صاحب ملحمة أردني يطلق صرخة إنسانية: كفى تحميل أهل المتوفى أعباء العزاء.. بعضهم يبيع سيارته وآخر يرهن ذهب زوجته لإطعام المعزين
الوقائع : في منشور مؤثر أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب أحد أصحاب الملاحم في الأردن عن معاناة يعيشها يوميًا، كاشفًا عن الجانب الإنساني المؤلم وراء ما وصفه بـ"العادات الاجتماعية المرهقة" المرتبطة بمراسم العزاء.
وقال صاحب الملحمة في المنشور المتداول إن أصعب الأيام في عمله هي تلك التي يفتح فيها محله صباحًا ليجد أحد الأشخاص ينتظره منذ الفجر، يحمل في وجهه الحزن والارتباك، لا ليشتري لحمًا فحسب، بل ليحاول تدبير كميات كبيرة لإطعام المعزين في بيت عزاء لا يملك ثمن تكاليفه. وأضاف: "بعضهم يأتي ورهَن ذهب زوجته، وآخر كتب عقد بيع لسيارته، أو جلب دفتر كمبيالات فقط ليغطي نفقات واجب اجتماعي ما أنزل الله به من سلطان”.
وأشار إلى أن هذه العادات التي تُلزم أهل المتوفى بإقامة ولائم كبيرة "ليست من الدين، ولا من تقاليد الأردنيين الأصلية”، موضحًا أن أهل المنطقة في الماضي كانوا هم من يعزون أهل الميت ويقدمون الطعام لهم، لا العكس.
وختم صاحب الملحمة منشوره بنداء صادق إلى المجتمع قائلاً: "اتقوا الله، لا تجعلوا من الموت عبئًا ماليًا فوق الحزن، ولا من العزاء مناسبة للطعام. من واجبه أن يعزي فليؤدِّ واجبه ويعود إلى بيته. كفى استغلالًا لمشاعر الناس باسم العادات”.
المنشور لقي تفاعلًا كبيرًا بين الأردنيين الذين أيدوا دعوته لإنهاء هذه الظاهرة الاجتماعية التي ترهق الأسر ماليًا ونفسيًا، مؤكدين أن الوقت قد حان لإعادة النظر في الممارسات التي تخالف مقاصد الرحمة والتكافل.


















