مخاوف من التمهيد لإعلان ضم الضفة رسميا

مخاوف من التمهيد لإعلان ضم الضفة رسميا
الوقائع الاخبارية:في ظل الانشغال بعدوان الاحتلال ضد غزة وتجهيزه لاحتلال كامل القطاع؛ يستغل المستوطنون المتطرفون الفرصة السانحة لتوسع غي مسبوق للاستيطان في الضفة الغربية، والذي تضاعف بنسبة 50 % بعد حرب الإبادة على غزة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، مقارنة بفترة سابقة، وازدادت وتيرته بشكل أكبر خلال السنة الماضية حتى مطلع العام الحالي.

وتزداد المخاوف من تمهيد مدعوم من اليمين المتطرف داخل الكيان المُحتل لإعلان ضم الضفة الغربية رسميا، وإحباط إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، بشكل نهائي، بينما يتصاعد عنف الجماعات المتطرفة التي تحشد أنصارها من المستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين وتنفيذ الاقتحامات الواسعة ضد المسجد الأقصى المبارك.

وتدرس حكومة الاحتلال مخططا لإقامة ألف و344 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، لتزداد بذلك وتيرة البناء الاستيطاني التي أدت إلى إقامة أكثر من 11,511 وحدة استيطانية جديدة في ثلاثة أشهر فقط، منذ بداية العام الحالي، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وحتى كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فإن البؤر الاستيطانية تغطي ما يقرب من 14 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة، وسط احتفاء اليمين المتطرف في الكيان المحتل بالتوسع الاستيطاني الكبير في الضفة الغربية، الذي أدى إلى زيادة عدد المستوطنين لأكثر من 800 ألف مستعمر في الضفة الغربية.

ويتركز المشروع الاستيطاني الجديد في مستوطنتي معاليه أدوميم المقامة على أجزاء كبيرة من أراضي بلدتي (العيزرية وأبو ديس) الفلسطينيتين شرقي القدس المحتلة، ونيفيه يعكوف، المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شرق القدس المحتلة أيضا، في إطار قرار الاحتلال بإقامة مزيد من الوحدات الاستيطانية في المستوطنات، وفق ما يسمى حركة السلام الآن الحقوقية الإسرائيلية المختصة بمراقبة الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية.

وقد تم إنشاء ما لا يقل عن 49 بؤرة استيطانية في الأشهر التي أعقبت 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، بزيادة بلغت نحو 50 % منذ بداية الحرب في غزة، بينما تم تهجير مجتمعات رعوية فلسطينية كاملة من الريف، على وقع عنف واعتداءات المستوطنين المتواصلة، وفق نفس المنظمة.

ويهدف تركيز الاحتلال في التوسع الاستيطاني في مستوطنة غوش عتصيون باعتبارها أكبر تجمع استيطاني، وتتكون من مجموعة مستوطنات تنتشر من جنوب غرب القدس المحتلة على جبل الخليل، وفي أجزاء من محافظة بيت لحم المحتلة في الضفة الغربية.

وتعد هذه المستوطنة وغيرها من المستوطنات الأخرى من أكبر العوائق التي أنشأها وعززها الاحتلال خلال السنوات القليلة الماضية، لإحباط إقامة الدولة الفلسطينية، إذ إن تغلغلها داخل الضفة الغربية، يحول دون إمكانية الربط الجغرافي بين المناطق الفلسطينية.

ووثقت المنظمة الإسرائيلية غير الحكومية العديد من حوادث عنف المستوطنين خلال الأشهر الأخيرة، مثل اقتحام قرية المنية في مدينة بيت لحم، بالضفة الغربية المحتلة ومهاجمة المنازل والاعتداء على الفلسطينيين، وإقامة بؤرة استيطانية في المكان.

ورأت أن التحرك نحو الموافقة على الخطط الاستيطانية بشكل أسبوعي يؤدي إلى تكثيف البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي من ضمن التغييرات التي أجرتها حكومة بنيامين نتنياهو، في حزيران (يونيو) 2023، بإلغاء الحاجة إلى موافقة وزير الجيش على كل مرحلة من مراحل المضي قدما في الخطط الاستيطانية.

يأتي ذلك على وقع ما تنقله وسائل إعلام الاحتلال، مثل صحيفة هآرتس، عن مصادر أمنية داخل الكيان المُحتل، باستعدادات جارية لشن هجوم بري واسع على قطاع غزة باستدعاء فرق عسكرية عدة بينها قوات احتياط.

ويبدو أن التصعيد سيتفاقم من دون التوصل لتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بسبب ضغط حكومة الاحتلال لصالح توسيع رقعة الحرب، إذ بينما يجري انتظار مفاوضات مشكوك في نتيجتها، فإنه يتم تجهيز الأرضية لعملية واسعة لاحتلال قطاع غزة بالكامل.

وارتكب الاحتلال أمس مجزرة جديدة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، باستهداف منزل فلسطيني، مما أدى لاستشهاد أكثر من 130 فلسطينيا في 48 ساعة.، بالتزامن مع تدمير منازل أخرى بغارات جوية وحشية، في دير البلح وشمال مخيم النصيرات وشرق خان يونس، مع مواصلة إغلاق معبر كرم أبو سالم لليوم العشرين على التوالي.

وكان الاحتلال بدأ فجر الثلاثاء الماضي عملية برية محدودة وإعادة السيطرة على محور نتساريم وسط قطاع غزة، بعد أن رفض الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، رغم التزام حركة حماس بجميع بنوده، واستأنف الغارات الجوية على غزة مما أسفر عن استشهاد أكثر من 600 فلسطيني خلال 4 أيام، معظمهم من النساء والأطفال.


تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير