضيع. ويجب على الأهل توفير الراحة التامة للأم، حيث أظهرت الدراسات أن الأم إذا كانت في حالة مريحة فهذا يؤثر على الطفل بشكل إيجابي، ويخفف بكاءه.

تعويد الرضع بالذات خلال السنة الأولى من العمر على الأجهزة الذكية، كوضع برامج أطفال على هاتفها والألواح الذكية وإتاحة المجال للرضيع لمشاهدتها أثناء الرضاعة أو أثناء استيقاظه، هذا يعمق من مشكلة النوم المتقطع.

هز سريره أو وضعه في مقعد هزاز للنوم، ما يعمق من مشكلة قلق الرضيع ونومه المتقطع. وهي من العادات الخاطئة التي يتم تعويد الرضيع عليها.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير