قيمته 9.1 مليار دولار.. متحف جيتي ينجو من حرائق لوس أنجلوس
الوقائع الاخبارية : استطاع الدفاع الاستثنائي لمتحف "جيه بول جيتي” من الصمود في وجه حرائق لوس أنجلوس المدمرة، رغم أن النيران وصلت إلى مسافة 6 أقدام من مبنى المتحف، فإنه نجا بفعل منظومة من الأدوات والتجهيزات القوية المصممة للتعامل مع الكوارث، إلى جانب كادر بشري مؤهل.
ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال”، تم تعيين ما يقرب من 45 عاملاً في المتحف بنوبات عمل دوارة على مدار الساعة للانتشار والقيام بدوريات في العشرات من الأفدنة الموجودة على قمة التل المحيطة بالحرمين الجامعيين في جيتي؛ فيلا جيتي الأقدم في منطقة باسيفيك باليساديس، والتي تضم قطعًا أثرية في مساحة مصممة لاستحضار منزل ريفي روماني، ومركز جيتي الأحدث المبني من الحجر الأبيض في برينتوود حيث تُعرض لوحة "أيرسز” للفنان فنسنت فان جوخ.
وأضافت الصحيفة أن بقاء متحف جيتي المستمر في مواجهة الصعاب، بعدما وصلت النيران إلى مسافة 6 أقدام من الجدران الشرقية للفيلا في 7 يناير، أصبح يمثل إحدى النقاط المضيئة القليلة بشكل مربك في كارثة مميتة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصًا ودمرت آلاف المنازل والشركات.
وأشارت إلى أن أغنى متحف في البلاد يتمتع بالخبرة والموارد اللازمة للرد بنجاح؛ فهو يمتلك وقفًا بقيمة 9.1 مليار دولار، وقد واجه أيضًا حرائق الغابات من قبل في عامي 2009 و2017.
وفي هذه العملية، أنفِق الملايين على مر السنين لتحصين هندسة المتحف المعمارية، وأضيفت آليات الوقاية من الحرائق في صالات العرض الخاصة، علاوة على تجريف الطبيعة المحيطة استعدادًا للأسوأ.
وقال مايك روجرز مدير المرافق في المتحف للصحيفة، فإن المهندس المعماري ريتشارد ماير صمم المركز لتجنب الاحتراق. حيث أن جدرانه مكسوة بـ 1.2 مليون قدم مربع من حجر الترافرتين الكريمي ومحاطة بساحات واسعة؛ ما يجعل انتشار النار أكثر صعوبة.
وبعيدًا عن ذلك، تنتشر في أراضي المتحف شجيرات السنط وأشجار البلوط، التي تمتص الكثير من الماء مقارنة بالمساحات الخضراء الأخرى، كما أنها أقل عرضة للاشتعال.
وكما يتم تقليم أغصان الأشجار المنخفضة باستمرار، وتنظيفها بشكل كامل لتجنب أن تكون وقودًا لأي حريق يضرب المكان.
وأضاف روجرز أنه منذ افتتاح المتحف في عام 1997، استخدم المشرفون على البناء شبكة رشاشات الري الدوارة التي تعمل على مدار الساعة في الساحات الخارجية، كلما كان هناك تحذير من حرائق الغابات.
وفي حين تتصل هذه الرشاشات بخطوط المياه البلدية، فإنه يمكن تغذيتها بواسطة خزان المياه الخاص بالمركز الذي تبلغ سعته مليون جالون إذا لزم الأمر.
وفي حال اقتربت النار فعليًا، يمتاز المتحف بأسطح مغطاة بالصخور المكسرة، بدلا من الألواح العادية، مصممة أيضا لجعل انتشار النار أكثر صعوبة.
وتم تحديث أنظمة تنقية الهواء بالمتحف في كلا الموقعين لضغط أي مدخل للهواء حتى لا يتسرب الدخان أو الجمر عبر الفتحات.
وفي الداخل، تمت إضافة أبواب تشبه القبو بحيث يمكن احتواء النار في معرض واحد دون الزحف إلى المعرض التالي. وكما تم تجهيز كل غرفة بمرشات علوية كملاذ أخير.
ونقلت الصحيفة، عن مدير المتحف، قوله: إن جميع أعمال جيتي الفنية في كلا الموقعين تتغلب على الكارثة المستمرة، فيما يتوقع إعادة فتح المتحف بحلول 21 يناير الحالي.