سياسيون وأكاديميون: كلمة الملك بالقمة العربية الإسلامية تضع العالم أمام مسؤولية إنهاء العدوان الاسرائيلي وتحقيق السلام العادل

سياسيون وأكاديميون: كلمة الملك بالقمة العربية الإسلامية تضع العالم أمام مسؤولية إنهاء العدوان الاسرائيلي وتحقيق السلام العادل
الوقائع الإخبارية:  - في خطاب تاريخي اتسم بالقوة خلال القمة العربية الإسلامية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في الرياض أمس الإثنين، جدد جلالة الملك عبدالله الثاني موقف الأردن الثابت والواضح تجاه القضية الفلسطينية والأزمات الإقليمية الذي لخصه جلالته بالقول "لا بد من تحرك فوري لإنهاء العدوان وما يسبب من قتل ودمار وتصعيد في المنطقة. لا نريد كلاما، نريد مواقف جادة وجهودا ملموسة لإنهاء المأساة، وإنقاذ أهلنا في غزة، وتوفير ما يحتاجون من مساعدات".

وحذر جلالته من أن استمرار الصراع على غزة ولبنان قد يؤدي إلى حرب شاملة تؤثر تداعياتها على الجميع، ما يتطلب تحركاً دولياً فاعلاً لوقف الانتهاكات وحماية الأبرياء، مشيرا إلى أن عدم تدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، أدى إلى تمادي إسرائيل في تصعيدها على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وإشعالها حربا على لبنان الشقيق.

كما دعا جلالته في كلمته إلى إطلاق جسر إنساني لتوفير المساعدات اللازمة بموازاة إطلاق أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.

متحدثون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) وصفوا كلمة الملك في القمة بـ "المانع الجامع والجريء والمؤثر، وجسد الواقع بكل دقة وموضوعية في تناوله العديد من القضايا المرتبطة بالأحداث والتطورات الخطيرة في المنطقة، في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وافتعال أعمال العنف في الضفة الغربية ولبنان.

وبينوا أن الخطاب اتسم بالشمولية والحزم في مطالبة الدول المؤثرة بضرورة الانتقال من مرحلة البيانات والإدانات إلى مرحلة اتخاذ مواقف فعلية وجهود ملموسة، كما حملت كلمة جلالته رسائل قوية تجسد رؤية ملكية دقيقة وثاقبة ينبغي على الجميع استيعابها وتبنيها، لأنها تعكس تشخيصاً واقعياً لحالة الإقليم، وتبرز الحاجة إلى حلول تتجاوز الأزمات القائمة، وتعكس إرادة سياسية أردنية لتكثيف الجهود مع الدول العربية والإسلامية لتبني موقف موحد.

وأشاروا إلى أن كلمة جلالته أمام القمة العربية الإسلامية جاءت في توقيت حرج، لتؤكد ثوابت السياسة الأردنية تجاه القضية الفلسطينية، فجلالته في مقدمة المنافحين عن الحق الفلسطيني ولطالما دعا إلى وقف التصعيد ونزع فتيل النزاع، محذرا من مغبة انفلات الأمور واندلاع حرب إقليمية شاملة.

ولفتوا إلى أن جلالته ركز على البعد الإنساني للكارثة في غزة، في محاولة لتأطير القضية الفلسطينية ضمن السياق الإنساني العالمي، والتركيز على حماية المقدسات، وهو دور يعزز مكانته الدينية والسياسية في العالمين العربي والإسلامي، كوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وسعيه لتعزيز الدور الأردني كصوت مؤثر في الساحة العربية والإقليمية والدولية.

مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس رفيق خرفان، قال إن كلمة جلالته أشارت إلى الدمار الشامل الذي ألحقته الآلة العسكرية الاسرائيلية بقطاع غزة والمأساة التي يعيشها الفلسطينيون هناك وسط صمت المجتمع الدولي الذي أدى إلى تعنت إسرائيل وتماديها في جعل الحياة في غزة أشبه ما تكون مستحيلة بموازاة شن حرب أخرى على لبنان.

وبين خرفان أن جلالة الملك أكد في كلمته أن هذه الحرب يجب أن تتوقف فورا، وحذر من جر المنطقة إلى حرب شاملة لا تحمد عقباها، داعيا جلالته إلى كسر الحصار عن غزة لإنهاء الكارثة الإنسانية، ووقف التصعيد في الضفة الغربية، والاعتداء على المقدسات الإسلامية، ودعم لبنان ومساندته ووقف الحرب عليه، ودعوة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري، وإنشاء جسر إنساني لإيصال المساعدات إلى غزة ورفع الظلم عنهم.

المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات قال، إن كلمة الملك في القمة تعكس موقفًا أردنيا ثابتًا وواضحًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأوضاع في المنطقة، فجلالته أشار بشكل مباشر إلى الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في اتخاذ مواقف تجاه السياسات الإسرائيلية.

وأضاف، إن جلالة الملك أكد أن إسرائيل تمادت في اعتداءاتها، سواء من خلال الحرب على غزة، أو التصعيد في الضفة الغربية، أو الاعتداء على الأماكن المقدسة، وصولاً إلى الحرب على لبنان، وهذه الإشارة تربط بين الأزمات الإقليمية وتوضح أن التصعيد الإسرائيلي يشكل خطرًا شاملاً على أمن المنطقة.

وبين أن جلالته أشار إلى الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، معتبرًا أنها تهدد فرص السلام، وتزيد من حالة الاحتقان في المنطقة، ودعا الدول المؤثرة الى الانتقال من مرحلة البيانات والإدانات إلى مرحلة اتخاذ مواقف فعلية وجهود ملموسة.
وأوضح أن الملك قدم رؤية استراتيجية تربط بين ضرورة وقف العدوان وحماية المدنيين وضمان عدم انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، كما حمل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة الانتقال إلى أفعال ملموسة.

