اكتشاف سمة غريبة للذين يعانون من فقدان الشم الخلقي

اكتشاف سمة غريبة للذين يعانون من فقدان الشم الخلقي
الوقائع الإخبارية :  توصل باحثون من معهد وايزمان للعلوم إلى أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشم الخلقي (عدم القدرة على الشم منذ الولادة) يظهرون أنماط تنفس مختلفة مقارنةً بمن يتمتعون بحاسة شم طبيعية.

ووفقًا لما نشرته مجلة Nature Communications، تظهر هذه الاختلافات سواء أثناء اليقظة أو النوم، وقد تكون مرتبطة بمشكلات صحية معينة.

وعلى الرغم من اعتبار حاسة الشم ثانوية، فإن غيابها يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. فالأشخاص المصابون بفقدان الشم غالبًا ما يعانون من صعوبات عاطفية، تغييرات في عادات الأكل، وزيادة خطر الوفاة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الروائح دورًا مهمًا في أنماط التنفس، حيث تسبب الروائح الكريهة تقليل سرعة التنفس. هذا أدى إلى فرضية أن غياب الروائح قد يؤدي إلى تغييرات في نمط التنفس، مما قد يساهم في مشكلات صحية.

للتحقق من هذه الفرضية، قام الباحثون بتحليل أنماط التنفس لدى 52 مشاركًا، منهم 21 يعانون من فقدان الشم الخلقي و31 لديهم حاسة شم طبيعية. وأكدوا أن الذين يعانون من فقدان الشم يفتقرون إلى البصيلات الشمية المسؤولة عن معالجة الروائح في الدماغ. باستخدام جهاز محمول لقياس تدفق الهواء الأنفي، جمع الباحثون بيانات التنفس على مدار يوم كامل.

أظهرت النتائج أن الأشخاص ذوي حاسة الشم الطبيعية لديهم "ذروات شم" (زيادة في سرعة التنفس عند التعرض للروائح) على مدار اليوم، بينما غابت هذه الذروات تمامًا لدى المصابين بفقدان الشم. كما تبين أن أنماط التنفس لدى هؤلاء الأشخاص تصبح مشابهة للأشخاص الطبيعيين في بيئة خالية من الروائح. ومع ذلك، لوحظ أن تنفسهم أثناء النوم أقل انتظامًا ويتخلله توقفات أكثر مقارنة بالآخرين.

يقترح الباحثون أن هذه التغيرات التنفسية قد تكون سببًا في ارتباط فقدان الشم بمشكلات صحية أخرى، نظرًا لأن التنفس الأنفي يؤثر بشكل مباشر على وظائف الدماغ مثل الانتباه والذاكرة. كما أن عدم انتظام التنفس أثناء النوم قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية إضافية على الجهاز التنفسي.

ورغم أهمية هذه النتائج، يشير الباحثون إلى أن البيانات الحالية لا تكفي لتأكيد أن تغيرات التنفس هي السبب المباشر لتدهور الحالة الصحية، ما يتطلب إجراء دراسات أعمق لفهم العلاقة بينهما.
تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير