المعاني: المستشفيات الميدانية بالمملكة مهجورة
الوقائع الاخبارية:أكد الخبير الصحي واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني أن المستشفيات الميدانية في المملكة تحولت إلى أماكن مهجورة بعد انتهاء جائحة كورونا.
وأضاف في تصريح إلى «الرأي» أنه بعد الانتهاء من جائحة فيروس كورونا أو كوفيد-19، والانتهاء من استخدام المستشفيات الميدانية للغرض الذي أنشأت من أجله، وهو استقبال مرضى فيروس كورونا، فإنه لم يعد لهذه المستشفيات حاجة وتحولت إلى اماكن مهجورة، حيث تم سحب الكوادر الطبية والتمريضية والفنية والإدارية التي كانت تعمل بها، ونقلها إلى مستشفيات ومراكز طبية أخرى.
وأشار المعاني إلى أنه تم سحب الأجهزة والمعدات الطبية والأسرة أيضا إلى مواقع أخرى, مع أن مدة الصلاحية لهذه المستشفيات الميدانية وحسب الاتفاقيات المبرمة ما بين وزارة الصحة والشركة المنفذة هي 20 عاما، أي أن هناك 16 عاما أخرى باقية لصلاحيتها.
ونوه إلى أن أحد المستشفيات الميدانية لم يتحمل أول شتوة، وسقط السقف على الأجهزة والمعدات الطبية في أول عام من استخدامها, وتسربت المياه داخله اثر تراكم الثلوج على سقفه، مما أدى لوصولها إلى علب الكهرباء الموجودة في جدران المستشفى، وإتلاف أرضيتة وعدد من الأجهزة الطبية الدقيقة.
وتابع بأن هذا المستشفى كان ما يزال تحت الصيانة، متسائلا عن دور لجان الاستلام الفنية وذلك قبل تشغيله، وعن الجهة التي أعطت الموافقة على التشغيل, وبالتالي لم يعد صالحا للاستعمال من ذلك التاريخ.
واعتبر المعاني أنه كان من الممكن استخدام المستشفيات الميدانية خلال فترة الصلاحية المتبقية، لتقديم خدمات صحية إضافية وحسب حاجة كل منطقة ومحافظة, سيما أن المناطق التي اقيمت فيها هذه المستشفيات بحاجة الى خدمات صحية غير متوفرة حاليا، أو بحاجة إلى تطوير الخدمات الصحية المتوفرة حاليا، وحسب حاجة كل منطقة وخصوصيتها.
ووفق المعاني فإن المتتبع لوضع الخدمات الصحية في محافظات المملكة، يرى أن هناك مناطق بحاجة ماسة لتطوير الخدمات الصحية الموجودة حاليا، أو إيجاد خدمات صحية غير متوفرة حاليا, وذلك تخفيفا على المواطن، وتوفيرا للجهد والوقت، بالإضافة إلى تسهيل وتبسيط لتلقي الخدمة الصحية للمواطن.
وشدد على أن النظام الصحي في المملكة، بحاجة إلى دراسة إنشاء او تحويل بعض المستشفيات الميدانية الموجودة إلى مستشفيات تحويلية تخصصية، مثل ضرورة إيجاد وإنشاء مستشفى متخصص في الأمراض التنفسية والأمراض المعدية والسارية، كما يمكن دراسة إنشاء أقسام متخصصة في بعض المستشفيات التي فيها نسبة إشغال متدنية.
ولفت المعاني إلى أن خلال جائحة فيروس كورونا والتي استمرت لمدة ثلاثة أعوام من عام 2020 ولغاية 2022، تم اتخاذ قرارات غير مدروسة بشكل كامل, حيث كان ممكن أن يتم اتخاذ قرارت مختلفة، لو تم الاستماع إلى نصائح الخبراء والمختصين في مجال الأوبئة والأمراض الوبائية والسارية.
وأوضح أن المستشفيات الميدانية تم إنشائها بشكل مستعجل, كما أنه لم يتم الاستماع الى النصائح التي نادى بها المختصون، كالاستفادة من المستشفيات القائمة خصوصا أنه كان هناك مستشفيين قيد الاستلام, مستشفى في الشمال واخر في الجنوب.
ورأى المعاني أنه كان الأجدى دراسة إمكانية استغلال الدعم المالي من الجهات الدولية والإقليمية، والمخصصات من الموازنة العامة التي صرفت في إنشاء المستشفيات الميدانية، وتشغيلها على المستشفيات الجديدة التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الأخرى في جميع محافظات المملكة، إلا أن الجهات المختصة قررت حينها السير في إجراءات إنشاء المستشفيات الميدانية، وأصبحت واقعا يجب التعامل معه بشكل مدروس وعدم تركها دون الاستفادة منها.