أمين عام حزب حصاد الأردني المهندس مازن ريال قال، إن جلالة الملك أشار إلى أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة تمثل عقابًا جماعيًا، معربا عن الألم في أن تكون حياة الإنسان الفلسطيني أقل قيمة حياة الإنسان الإسرائيلي.

حزب العمال قال إن الملك وضع القادة العرب والمسلمين أمام مسؤولياتهم التاريخية وواجباتهم الأساسية في حماية جزء من الشعب العربي الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع وتطهير عرقي وانتقام جماعي، وإنكار حقوقه في تقرير المصير منذ أكثر من 76 عامًا.

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور أمين المشاقبة قال: "ركز جلالة الملك في كلمته في القمة العربية الإسلامية الطارئة على ضرورة وقف الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من عام، متسائلا جلالته: كيف لنا أن نخاطب الأجيال القادمة في تبرير فشل العالم في وقف هذه الحرب؟ وكيف يمكن إقناعهم بأن القانون الدولي موجود لحماية الشعوب؟

وبين المشاقبة أن جلالته نادى بضرورة كسر الحصار عن الأهل في قطاع غزة ووقف التصعيد في الضفة الغربية، وإطلاق جسر إنساني لإرسال المساعدات الطارئة إلى غزة، ورفع الظلم عنهم وتلبية حقهم في الحرية، وأن تستعيد المنطقة الأمن وتحقيق السلام العادل الذي تستحقه، ودعا جلالة الملك إلى دعم سيادة لبنان على أراضيه، وضرورة توفير كل ما يحتاجه من مساعدة.

وقال، إن الضرورة تكمن، كما أكد الملك، بإيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين؛ لأنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والأمن للمنطقة، مشيرا الى أن هناك تمادياً إسرائيلياً وصمتاً عالمياً في عدم وقف إطلاق النار.

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة العلوم التطبيقية الدكتور عبدالحكيم القرالة، قال:"كانت كلمة الملك اليوم خطابًا جامعًا ومؤثرًا، اتسم بالشمولية وتناول العديد من القضايا المرتبطة بالأحداث والتطورات الخطيرة في المنطقة، في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وافتعال أعمال العنف في الضفة الغربية والانتهاكات الصارخة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بالإضافة إلى التطرف الذي يمارسه المستوطنون وآلة الحرب الإسرائيلية".

وأكد القرالة أن الملك تطرق في كلمته إلى ما يجري في لبنان من استهداف وانتهاكات لسيادته، وكان الملك، كعادته، جريئًا وقويًا، وجسد الواقع بكل دقة وموضوعية، وأكد جلالته مسؤولية المجتمع الدولي في الحد من العنف الإسرائيلي، لافتا إلى أن المجتمع الدولي لم ينجح في وقف اعتداءات إسرائيل على غزة والضفة، ولم ينجح في منع تفجر جبهة جديدة في لبنان.

وحذر جلالته من مغبة انفلات الأمور واندلاع حرب إقليمية شاملة تحمل معها عواقب وخيمة تهدد استقرار المنطقة والسلم والأمن الدوليين ما يتطلب إرادة حقيقية من كافة الأطراف، للتحرك بشكل عاجل لوقف العنف الذي يتسارع ويعاني منه الكثيرون.

من جهته، قال أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة الحسين بن طلال الدكتور حسن الدعجة، إن كلمة جلالة الملك تحمل مجموعة من الرسائل الإيجابية التي تعزز مكانة الأردن كصوت معتدل ومؤثر يسعى لتحقيق الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية وتداعياتها على المنطقة ككل.

وأشار الدعجة الى دعوة الملك لإطلاق جسر إنساني لكسر الحصار عن قطاع غزة، وهي دعوة تدل على التزام الأردن العميق بدعم القضايا الإنسانية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته، مبينًا أن هذه الدعوة لا تهدف فقط إلى تقديم المساعدات العاجلة لسكان القطاع الذين يعانون من ظروف إنسانية صعبة، بل تسعى أيضًا إلى تحريك الرأي العام الدولي نحو فهم حجم المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون.

وبين أن جلالة الملك يُبرز بوضوح مسؤولية المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في غزة، ويشدد على أن التقاعس عن إيقاف العدوان الإسرائيلي أدى إلى تفاقم الأوضاع ليس فقط في القطاع بل أيضا في الضفة الغربية والقدس ولبنان، مشيرا الى أن هذا الربط بين مختلف ساحات الصراع هو خطوة استراتيجية تهدف إلى إظهار كيف أن عدم التحرك الدولي يزيد الأمور سوءًا، وأن عواقب التهاون ستكون وخيمة على السلم الإقليمي.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الزرقاء الدكتور الحارث الحلالمة قال: إن كلمة جلالة الملك في اجتماع مؤتمر القمة العربية الإسلامية غير العادية يمثل مكاشفة وصراحة ملكية للمجتمع الدولي بوجوب الذهاب بعدم الاكتفاء بالكلام والتنظير والانتقال للأفعال، داعيا لجهود حقيقية ملموسة لوضع حد للمأساة الواقعة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكذلك الضفة الغربية، داعيا العالم للوقوف أمام مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية بمساعدة الأردن في إقامة الجسر الجوي لكسر الحصار عن الأهل في غزة وزيادة تدفق المساعدات للتخفيف من معاناتهم.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير