لتحسين وضعه التفاوضي.. الاحتلال يكثف مجازره بغزة ويوسع عملياته برفح
الوقائع الإخبارية : بالتزامن مع جهود الوسطاء لعقد جلسة مفاوضات جديدة بالقاهرة لتبادل الأسرى؛ فقد وجّه رئيس أركان جيش الاحتلال بتكثيف العمليات العسكرية في رفح، جنوبي قطاع غزة، وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، لتحسين وضع تل أبيب التفاوضي مع "حماس"
استمرار العدوان الوحشي على قطاع غزة يدلل على إصرار "بنيامين نتنياهو" على إشعال الحرب الإقليمية.
يأتي ذلك في ظل زيارة لوزير الخارجية الأميركية، "أنتوني بلينكين"، تعد العاشرة للمنطقة لبحث التهدئة.
ويبدو أن الإدارة الأميركية تسعى لكسب المزيد من الوقت بتقديم مقترح جديد لا يضمن الوقف النهائي لإطلاق النار في قطاع غزة أو الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال منه، وهي النقطة التي انتهت منها مفاوضات الدوحة وستبدأ منها محادثات القاهرة قريباً ما لم يتم تعديلها، كنوع من المماطلة وسط استمرار المجازر الوحشية بحق الشعب الفلسطيني.
ومن المقرر أن تشرع فرق التفاوض التي تم الاتفاق على تشكيلها في قطر بإجراء المباحثات لتذليل العقبات أمام التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى، في ظل قضايا ما تزال خلافية، لاسيما حول محوري "فيلادلفيا" (شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة) و"نتساريم" (مفرق الشهداء- وسط غزة) وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع.
وحدد المقترح الأميركي الذي عرض خلال مفاوضات الدوحة، وفق القناة 12 بالكيان المحتل، عدد وأسماء الأسرى الذين سيطلق سراحهم بالمرحلة الأولى، حيث سيتم إطلاق سراح النساء والمجندات والأسرى الأحياء، كما يتضمن أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم مقابل كل أسير من أسرى الاحتلال.
وتشمل قائمة الأسرى الفلسطينيين أسماء 47 أسيراً فلسطينياً سبق أن أُطلق سراحهم خلال اتفاق صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، ثم أعيد اعتقالهم.
وأوضح المقترح الأميركي أيضاً تفاصيل تحركات جيش الاحتلال في مناطق مختلفة من قطاع غزة خلال الـ42 يومًا من أيام الهدنة، ولكن الخطة لا تتضمن استمرار وجود الاحتلال على طول الحدود بين غزة ومصر، ولا آلية لمنع عودة "حماس" إلى شمال غزة.
وبذلك، فإن المقترح الأميركي الجديد يترك بعض النقاط الخلافية بدون حل، مثل عدم وجود قيود لحظية، أو آلية منظمة ودائمة لتفتيش السكان العائدين إلى منازلهم شمال قطاع غزة، وسط رفض "حماس" لأي آلية لفحص السكان العائدين إلى منازلهم في الشمال.
وبالنسبة للإدارة الأميركية، فإن شرط الاحتلال بعدم عودة المسلحين للشمال أو التفتيش لن يكون له أي مبرر بعد إخلاء محور "نتساريم"، بينما طلب "نتنياهو" بتأجيل بحث تلك القضية حتى نهاية المفاوضات بما يسمح له باستخدام قضية عودة الفلسطينيين إلى الشمال كذريعة قد تنسف أي صفقة متوقعة.
وقد أتاح هذا النهج تشكيل أربع فرق عمل للتعامل مع القضايا العالقة، مثل فريق بشأن محور فيلادلفيا وآخر حول معبر رفح، والذي تشارك فيه مصر وحماس والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى فريق مختص بمسألة المساعدات الإنسانية والرابع مع المفاوضات.
وترى أوساط سياسية بالكيان المحتل، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن قضية محور فيلادلفيا "قابلة للحل"، طالما وجد لها حل بناءً على المقترح الأميركي، الذي ينص على انسحاب قوات الاحتلال من المحور الحدودي بين مصر وقطاع غزة بشكل تدريجي.
وذكر مكتب "نتنياهو"، بأن فريق التفاوض أعرب عن حالة "تفاؤل حذر" حول إمكانية المضي قدماً في اتفاق تبادل الأسرى مع حركة "حماس".
يأتي ذلك بالتزامن مع تواصل جهود دول الوساطة، وهي الولايات المتحدة وقطر ومصر، للتوصل إلى صفقة تضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.
من جانبه، قال القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، أن لا إرادة حقيقية لدى إدارة الرئيس الأميركي، "جو بايدن" في وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى محاولة مشتركة بين واشنطن والاحتلال لكسب الوقت وارتكاب المزيد من المجازر.
وأضاف حمدان، في تصريح أمس، إن ما يطرحه الأميركيون حالياً "لا يتضمن انسحابا من غزة أو حتى وقفاً لإطلاق النار".
وأشار إلى أن الحركة ما تزال تفاوض حتى اللحظة على "المعايير" وأن لا حديث بعد عن أسماء الأسرى، مؤكداً ضرورة توفر "ضمان وقف إطلاق النار ضمن معايير واضحة".
ودعت "حماس" المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، إلى مغادرة مربع الصمت والاضطلاع بمسؤولياتها بحماية المدنيين الفلسطينيين، والعمل على وقف جرائم الاحتلال الوحشية بحق المدنيين، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة على جرائمهم الوحشية.
وقالت الحركة، في تصريح لها أمس، أن جيش الاحتلال الفاشي يواصل استهداف المدنيين العزّل خصوصاً في محافظة وسط القطاع، التي تُعَدُّ مركز نزوح كبير لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا من شمال القطاع وجنوبه.
وأوضحت أن الاحتلال أصدر أوامر تهجير جديدة تحت وطأة القصف، وارتكاب مجازر بشعة بحق العائلات، راح ضحيتها العشرات من الشهداء، بينهم عائلة كاملة مكونة من ستة عشر فرداً جلّهم من الأطفال.
وشددت "حماس" على أن هذه الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين، من أطفال ونساء وشيوخ، تتواصل أمام سمع وبصر العالم، وبدعم مطلق من الإدارة الأميركية وعواصم غربية، ما تزال توفّر الغطاء والوقت اللازم لحكومة المتطرفين الصهاينة، للمضي في حملة الإبادة الوحشية في قطاع غزة.
وحذّرت من السلوك الصهيوني الذي يواصل استهداف المدنيين بشكل مباشر ومتعمّد للشهر العاشر، في صورة من أبشع صور العقاب الجماعي والتطهير العرقي.