الخرابشة: الأردن من أوائل الدول بالمنطقة بالطاقة المتجددة

الوقائع الاخبارية :  قال زير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة إنه وعلى الرغم من صغر حجم النظام الكهربائي الأردني نسبيا إلا انه تمكن في أقل من عشر سنوات من رفع نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في خليط الكهرباء من أقل من 1 % عام 2014 إلى ما يزيد على

26 % في عام 2023.

وأضاف، في كلمة له ألقاها مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أمس بافتتاح فعاليات مؤتمر سيجري الخامس تحت عنوان "الشبكات الكهربائية المستدامة والرقمنة نحو المستقبل، ان قطاع الكهرباء في الأردن يشهد تطورا مبكرا ليصبح واحدا من افضل الانظمة الكهربائية في المنطقة، من خلال تطوير منظومة الربط الكهربائي مع دول الجوار.

وبين في هذا الخصوص، ان الأردن يعمل حالياً على تعزيز مشروع الربط الكهربائي مع مصر والعراق وفلسطين لمضاعفة قدرات تبادل الطاقة الكهربائية بينها، لافتا الى ان العمل جار على انشاء نقطة ربط كهربائية جديدة مع الجانب السعودي.

وقال إن إنجاز هذه المشاريع سيسهم برفع مستوى عمليات تبادل الطاقة الكهربائية بين دول المنطقة وخلق سوق كهرباء متكامل وتنافسي مما يحسن من اقتصاديات المنظومات الكهربائية ومشاريع الربط، كما سيسهم في تحقيق الدعم الفني للشبكات الكهربائية المترابطة.

وأكد أن موقع الاردن الجغرافي المتوسط ومتانة نظامه الكهربائي وكفاءة أبنائه القائمين على إدارة هذا النظام، مكنته من لعب دور رئيسي في تعزيز مشاريع الربط الكهربائي في المنطقة بجهود وتعاون الدول المتجاورة.

وحول المؤتمر قال الخرابشة إن انعقاده يجسد رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بأن يكون الأردن مبادرا وداعماً لكل جهد عربي وعالمي، ويسعى لتحقيق التقدم والتطور العلمي والتقني، والانتقال إلى مفهوم الاسواق الكهربائية المشتركة التي تؤهل المنطقة للارتباط بأسواق الكهرباء العالمية.

وأشار الوزير الخرابشة الى ان الوزارة تعمل حاليا على الاعداد لتنفيذ اول مشروع لتخزين الكهرباء بواسطة ضخ المياه على سد الموجب باستطاعة 450م، وبسعة تخزينية تصل لسبع ساعات، والعمل على تعزيز الشبكات الكهربائية على مستوى النقل والتوزيع ورفع كفاءتها بإدخال مفهوم الشبكات والأنظمة الذكية.

وأكد الخرابشة طموح الأردن بأن يكون جزءا من الخطط العالمية في دعم التوجه نحو التحول الطاقي، كما اشار إلى إعداد وثيقة وطنية للهيدروجين الأخضر وضعت خريطة طريق طويلة المدى وواضحة المعالم للتوجه نحو ادخال مشاريع انتاج الهيدروجين الأخضر إلى الأردن، كما تم اعداد الدراسات لتطوير التشريعات والأطر التنظيمية اللازمة لتطوير أسواق الهيدروجين الأخضر ونعمل الآن على اعداد خطط لتنفيذ مخرجات هذه الدراسات.

من جهته، قال رئيس جمعية سيجري الوطنية الأردنية/ مدير عام شركة الكهرباء الوطنية المهندس امجد الرواشدة إن هناك توجها لإعداد استراتيجية وسائط النقل الكهربائية.

وأكد الرواشدة على أهمية النظر في التحول الطاقي المستدام مع الاخذ بعين الاعتبار الرقمنة ودورها كأحد أهم الممكنات لتعزيز التحول الطاقي المستدام من خلال تسهيل وتعزيز عملية تطوير أنظمة الطاقة، حيث تلعب دورا محوريا في تعزيز التكامل بين مختلف مصادر الطاقة، بما في ذلك الطاقات المتجددة، وتحسين كفاءة الشبكات الكهربائية، وإيجاد البيئة المثلى لتطبيقات التعرفة الذكية وضمان عدالة الكلف والتزود الآمن والمستدام.

وقال الرواشدة إنه وعلى الرغم من محدودية مساهمة الطاقة المتجددة في قطاعات الطاقة المختلفة سوى الطاقة الكهربائية، إلا أن هذه القطاعات هي الأخرى تشهد تحولًا في نمط وطبيعة استهلاك الطاقة الأولية.

 وأضاف على رأس هذه القطاعات قطاع النقل والذي يمثل ما يقارب (27-30) % من الاستهلاك العالمي للطاقة الأولية، إذ ووصل عدد المركبات الكهربائية إلى 40 مليون مركبة لعام 2023 بما نسبته 3 % من إجمالي المركبات في العالم وبزيادة مقدارها 14 مليون مركبة على عام 2022.

وتوقع الرواشدة أن يصل عدد المركبات الكهربائية عالميا في السيناريو المتوسط إلى 210 مليون مركبة على الأقل في عام 2030 وبما نسبته 11 % من إجمالي المركبات وقد يصل لأكثر من 300 مليون مركبة في السيناريو المرتفع بما نسبته 16 %.

وقدر أثر التحول للمركبات الكهربائية على النظم الكهربائية العالمية بزيادة حصة المركبات الكهربائية من الطلب الإجمالي على الطاقة الكهربائية إلى

3.5 % في 2030، في حين كانت الحصة حوالي 0.5 % عام 2022.

وقال إن لجنة سيجري الوطنية الأردنية (أحد اللجان الوطنية المنبثقة عن سيجري العالمية باريس) ملتزمون بتعزيز البحث والتطوير، وتبادل المعرفة والخبرات، ودعم المبادرات التي تسهم في تحقيق رؤيتنا لمستقبل طاقة مستدام ومزدهر، بما ينسجم مع الرؤى الملكية السامية ومع رؤيــة التحديــث الاقتصادي بمســاراتها الثلاثة السياســية والاقتصــادية والإدارية.

وقال سكرتير جمعية سيجري الوطنية الأردنية المهندس عيد العساف ان المؤتمر يشكل فرصة حقيقية لمناقشة التحديات التي تواجه الأنظمة الكهربائية محليا واقليميا ومتطلبات استدامة أنظمة الطاقة الكهربائية.

وأضاف أن تنظيم يروج للأردن كرائد إقليمي لاستضافة حلقات التواصل العلمي والعملي والتبادل المعرفي، حيث حرصت رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني 2025 على جعل الأردن بوابةً للمنطقة في مجالَي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجارة الالكترونية، وتحويل الأردن إلى مجتمع معلوماتي يتمتع بكلّ ما تتطلّبه تحدّيات الاقتصاد المعرفي العالمي من إمكانيات وقدرات.

وافتتح مندوب رئيس الوزراء على هامش المؤتمر معرضا تقنيا شاركت فيه شركات عالمية بهدف عرض أحدث الابتكارات والتقنيات والحلول الذكية في مجال الطاقة الكهربائية إضافة الى الحلول التي تعنى بالتطور الرقمي.