أوكرانيا ترحّب بعرض الصين مساعدة ترامب لإنهاء الحرب رغم الشكوك
الوقائع الإخباري :
أوكرانيا ترحّب بعرض الصين مساعدة ترامب لإنهاء الحرب رغم الشكوك
السبت، ١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
رحّبت أوكرانيا بمساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإشراك الصين في جهود إنهاء الحرب مع روسيا، رغم التحفظات التي أبدتها عواصم أوروبية وخبراء تجاه نوايا بكين.
قال أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات لصحيفة ذا بوست: من الجيد أن هذا اللقاء حصل. ربما يساهم هذا الحوار في أن تضغط الصين على روسيا لإنهاء الحرب . وأضاف مازحًا مخاطبًا الرئيس الروسي: فلوديا، كفى، الجميع تعب منك .
جاءت تصريحاته بعد لقاء ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، في أول اجتماع بينهما منذ بدء الولاية الثانية لترامب، حيث ناقشا إمكانية تعاون مشترك لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
قال ترامب: القوات متورطة في قتالٍ متبادل، وأحيانًا عليك أن تتركهم يقاتلون... لكن شي سيساعدنا، وسنعمل معًا على أوكرانيا.
وأشار ترامب إلى أن المحادثات ركزت على إيجاد طريق نحو السلام وليس على العقوبات التي فرضها مؤخرًا على شركات النفط الروسية روسنفت و لوك أويل ، مؤكدًا أن الصين ما زالت أكبر مشترٍ للطاقة الروسية.
ورأى مسؤول أوروبي أن أفضل ما يمكن أن تفعله الصين لإنهاء الحرب هو التوقف عن شراء النفط الروسي ، لكنه أضاف أن ترامب لم يناقش ذلك مع شي، قائلاً: تحدثنا فقط عن وقف الحرب، لا عن النفط .
وأكد ترامب أن قضية تايوان لم تُطرح إطلاقًا خلال المحادثة، مشددًا على أن التركيز كان فقط على إيجاد حل للحرب بين روسيا وأوكرانيا.
شكوك في نوايا الصين
رغم الترحيب الأوكراني، شكّك العديد من الخبراء والمسؤولين الأوروبيين في جدّية بكين، مشيرين إلى أن الصين تواصل تزويد موسكو بمواد مزدوجة الاستخدام ومعلومات استخباراتية تُستخدم في الحرب.
قال جورج باروس، الباحث في معهد دراسة الحرب : الصين تدعم الجهد الحربي الروسي ماديًا واستخباراتيًا، كما تستفيد من انشغال الولايات المتحدة بأوروبا، ما يصرف تركيزها عن آسيا.
وأضاف أن بكين ترغب في فوز روسيا لتطبيع حروب الغزو ضد الدول الديمقراطية، وهو ما قد يخدم أهدافها التوسعية في آسيا، خصوصًا تجاه تايوان بحسب موقع نيويورك بوست.
أما جون هاردي، مدير برنامج روسيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ، فقال: لا أعتقد أن الصين ستساعد فعليًا في إنهاء الحرب. ليس لديها ما تكسبه، ولديها الكثير لتخسره.
تقارب حذر بين واشنطن وبكين
أكد ترامب أن جهوده ليست سياسية أو اقتصادية بل إنسانية بحتة، قائلاً: لا أريد أن أرى آلاف الشباب يُقتلون. هذا لا يؤثر علينا أو على الصين مباشرة، وأريد إنهاء الحرب لهذا السبب.
يأتي هذا التطور بينما تحاول بكين تقديم نفسها كوسيط محتمل في النزاع، في وقت تواصل فيه واشنطن دعمها العسكري لحلف الناتو الذي يزوّد أوكرانيا بالسلاح.
ويرى مراقبون أن التنسيق المحتمل بين واشنطن وبكين لإنهاء الحرب قد يشكّل تحولًا جيوسياسيًا كبيرًا، وبداية مرحلة جديدة من الحوار بين أكبر قوتين في العالم بعد سنوات من التوتر المتصاعد.


















