أستاذة فيزياء: علمياً يمكن رؤية هلال شوال بالتلسكوب الرقمي

أستاذة فيزياء: علمياً يمكن رؤية هلال شوال بالتلسكوب الرقمي
الوقائع الإخبارية:   - أكدت الدكتورة آلاء العزام الأستاذ المساعد في قسم الفيزياء بالجامعة الأردنية والمتخصصة في الفيزياء الذرية والجزيئية لتطبيقات علوم الفضاء، أن استخدام الكاميرات المتطورة يزيد بشكل كبير من فرص رؤية الهلال، مشيرة إلى أن التقنيات الحديثة تلعب دورًا أساسيًا في تحسين القدرة على رصد الهلال عند غروب الشمس.

وأوضحت العزام أن القمر في الأردن سيغيب بعد الشمس بحوالي 11 دقيقة، مما يجعل إمكانية رصده تحديًا، ولكن مع استخدام تقنيات متطورة يمكن تحسين فرص رؤيته بشكل كبير، مشيرة إلى أنه باستخدام تلسكوب بقطر 4 إنش مربوط بكاميرا وجهاز High Dynamic Range (HDR)، يمكن رؤية الهلال بنسبة 60% على الأقل، وعند استخدام تلسكوب بقطر 12 إنش، ترتفع احتمالية الرؤية إلى 75% على الأقل، وفي حال استخدام تلسكوب بقطر 20 إنش، تصبح احتمالية رؤية الهلال 100%، بشرط أن يكون الطقس صافيًا ولا توجد غيوم تحجب القمر.

وشددت العزام على أن التطور في تقنيات الرصد الفلكي يسمح اليوم بتصوير كوكب قريب من نجمة تبعد عنا ملايين المرات أكثر من بعد القمر عن الأرض، فكيف لا يمكننا تصوير القمر نفسه؟!.

كما أشارت إلى أن القدر الظاهري للقمر، الذي يحدد مدى سطوعه، سيكون في حدود (-3)، لكنه سيتأثر بعوامل مثل Airmasses التي ستخفضه إلى (-0.1)، إضافة إلى تأثير الشفق عند الغروب الذي يجعله يبدو بقدر ظاهري يصل إلى (5)، وهو مستوى يعتبر واضحًا جدًا في علم الفلك بالنسبة للتلسكوبات.

وأضافت العزام أن القمر سيكون على مسافة قريبة من الأرض غدًا، تقدر بحوالي 360 ألف كيلومتر، مما يجعله يظهر بحجم أكبر بنسبة 11% تقريبًا، مما يسهل رصده عند استخدام المعدات المناسبة.

وختمت العزام حديثها بالتأكيد على أن تحديد أول أيام العيد سواء كان الأحد أو الاثنين هو أمر مقبول شرعًا ولا إشكال فيه، مشيرة إلى أن تعليقها ينصب فقط على الجانب العلمي لرؤية الهلال، وأهمية استخدام الوسائل الحديثة في هذا المجال.

وبحسب الدكتورة العزام فإن مجموعة من الفلكيين في العالم العربي والإسلامي يعتمدون على مجموعة من المعايير لتحديد احتمالية رؤية هلال الشهر القمري الجديد، والتي تستند إلى دراسات فلكية مختلفة أجريت خلال العقود الماضية أعتمدت جميعها على أرصاد بتلسكوبات لم يتم تزويدها بكاميرات. ومن أبرز هذه المعايير:

معيار دانجون: اقترحه الفلكي الفرنسي أندريه دانجون عام 1932، حيث حدد الحد الأدنى للاستطالة القمرية التي يمكن عندها رؤية الهلال بحوالي 7 درجات. عمل دانجون في مرصد ستراسبورغ ثم في مرصد باريس، وتشير بعض المصادر إلى أنه أجرى ارصاده باستخدام تلسكوب انكساري بقطر 10 سم، مستعينًا بعدسة عينية للمراقبة البصرية، دون الاعتماد على التصوير الفوتوغرافي.

معيار إلياس: طُرح لأول مرة من قبل الفلكي محمد إلياس في عام 1994، حيث حدد الحد الأدنى للاستطالة القمرية لرؤية الهلال عند 8 درجات في الظروف العادية. اعتمد إلياس في دراسته على بيانات سابقة دون أن يجري رصدًا مباشرًا للهلال، مما جعله معيارًا مبنيًا على تحليل المعطيات المتاحة بدلاً من المشاهدات الفعلية.

معيار يالوپ: قُدّم هذا المعيار عام 1997 من قبل الفلكي البريطاني برنارد يالوپ، حيث اعتبر أن الحد الأدنى للاستطالة القمرية لرؤية الهلال هو 8 درجات، لكنه لم ينشر نتائجه في مجلة علمية محكمة. وفي عام 2006، نشر الفلكي محمد عودة نتائج مطابقة تمامًا لما ورد في معيار يالوپ، مستندًا إلى نفس المنهجية.

الجدير بالذكر أن جميع هذه المعايير وُضعت استنادًا إلى أرصاد لم تعتمد على تقنيات التصوير الرقمي، وإنما على التلسكوبات المزودة بعدسات عينية، ومع التطور التكنولوجي الحديث، واستخدام تلسكوبات متطورة مزودة بكاميرات وأجهزة مثل High Dynamic Range (HDR) والفلاتر المتخصصة، فإن معايير رؤية الهلال قد تشهد تغيرات جذرية، مما يفتح المجال لمزيد من الدراسات الدقيقة التي تأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات الحديثة في الرصد الفلكي.


تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير