المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه: الأمراض المنقولة والوقاية منها
الوقائع الاخبارية:الماء هو عنصر حيوي للحياة، لكن يمكن أن يتحول إلى مصدر خطر صحي إذا كان ملوثًا بالكائنات الدقيقة. في ظل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، قد تتزايد المخاطر المرتبطة بالمياه الملوثة. وفقًا لبرنامج أبحاث التغير العالمي في الولايات المتحدة، من المتوقع أن تتسع نطاق الأمراض المنقولة بالمياه بسبب الاحتباس الحراري، مما يضعف البنية التحتية للمياه ويزيد من نشاط الطفيليات والبكتيريا. إليك نظرة على بعض الأمراض الشائعة المرتبطة بالمياه وكيفية الوقاية منها.
1. الكوليرا
الكوليرا مرض معدٍ يسببه نوع من البكتيريا يُدعى فيبريو كوليرا. تؤدي العدوى إلى أعراض مثل الإسهال والقيء، ويمكن أن تؤدي إلى الجفاف الحاد والصدمة، مما قد يكون مميتًا إذا لم يتم علاجها. تاريخيًا، كانت الكوليرا سببًا رئيسيًا للوفاة في لندن خلال القرن التاسع عشر، ولكنها لا تزال تهدد حياة الناس اليوم. يمكن علاج الكوليرا باستخدام محلول الإماهة الفموي، وهو مزيج من الماء النظيف والسكر والملح، لكن الوقاية تتطلب معالجة المياه والصرف الصحي بشكل مناسب.
2. التهاب السحايا الأميبي الأولي (PAM)
يحدث التهاب السحايا الأميبي الأولي، وهو عدوى نادرة لكن خطيرة، بسبب الأميبا نيجلرية دجاجية التي تعيش في المياه العذبة الساخنة. يمكن أن تدخل الأميبا إلى الدماغ عبر الأنف، مما يؤدي إلى التهاب وتدمير الأنسجة الدماغية. تشير الدراسات إلى أن أكثر من 97% من المصابين يموتون نتيجة لهذه العدوى. الوقاية تشمل تجنب السباحة في المياه الدافئة غير المعالجة وارتداء سدادات الأنف.
3. حمى القندس (Giardiasis)
حمى القندس أو الجيارديا هي عدوى تسببها طفيليات وحيدة الخلية تُعرف بـ جيارديا الاثني عشرية. تؤدي الإصابة إلى أعراض مثل الغثيان، القيء، والإسهال. تعيش الطفيليات في الماء أو التربة وقد تنتقل من خلال شرب المياه الملوثة أو الطعام الملوث. يمكن علاجها باستخدام مضادات الطفيليات والمضادات الحيوية، ولكن الوقاية تشمل تجنب شرب المياه غير المعالجة.
4. أميبا الشوكمبية
تسبب أميبا الشوكمبية التهاب القرنية في العين، ويمكن أن تنتشر العدوى إلى الجلد أو الأنسجة الأخرى، وفي بعض الحالات تصل إلى الدماغ مما يؤدي إلى التهاب الدماغ الحبيبي الأميبي (GAE). في الغالب، تحدث العدوى لدى الأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف. تجنب شطف الأنف بالماء غير المعقم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة.
5. حمى التيفوئيد
حمى التيفوئيد هي مرض بكتيري تسببه سالمونيلا تيفية، ويؤدي إلى أعراض مثل الحمى، آلام البطن، والإسهال. تؤدي إلى وفاة نحو 110,000 شخص سنويًا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. علاج المرض يتم باستخدام المضادات الحيوية، لكن بعض السلالات تكون مقاومة. الوقاية تشمل الحصول على اللقاحات وشرب المياه المعالجة وتجنب استهلاك الحليب الخام.
6. التهاب اللفافة الناخر
التهاب اللفافة الناخر هو مجموعة من الالتهابات التي تسببها بكتيريا تأكل الأنسجة الرخوة، وغالبًا ما تحدث في حالة تمزق الجلد أو بعد العمليات الجراحية. يمكن أن تتسبب بكتيريا مثل إيروموناس وفيبريو فالنيفيكوس في هذه العدوى. تجنب دخول المياه العذبة أو المحيط عند الإصابة بجرح مفتوح أو ضعف المناعة يساعد في الوقاية.
7. مرض دودة غينيا
يحدث مرض دودة غينيا بسبب الطفيل دراكونكولوس ميدينينسيس، الذي يتواجد في المياه الراكدة. يتسبب في ظهور بثور مؤلمة على الجلد عندما تخرج الدودة من الجسم. تجنب شرب المياه غير المفلترة في المناطق الموبوءة وتجنب التلامس المباشر مع مياه برك غير معالجة يمكن أن يحمي من الإصابة. هناك جهود دولية مستمرة للقضاء على هذا المرض، وقد شهدت حالات الإصابة انخفاضًا كبيرًا.
تستدعي هذه المخاطر الصحية ضرورة الاهتمام بنقاء المياه واتباع إجراءات الوقاية المناسبة لضمان سلامة الأفراد والمجتمعات.