نقص المضادات الحيوية يؤدي إلى ارتفاع مقلق في بتر الأطراف بمستشفيات غزة

نقص المضادات الحيوية يؤدي إلى ارتفاع مقلق في بتر الأطراف بمستشفيات غزة
الوقائع:  حذّر مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، من ارتفاع كبير في حالات بتر الأطراف داخل مستشفيات القطاع، نتيجة تفشي بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية وتدهور شامل في الوضع الصحي.

وأوضح أبو سلمية، في تصريح له يوم السبت، أن الأطباء يضطرون لبتر أطراف عدد متزايد من المصابين بسبب فشل الجروح في الالتئام، وهو ما يُعزى إلى سوء التغذية، وضعف المناعة، والاكتظاظ الشديد في المستشفيات.

وأشار إلى أن القطاع الصحي حذّر مرارًا من خطورة الأوضاع المتدهورة، إلا أن الأمور وصلت الآن إلى مرحلة حرجة للغاية، حيث لم تعد المضادات الحيوية المتوفرة فعّالة، ما يتسبب في التهابات شديدة تُفضي إلى مضاعفات خطيرة، أبرزها البتر.

وأكد أبو سلمية أن البكتيريا المقاومة أصبحت عصيّة على جميع العلاجات المتوفرة، بينما يعاني القطاع الصحي من انهيار شبه كامل في ظل نقص حاد في المضادات الحيوية، والشاش المعقم، وأدوات الجراحة.

وأضاف أن مستشفيات غزة تعمل حاليًا بأكثر من 250% من طاقتها الاستيعابية، مع امتلاء تام لأقسام الطوارئ، وعدم توفر أسرّة أو أماكن جديدة لاستقبال المرضى، خصوصًا الحالات الحرجة التي تتطلب عناية مركزة.

ولفت أبو سلمية إلى أن مدينة غزة تتعرض لقصف إسرائيلي عنيف ومتواصل، استهدف أبراجًا وعمارات سكنية، ما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية. كما أدى استهداف عيادات الشيخ رضوان إلى خروجها عن الخدمة، رغم أنها كانت تقدم الرعاية الصحية لحوالي 300 ألف مواطن.

وفي السياق نفسه، أشار أبو سلمية إلى نقص كبير في وحدات الدم نتيجة تزايد أعداد المصابين، لافتًا إلى أن الكثير من الإصابات تتطلب أكثر من وحدة دم، وهو ما لم يعد بالإمكان تأمينه بشكل يومي.

كما كشف عن نقص حاد في الطواقم والتخصصات الطبية، وخاصة في مجالات جراحة الأعصاب، الأوعية الدموية، جراحة الصدر، والجراحة التجميلية، في ظل فقدان عدد من الكوادر الطبية بين شهداء ومعتقلين.

وبيّن أبو سلمية وجود انتشار واسع للأمراض المعدية والمعوية، فضلًا عن ظهور حالات شلل رخوي وأمراض جلدية غير مشخصة، نتيجة توقف 60% من المختبرات الطبية عن العمل، بسبب نقص المواد التشخيصية الأساسية.

أما الوضع الإنساني في مراكز النزوح، فوصفه أبو سلمية بأنه "كارثي"، نتيجة غياب مياه الشرب، وتدهور مستوى النظافة، وتفشي المجاعة، لا سيما بعد عمليات النزوح القسري التي أجبرت السكان على ترك منازلهم دون أي مقومات للحياة.

وفي ختام حديثه، شدد على أن القطاع الصحي في غزة عاجز تمامًا عن التعامل مع أعداد الجرحى والشهداء الناتجة عن القصف المستمر، مؤكدًا أن الوضع الصحي انهار بالكامل، فيما تتفاقم الكارثة الإنسانية يومًا بعد يوم تحت وطأة العدوان والحصار الإسرائيلي المستمر.
تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير