احتفاء في إسرائيل باغتيال إسماعيل هنية في إيران
الوقائع الإخبارية : التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت إزاء اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في إيران يوم الأربعاء لكن كثيرين من الإسرائيليين احتفوا بمقتل واحد من ألد أعدائهم بعد الحرب على الحركة المستمرة منذ أشهر.
واجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع مسؤولي الدفاع تحسبا للخطوة التالية بعد أن انهارت أوراق اعتماده الأمنية بسبب واحدة من أسوأ الهجمات على الأراضي الإسرائيلية التي نفذها مسلحون من حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
لكنه استفاد فيما يبدو بالفعل من التغطية الإخبارية المستمرة بلا توقف تقريبا يوم الأربعاء وظهور عبارة "القضاء على هنية في طهران" في عناوين أكبر أربع قنوات تلفزيونية في إسرائيل.
وسادت حالة من الارتياح في الكثير من مناطق إسرائيل، غداة إعلان الجيش أنه قتل أحد أكبر قادة جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران في بيروت ردا على هجوم على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقال أفيف بوشينسكي، المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي للاتصالات، إن استطلاعات الرأي أظهرت زيادة شعبية نتنياهو في أعقاب خطابه أمام الكونجرس الأمريكي الأسبوع الماضي، وإن الضربات المتتالية التي وُجهت لحزب الله وحماس أعادت إلى الأذهان صورة إسرائيل وهي تتخذ إجراءات ضد أعدائها.
وأضاف "الناس في إسرائيل سعداء لأن شيئا ما حدث بالفعل للمرة الأولى. لذا أعتقد أن نتنياهو حقق مكاسب كبيرة وسوف ترون ذلك في استطلاعات الرأي. وهذا يُظهر أنه لا يزال قادرا على إدارة الأمور، ويُظهر أنه يعرف ما يفعل ولديه خطة".
وتساءل معلقون وخبراء عن القدرات اللازمة لتنفيذ مثل هذا الاغتيال، كما تساءلوا عن تداعياته على الحرب في غزة وفرص التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
وقال عاموس جلعاد، المسؤول الكبير السابق بوزارة الدفاع، للقناة 12 "هذا إنجاز مذهل للمخابرات المرتبطة بالعمليات أدى إلى هذه النتيجة... فيما يتعلق بالأداء، يمكننا القول إنه مذهل، بغض النظر عمن نفذه".
ونشر المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية صورة لهنية على فيسبوك وعلى جبهته كُتبت عبارة "تم التخلص منه" قبل إزالتها لاحقا. واحتفل اثنان من وزراء الحكومة غير الأعضاء في دائرة المسؤولين المعنيين باتخاذ القرارات الاستراتيجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنباء الاغتيال.
لكن رسميا، التزمت حكومة نتنياهو الصمت تجاه العملية، في علامة نادرة على وحدة ائتلافه المنقسم. وقال متحدث باسم الحكومة في إفادة صحفية "لا نعلق على هذه الحادثة بعينها".
* محادثات متعثرة
جاء اغتيال هنية في خضم مفاوضات متعثرة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي يتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ الهجوم الذي أشعل فتيل الحرب على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول بقيادة مسلحي حماس.
وقالت مصر وقطر، اللتان تتوسطان في المحادثات، إن الاغتيال قد يعرقل الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب التي تركت إسرائيل في عزلة متزايدة.
وتهدد إيران وحماس بالانتقام. لكن كثيرين في إسرائيل يرحبون بالهجوم الذي وُجه إلى عدويها اللدودين، إذ يرجحون أن يعطي دفعة لفرص إنهاء الحرب.
وقال إيتان جوريل (72 عاما) في تل أبيب "أعتقد أن اغتيال هنية والرجل الآخر في حزب الله أمس أنباء جيدة. إنها أنباء سارة لإسرائيل والعالم. ونأمل في أن يسهم ذلك في إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن".
وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص يوزعون حلوى. وفي أحد المتاجر في القدس، وُضعت طاولة مليئة بالبسكويت والحلوى للمتسوقين مع لافتة مكتوب عليها "يحيا الشعب الإسرائيلي".
وأصدر منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين بيانا يؤيد أحدث "الاغتيالات الاستراتيجية الحاسمة" إلى جانب "الإنجازات العسكرية" المحرزة خلال الأشهر العشرة الماضية في غزة.
وجاء في البيان "لكن يتعين على إسرائيل أن تتذكر أنه لا يمكن تحقيق انتصار ما لم تُستخدم هذه الانجازات في استعادة جميع الرهائن".
وقال شاي ديكمان، أحد أقارب رهينة تدعى كارميل جات من بين 115 آخرين محتجزين في غزة، إن الرهائن لن يعودوا إلى ديارهم إلا بالتوصل إلى اتفاق.
وأضاف "لا أعرف مدى تأثير هذه الأنباء على الاتفاق لكنني أرجو حقا أن تتحد جميع القوى في العالم لإعادة أبنائنا إلى وطنهم. وآمل أن يجد ساستنا طريقة لاستغلال هذا الخبر لإطلاق سراح الرهائن".