متخصصون يعاينون كتابا عن علاقة الأردن مع الضفة الغربية وقطاع غزة
الوقائع الإخبارية : عاين مؤرخون وباحثون متخصصون مساء أمس الأربعاء في قاعة دائرة المكتبة الوطنية بعمان، كتاب "علاقة الأردن مع الضفة الغربية وقطاع غزة 1916-1989" لمؤلفة عضو الهيئة الإدارية في جمعية المؤرخين الأردنيين أستاذ التاريخ في جامعة مؤتة الدكتور عامر أبو جبلة.
والندوة التي نظمتها الجمعية بالتعاون مع وزارة الثقافة ومركز التوثيق الملكي و"المكتبة" احتفاء بإشهار الكتاب، وأدارها أستاذ التاريخ في جامعة آل البيت الدكتور عليان الجالودي، شارك فيها عميد كلية العلوم الاجتماعية أستاذ التاريخ الدكتور محمد العمايرة وأستاذ العلوم السياسية في جامعة مؤتة الدكتور وليد العويمر، واللواء الركن المتقاعد الدكتور محمد خلف الرقاد بالإضافة إلى المؤلف.
وقال المؤلف الدكتور أبو جبلة، إن هذا الكتاب يأتي ليكشف عن ما قدمه الأردن لفلسطين بصورة عامة والضفة الغربية وقطاع غزة بصورة خاصة منذ الثورة العربية الكبرى الى يومنا هذا.
ونوه بأن العلاقة بين الأردن وفلسطين متجذرة عبر التاريخ، ولاحقا؛ بسبب ظهور القضية الفلسطينية عام 1948، لافتا إلى الوحدة التي نشأت بين الضفتين عام 1950.
واستعرض أبرز ما احتواه الكتاب من معلومات توثق الدور الأردني ودور الهاشميين ومواقفهم في دعم فلسطين وأهلها وقضيتهم والارتباط العضوي معها.
بدوره، قال الدكتور العمايرة، إن تميز الكتاب يأتي من طبيعة موضوعه الذي يرصد منذ معاهدة سايكس بيكو إلى قرار فك الارتباط عام 1988 علاقة الأردن مع فلسطين وبشكل خاص الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار بأن المؤلف تتبع هذه العلاقة في جميع المجالات؛ الصحية والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها، وجمع المعلومات والبحث معتمدا على وثائق وتقارير وصحف ومجلات استغرقت منه ما يزيد على ثلاثين عاما ليجد القارئ، أن اللحمة دائما كانت موجودة بين الأردن من جهة والضفة وقطاع غزة من جهة أخرى.
وقال، إن المتتبع لهذا الكتاب يجد، أن المؤلف لم يترك أي معلومة دون توثيق، مشيرا إلى أن المؤلف اتبع المنهج التاريخي الوصفي والتحليلي وحقق شروط هذا المنهج.
ولفت إلى أن الكتاب أبرز رعاية واهتمام الهاشميين بسائر فلسطين منذ عهد المغفور له بإذن الله الشريف الحسين بن علي ووقوف الأردن إلى جانب الضفة الغربية وغزة منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين.
واستعرض الدكتور العمايرة، أبرز ما أجمله الكتاب من مواقف وأدوار للأردن والمساندة لفلسطين وشعبها وعلاقته بها تاريخيا.
وأشار اللواء الركن المتقاعد الدكتور الرقاد إلى أن الكتاب يؤرخ لعلاقة الشعبين الشقيقين التاريخية، منوها بمواقف الأردن والأردنيين بقيادة الهاشميين تجاه فلسطين وأهلها منذ فجر الشريف الحسين بن علي الثورة العربية الكبرى ومرحلة تأسيس الإمارة التي ركزت على إسناد الأهل في فلسطين والذي تواصل وتجسد من خلال تحقيق الوحدة بين الضفتين عام 1950.
ونوه الرقاد بمواقف الشرف والبطولة للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والذي روى شهداؤه بدمائهم ثرى فلسطين في معارك حربي عامي 1948 و1967.
وقال، إن العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني متشابكة ومتداخلة وطهورة المؤلف في كتابه هذا جاء ليجلي عن ذلك، داعيا الشباب الى قراءة هذا المؤلف وأن يبحروا في سطوره ليطلعوا على عمق العلاقة المتينة والحافلة بمواقف الشهامة التي تربط الأردن بفلسطين.
واستعرض الرقاد مواقف ودور الهاشميين تجاه فلسطين والوقف إلى جانب أهلها، لافتا الى أن قرار فك الارتباط عام 1988 جاء لإبراز الهوية الفلسطينية وتمكين الأشقاء من إدارة شؤونهم.
بدوره، قال الدكتور العويمر، إن هذا الكتاب يعد من الدراسات التي تفيد الباحث في الشؤون السياسية ويحتوي على العديد من المعلومات التي تحتاج إلى إبرازها واستحضارها في الوقت الراهن، منوها بأن الكتاب يمثل معينا لقضايا سياسية كثيرة يجهلها الكثيرون، لافتا الى أن المؤلف بذل جهدا في الحصول على المصادر التي تغطي فترة زمنية على امتداد 73 عاما تكشف عن هذه العلاقة في مختلف المجالات.
وقال، انه بوصفه استاذا للعلوم السياسية وجد في الكتاب العديد من الاضاءات التي يعتمد عليها الباحث في الشؤون السياسية لتحليل وتفسير الكثير مما يجري في الوقت الراهن وبناء قرارات عليها للمستقبل.
ونوه، بأن الكتاب تناول العلاقة العضوية التي تربط الهاشميين بفلسطين والقضية الفلسطينية من خلال حجم الروابط التاريخية والمواقف السياسية، لافتا إلى أن علاقة الأردن بفلسطين علاقة قائمة على ترابط الجفرافيا والديمغرافيا تاريخيا وعلاقة الهاشميين ومواقفهم تجاه فلسطين منذ عهد الشريف الحسين بن علي إلى يومنا هذا.
وفي ختام الندوة وقع المؤلف عددا من نسخ الكتاب للحضور.