أمانة عمان وشبكة المدن القوية تختتمان أولى ورش تعزيز قدرات الاستجابة للأزمات
الوقائع الإخبارية: اختتمت أمانة عمان، بالتعاون مع شبكة المدن القوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبدعم من الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، أولى الورش التدريبية المتخصصة ضمن مشروع شامل لتعزيز قدرات الاستعداد والاستجابة للأزمات.
واستهدفت الورشة، التي استمرت على مدار ثلاثة أيام ، كبار المسؤولين في الأمانة لتمكينهم من تطوير خطط فعالة للاستجابة للأزمات والطوارئ، بما يسهم في تعزيز مرونة المدينة وقدرتها على الصمود في وجه التحديات، وإنشاء نموذج مستدام للإستعداد والإستجابة المستمرة للأزمات، ونقل معارفهم بفعالية إلى مسؤولين آخرين في الحكومات المحلية على المستويين الوطني والإقليمي.
ووجه أمين عمان، الدكتور يوسف الشواربة، في وقت سابق، بتشكيل فريق عمل من عدة قطاعات في الأمانة لحضور الجلسات التدريبية ووضع خطط لمواجهة الأزمات بالتنسيق مع الدوائر المعنية، حيث ضمت الورشة مسؤولين من قطاعات البيئة، والتنمية المجتمعية، والشؤون الصحية، والطرق، إضافة إلى مديريات الاتصال والإعلام والهندسة.
ويأتي تنظيم هذه الورشة استجابة للحاجة الماسة إلى اتخاذ تدابير استباقية للتعامل مع الأزمات التي قد تواجهها العاصمة عمان، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية كمركز للاستقرار في الأردن والمنطقة، حيث تمثل الورشة جزءًا من مشروع تدريبي متكامل يستمر حتى نهاية العام الحالي، يهدف إلى بناء قدرات الأمانة من خلال تعزيز معارف ومهارات المسؤولين في مجالات إدارة الأزمات، التخطيط الاستراتيجي، وإشراك المجتمع في التعامل مع الطوارئ.
وأوضح مدير مركز الشرق الأوسط وشمال افريقيا لشبكة المدن القوية، أن المشروع يهدف إلى إنشاء فرق إقليمية لتسهيل التواصل بين المدن في المنطقة وتبادل الخبرات، مع التركيز على بناء القدرات المحلية وتعزيز التعاون الوطني ، مؤكدًا أن قادة البلديات هم الأكثر قربًا من الواقع، ومشيرًا إلى أهمية تفاعل المجتمع الدولي مع القادة المحليين وإعلاء أصواتهم.
ومن جانبه أكد نائب مدير المدينة للتنمية المجتمعية، حاتم الهملان خلال الورشة، على أهمية تزويد كوادر أمانة عمان بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة التحديات، معتبرًا إياهم العنصر الأساسي في نجاح خطط الطوارئ والاستجابة للأزمات، مشيدًا بالتعاون المثمر مع شبكة المدن القوية، لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون المستقبلي لمواجهة الأزمات التي تتطلب تخطيطًا استراتيجيًا لضمان استمرارية العمل وحماية المواطنين والبنية التحتية.
و أشار ممثل الاتحاد الأوروبي، غيريك دو فيل، إلى أن مواجهة الأزمات تتطلب تضافر الجهود، فلا يمكن لأي منظمة العمل بمفردها، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي يحرص على التعاون مع البلديات، حيث تمثل المدن القوية والقادرة على إدارة الأزمات شريكًا استراتيجيًا للاتحاد.
وقدمت الورشة تدريبًا شاملاً حول المفاهيم الرئيسية للاستعداد للأزمات والاستجابة بقيادة المدينة، كما اعتمد التدريب على "دليل الاستجابة بقيادة المدينة" الخاص بشبكة المدن القوية لممارسات إدارة الأزمات الفعالة.
وتضمنت الورشة تعريفًا بشبكة المدن القوية، وعرضًا لاستراتيجيات مدينة عمان الحالية للتأهب للأزمات، وسرد لتجارب مدن أخرى مثل مانشستر الكبرى وستراسبورغ في مواجهة الأزمات والتطرف والكراهية، بالإضافة إلى خطط مدينة تونس لإدارة الأزمات وتعزيز الصمود على المدى الطويل.
ويشمل المشروع محوران رئيسيان هما إدارة الأزمات بتطوير مهارات الاستجابة السريعة من خلال ورش عمل متخصصة وتدريب على السيناريوهات الواقعية للأزمات، وورش تدريب المدربين بهدف استمرارية نقل المعرفة وتطبيق استراتيجيات مرنة يمكن تكييفها مع الأزمات المستقبلية في عمان ومدن أخرى.
يذكر أن شبكة المدن القوية هي شبكة دولية مستقلة تجمع أكثر من 240 مدينة وحكومة محلية حول العالم، ملتزمة بمكافحة التطرف والكراهية والاستقطاب وتعزيز التعايش السلمي، و تعمل الشبكة على تبادل الخبرات بين المدن لمواجهة التحديات المختلفة، كما تسعى إلى بناء قدرات المدن على الصمود وتعزيز استراتيجيات الوقاية، مع التركيز على تعزيز حقوق الإنسان والاستجابة الفعالة للأزمات.
ومن خلال دعم الاتحاد الأوروبي، أسست الشبكة مركزًا إقليميًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يهدف إلى تعزيز التعاون بين المدن في المنطقة ومشاركة أفضل الممارسات الدولية والاقليمية في مواضيع تعزيز دور المدن والحكومات المحلية ومساهمتها في منع التطرف والكراهية وتعزيز صمودها.