سفارة اوكرانيا في عمان: حاسبوا روسيا

سفارة اوكرانيا في عمان: حاسبوا روسيا
الوقائع الإخبارية :  قالت سفارة أوكرانيا في المملكة الاردنية الهاشمية انه بتاريخ 8 يوليو 2024 شنت روسيا هجوم صروخي واسع النطاق اخر على مدن أوكرانية مختلفة: كييف و دنيبرو و كريفيي ريغ و سلوفيانسك و كراماتورسك.

وذكرت في مقال بعثت به لـ عمون انه في المجموع تضررت تقريبا 100 منشأة بما في ذلك المستشفى للأطفال و البيوت السكنية و حدائق الاطفال و مستشفى الولادة والمدرسة الثانوية و مركز الاعمال. الانقاض لا تزال قيد الازالة بهذه المواقع.

قتل 37 شخصا من بينهم 3 أطفال وجرح 170 شخصا من بيهم 13 طفل.

أصاب واحد من الصواريخ مستشفى للأطفال "أوحماديت" في مدينة كييف و هو ليس احد أهم المستشفيات للأطفال في أوكرانيا فحسب بل في أوروبا لانقاذ واستعادة الصحة للالاف من الأطفال. استهدف هذا الهجوم الأطفال الصغار المرضى بالسرطان و أصاب وحدة العناية المركزة و الأقسام الجراحية للمستشفى. كما دمرت قسم السموم للمستشفى الذي كان الأطفال اخذوا فيها غسيل الكلي.

بالاضافة الى ذلك أسفر الهجوم الثاني على كييف عن مقتل سبعة مدنيين على الأقل في مركز لصحة المرأة "ايسيدا" و هو أحد أكبر المراكز لصحة المرأة وتنظيم الأسرة في أوكرانيا.

عقب تلك الهجمات الروسية سيتم عقد الجلسة الطارئة لمجلس الامن للأمم المتحدة بالتاريخ 9 يوليو بخصوص أوكرانيا.

يجب محاسبة روسيا لجرائمها : جريمة العدوان و الجرائم ضد الانسانية. من المهم جدا الا يبقى العالم صامتا عن هذا الموضوع الأن و يجب على الجميع أن يعرف الوجه الحقيقي لروسيا و ماذا ترتكبه.

عندما بدأ بوتين الحرب ضد أوكرانيا في 2014 و بعد ذلك في 2022 فكر بشكل خاطئ ان سيستقبل الأوكرانيون القوات الروسية في كييف مع الزهور. لكن بعد أن فهم روسيا ان الأوكرانيون لا سيكونون موالين لها أبدا و لا سيوافقون على المنطق الامبريالية لبوتين الذي يريد اعادة الاتحاد السوفياتي بدأت روسيا أن تخيف الأوكرانيين. بهجمات على الهياكل الأساسية المدنية ذات أكبر حساسية في أوكرانيا تريد روسيا أن يهرب الأوكرانيون المذعورون و يغادرون اراضي أوكرانيا لتفريغ المساحة لاستيطانها من قبل الروس بشكل حر. استخدمت روسيا و الاتحاد السوفياتي هذا التكتيك مرات عديدة خلال التاريخ ضد الاوكرانيين. تحتاج روسيا دائما الى الاراضي بدون السكان. مصالح روسيا كانت دائما مرتبطة بالاراضي و ليس بالشعب. مع هذه الهجمات الصروخية تحاول روسيا اجبار الأوكرانيين على الاستسلام و المغادرة من اراضي أوكرانيا, و الهروب من شرق الى وسط أوكرانيا و بعد ذلك الى غرب أوكرانيا و اخيرا من غرب أوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي.

بهذه الهجمات لم تكن روسيا تحاول أن تضرب بعض الأهداف العسكرية الاستراتيجية في وسط العاصمة الأوكرانية للوصول إلى أهداف القوات المسلحة الروسية. بالعكس كانت هذه الهجمات جريمة مخطط لها.

هذه الضربات والحرب واستخدام القوة هي فلسفة روسيا وجزء من سياسة بوتين، وذلك يثبت أن روسيا غير قادرة على أية نقاشات حضارية أو تفاوض أو التوصل إلى اتفاق. وهذه الضربات هي دليل على استحالة المفاوضات مع الدولة الروسية الإرهابية المجرمة.
في الوقت الأخير، كانت هناك محاولات من بعض الدول والسياسيين لتشجيع أوكرانيا على التفاوض مع روسيا. ويجب على المرء أن يفهم أن أية محاولات لإجراء مفاوضات بالنسبة لروسيا هي علامة ضعف وستظل دائمًا بمثابة حافز لروسيا لاستخدام المزيد من القوة الوحشية.

ما يتبادر إلى الذهن عندما يرى المرء صور الأضرار نتيجة الضربات الروسية على المستشفيات الأوكرانية هو حملة روسيا المستهدفة على المستشفيات في سوريا والتي كانت أيضًا جزءًا من استراتيجيتها العسكرية هناك. وبنفس السخرية والوحشية قامت روسيا "بتفادي التضارب" بنسبة المستشفيات والعيادات في سوريا بضربات دقيقة، مما أدى إلى تسويتها بالأرض واحداً تلو الآخر.
في هذا السياق تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه وسط أنباء عن وقوع عدد كبير من الإصابات في مستشفى الأهلي بقطاع غزة نشرت وزارة الخارجية لأوكرانيا البيان بتاريخ 18 أكتوبر 2023 أكدت فيه عدم جواز هجمات أي من الأطراف على المرافق الطبية أو غيرها من الأهداف المدنية ذات البنية التحتية الحيوية في ظل أية ظروف، مطالبة بإجراء تحقيق شامل في هذه المأساة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.

ودعت وزارة الخارجية لأوكرانيا أطراف النزاع المسلح إلى التقيد الصارم بقواعد الحرب واحترام قواعد القانون الإنساني الدولي وعبرت عن تعازيها لأسر الضحايا في مستشفى الأهلي في غزة وأمنيات الشفاء العاجل للجرحى و شددت على أهمية عدم وقوع المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين على جانبي الصراع و أكدت إيمانها بأن عملية السلام في الشرق الأوسط ينبغي أن تظل أساس الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار والأمن الإقليمي، فضلا عن تنفيذ مبدأ حل الدولتين من خلال التعايش السلمي بين اسرائيل و فلسطين.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير