التحول الرقمي في الأردن: قيادة ملكية ورؤية متكاملة نحو حكومة ذكية وخدمات إلكترونية متطورة
الوقائع الإخباري:أكد خبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بقطاع تكنولوجيا المعلومات يمثل دافعًا قويًا لتعزيز مسيرة التحول الرقمي وأتمتة الخدمات الحكومية في الأردن، مشيرين إلى أن هذا الاهتمام يوفر أرضية مواتية لتطوير منظومة متكاملة تشمل الرؤية القيادية، البنية التحتية الذكية، الإطار التشريعي، وتنمية الكفاءات البشرية.
وأشار خبراء إلى أن تسريع التحول الرقمي يتطلب تبني أدوات وتقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات الضخمة، التعلم الآلي، والحوسبة السحابية، بما يساهم في تحسين اتخاذ القرار، أتمتة المعاملات الحكومية، وتقديم خدمات عالية الجودة للمواطنين. كما أكدوا أن العنصر البشري يظل ركيزة أساسية، من خلال تدريب الكفاءات الوطنية وتمكين الشباب من المهارات الرقمية وتطوير البرامج التعليمية والبحثية في الجامعات، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات مع القطاعين العام والخاص لتقليص الفجوة بين التعليم وسوق العمل.
وقال الدكتور عمر الزعبي، عميد كلية الذكاء الاصطناعي في جامعة البلقاء التطبيقية، إن منظومة التحول الرقمي يجب أن تشمل تطوير البنية التحتية الرقمية مثل شبكات الألياف الضوئية وتقنيات الجيل الخامس، وتعزيز الأمن السيبراني، وأتمتة الخدمات الحكومية والتعليمية عبر منصات رقمية موحدة. وأكد أن الذكاء الاصطناعي يعد أداة مركزية لتحليل البيانات، تحسين الخدمات، وتطوير أنظمة تنبؤية تزيد الكفاءة وتقلل الهدر.
من جانبه، أشار المهندس عبدالحميد الرحامنة، مستشار وخبير تكنولوجيا المعلومات، إلى أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية، وأن أتمتة الخدمات لا تقتصر على رقمنة الإجراءات الورقية، بل تتطلب تحليلًا دقيقًا لاحتياجات المستخدمين لضمان بساطة وسهولة التعامل مع الخدمات. وشدد على أهمية وجود استراتيجية وطنية واضحة، وصلاحيات واسعة للكوادر التقنية، وتنسيق مؤسسي فعال، وربط فرق العمل التنفيذية مباشرة برئيس الوزراء وتحت إشراف ولي العهد لضمان سرعة اتخاذ القرار وفعالية التنفيذ.
وأضافت الدكتورة ريما دياب، الرئيس التنفيذي لمنظمة "جالاكسي للتكنولوجيا"، أن تسريع التحول الرقمي في الأردن يعتمد على منظومة متكاملة تشمل القيادة، التمكين التشريعي، البنية التحتية الذكية، وتنمية المهارات البشرية. وأكدت أن نسبة استخدام الخدمات الحكومية الرقمية ارتفعت من 36% عام 2019 إلى أكثر من 72% عام 2024، كما سجل قطاع تكنولوجيا المعلومات نموًا في الصادرات بنسبة 13% سنويًا، وفق بيانات وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة. وأوضحت أن التحول الرقمي يتطلب توحيد قواعد البيانات، اعتماد الحوسبة السحابية، الاستثمار في المهارات الرقمية، ودعم الابتكار التشريعي والتقني.
وأشار المهندس بلال الحفناوي، استشاري التحول الرقمي، إلى أن تحقيق نقلة نوعية في هذا المجال يبدأ بقيادة رقمية فاعلة داخل الجهاز الحكومي، تشمل وضع الاستراتيجيات، تمكين الكفاءات، توفير بيئة عمل محفزة، وتبني التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والطائرات بدون طيار، مع الانتقال من التخطيط إلى التنفيذ العملي وفق جداول زمنية واضحة لضمان نتائج ملموسة.
وأكد الخبراء أن التحول الرقمي وأتمتة الخدمات يشكلان مسارًا إصلاحيًا شاملًا يعيد صياغة العلاقة بين المواطن والدولة على أسس الكفاءة والشفافية، ويضع الأردن على طريق بناء حكومة ذكية واقتصاد معرفي مستدام.


















