قطاع التعهيد في الأردن.. رافعة للاقتصاد الرقمي ومحرك لفرص العمل والاستثمار

قطاع التعهيد في الأردن.. رافعة للاقتصاد الرقمي ومحرك لفرص العمل والاستثمار
الوقائع :أكد خبراء ومسؤولون في قطاع تكنولوجيا المعلومات أن قطاع التعهيد يمثل أحد الأعمدة الرئيسة للاقتصاد الرقمي الأردني، لما يتمتع به من مزايا تنافسية تشمل الكفاءات البشرية المؤهلة، والتطور التقني، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، إلى جانب البيئة التشريعية الداعمة للاستثمار.

وأوضحوا أن الأردن يمتلك قاعدة واسعة من الشباب المؤهلين تقنياً والمتمكنين من اللغتين العربية والإنجليزية، ما يجعلهم قادرين على العمل مع أسواق متعددة حول العالم. ويقصد بالتعهيد استئجار مؤسسات أو شركات لكفاءات وأفراد أو خدمات من جهات أخرى محلية أو أجنبية لتنفيذ مهام معينة.

من جانبه، أوضح وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس سامي سميرات أن موقع الأردن وتوافقه الزمني مع أوروبا ودول الخليج يسهل إدارة فرق العمل الموزعة عالمياً ويعزز كفاءة تقديم الخدمات على مدار الساعة، مشيراً إلى أن حضور شركات عالمية وسّعت عملياتها في المملكة يعزز الثقة في الكفاءات المحلية وسلاسل التوريد الوطنية.

وبيّن سميرات أن تنوع الخدمات التي يقدمها القطاع — من تطوير البرمجيات والحوسبة السحابية والاختبار، إلى مراكز الاتصال وتجربة المستخدم — يجعل الأردن وجهة متكاملة للتحول الرقمي. كما شدد على ضرورة توسيع برامج إعداد المواهب وضمان توظيفها من خلال مبادرات مثل "الشباب والتكنولوجيا والوظائف"، وربط التدريب بحاجات السوق الفعلية.

وأضاف أن دعم قطاع التعهيد يتطلب الترويج المستمر للنجاحات المحلية والمشاركة في الفعاليات الدولية لجذب عقود جديدة، إلى جانب ترسيخ مجالات متقدمة مثل الأمن السيبراني، والخدمات المالية الرقمية، والتعليم الإلكتروني، بما يعزز مكانة الأردن كمركز إقليمي في هذا المجال.

وأشار الوزير إلى أن الأردن يستفيد من شبكة اتفاقيات التجارة الحرة ومنع الازدواج الضريبي، التي تتيح الوصول إلى أسواق الخليج والشرق الأوسط والمملكة المتحدة وأوروبا بسهولة، مستفيداً من التوافق الزمني والثقافي الذي يدعم خدمات العملاء ومراكز الاتصال.

وأكد سميرات أن الذكاء الاصطناعي لا يهدد هذا القطاع بل يعزز كفاءته، إذ يتولى تنفيذ المهام المتكررة ويتيح للكوادر البشرية التركيز على التحليل والإبداع، مشيراً إلى أن البيئة القانونية والحوافز الضريبية تسهم في تشجيع التوسع والاستثمار في الخدمات الرقمية.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لجمعية "إنتاج" المهندس نضال البيطار، إن قطاع التعهيد يسهم في توفير آلاف فرص العمل النوعية للشباب الأردني ويعزز صادرات الخدمات التقنية، داعياً إلى الحفاظ على منظومة الحوافز الاستثمارية وتوسيع نطاق الترويج الدولي لزيادة حضور الشركات الأردنية في الأسواق العالمية.

أما الرئيس الإقليمي لشركة "كونسينتركيس"، وعد الحوامدة، فأوضح أن الأردن يمتلك ميزات تؤهله لأن يكون مركزاً إقليمياً في مجال التعهيد، أبرزها توفر الكفاءات المؤهلة وإتقان اللغة الإنجليزية والموقع الجغرافي المتميز، إلى جانب الأمن والاستقرار الذي يجعل المملكة بيئة جاذبة للمستثمرين.

وأضاف الحوامدة أن البرامج الحكومية مثل "تشغيل" وبرامج التدريب والتأهيل أسهمت في إعداد كوادر مدربة تلبي احتياجات السوق المحلي والدولي، كما أن الحوافز الضريبية والتسهيلات المقدمة في المناطق التنموية ساعدت على خفض التكاليف وزيادة تنافسية الأردن في هذا المجال.

وختم بالتأكيد على أهمية استمرار الجهود الحكومية لتطوير بيئة الأعمال، وتحفيز الشركات العالمية على الاستثمار في الأردن، ودعم تصدير الخدمات التكنولوجية والرقمية بما يرسخ مكانة المملكة كمركز إقليمي لصناعة التعهيد في المنطقة.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير