اكتشاف علاقة بين الساعة البيولوجية وأمراض تصيب 10 ملايين شخص حول العالم
الوقائع الاخبارية : أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة Trends in Molecular Medicine وجود ارتباط وثيق بين الساعة البيولوجية للجسم وأمراض الأمعاء الالتهابية (IBD)، مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، مما يمهد الطريق لتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة تستند إلى هذه العلاقة المهمة.
وكشفت الدراسة أن النشاط المناعي والوظائف الهضمية يتبعان إيقاعات يومية منظمة بواسطة الساعة البيولوجية للجسم. وعندما يتم تعطيل هذا النظام الزمني، يزداد الالتهاب، ما يعزز احتمال أن تكون الساعة البيولوجية عاملاً رئيسياً في تطور هذه الأمراض المزمنة وتفاقمها.
وأوضح الباحثون أن الساعة البيولوجية تتحكم في العديد من العمليات الفسيولوجية، بما في ذلك الهضم والجهاز المناعي. وعندما تختل هذه الإيقاعات الطبيعية، تزداد الاستجابات الالتهابية، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى مرضى أمراض الأمعاء الالتهابية.
وأشار البروفيسور أورين فروي من الجامعة العبرية إلى أن فهم الآليات الجزيئية للساعة البيولوجية قد شهد تقدماً كبيراً، لكن ترجمة هذا الفهم إلى تطبيقات علاجية فعالة ما يزال يمثل تحدياً.
واقترح الباحثون استراتيجيات علاجية جديدة تركز على مراقبة الإيقاعات البيولوجية للمرضى باستخدام أجهزة قابلة للارتداء، إلى جانب تعديل نمط الحياة مثل تنظيم أوقات الوجبات والنوم. هذه التدخلات تتيح تقديم علاجات مخصصة تتماشى مع طبيعة الجسم الفردية لكل مريض.
أمراض الأمعاء الالتهابية: التحديات وتأثيرها العالمي
تؤثر أمراض الأمعاء الالتهابية على نحو 10 ملايين شخص حول العالم، مع تزايد ملحوظ في انتشارها في كل من الدول المتقدمة والنامية. وتتميز هذه الأمراض بأعراض مزعجة مثل آلام البطن، الإسهال المزمن، التعب، وسوء التغذية، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى.
إضافة إلى الأعراض الجسدية، يواجه المرضى تحديات نفسية واجتماعية ومالية، مثل القلق، الاكتئاب، وصعوبة التكيف مع متطلبات العمل والحياة اليومية.
أمل جديد في العلاجات المخصصة
تتطلب إدارة هذه الأمراض المزمنة استخدام الأدوية وتغييرات في النظام الغذائي، وأحياناً اللجوء إلى الجراحة. ومع ذلك، تسلط الدراسة الضوء على ضرورة اعتماد نهج علاجي أكثر شمولاً، يركز على التزامن مع الإيقاعات البيولوجية للجسم.
وخلص الباحثون إلى أن دمج علم الإيقاعات البيولوجية في خطط العلاج قد يفتح آفاقاً جديدة لتطوير علاجات أكثر فعالية، تهدف ليس فقط إلى تخفيف الأعراض، بل إلى تحسين جودة حياة المرضى عبر التوافق مع الأنظمة الطبيعية للجسم.