تشقق الشفاه انتبه لأسبابه المرضية متعددة
الوقائع الإخباري:يظن كثيرون أن تشقق الشفاه مجرد أثر عابر لتقلب الطقس أو نقص الترطيب، لكن الأطباء يرون أن هذه العلامة البسيطة قد تكون أحيانًا جرس إنذار لحالة مرضية تحتاج إلى تدخل وعلاج. فالشفتان مرآة حساسة تعكس حالة الجسم الداخلية، وأي خلل في الفيتامينات أو تهيج جلدي أو اضطراب صحي يمكن أن يظهر عليهما بوضوح.
وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde الطبي، فإن جفاف وتشقق الشفاه لا يحدثان دائمًا بسبب الطقس البارد أو الجفاف فحسب، بل قد يكونان نتيجة مباشرة لنقص عناصر غذائية حيوية، أو تأثيرات جانبية لبعض الأدوية، أو التهابات بكتيرية وفطرية تصيب الجلد المحيط بالفم. ويؤكد التقرير أن استمرار التشقق لفترات طويلة أو ترافقه بألم أو تورم يستدعي مراجعة الطبيب لتحديد السبب بدقة ووضع خطة علاج مناسبة.
عندما يتحدث نقص الفيتامينات عبر الشفاه
من أبرز الأسباب الخفية لتشقق الشفاه هو نقص الفيتامينات الأساسية، خاصة فيتامينَي A وB اللذين يساهمان في تجديد الخلايا وحماية الطبقة الجلدية الرقيقة التي تغطي الفم.
انخفاض مستواهما في الجسم يؤدي إلى جفاف الجلد، ضعف الشهية، تعب مزمن، وصداع متكرر، وتكون الشفاه من أول الأعضاء التي تتأثر بهذا النقص.
ويشير أطباء التغذية إلى أن معالجة هذا الخلل تبدأ من المائدة نفسها؛ فالأطعمة الغنية بالكاروتين مثل الجزر واليقطين، وتلك التي تحتوي على فيتامينات المجموعة B كالبيض والموز والشوفان، تساعد على استعادة نعومة الشفتين تدريجيًا.
أما في الحالات التي يثبت فيها وجود نقص حاد، فيوصي الأطباء بتناول مكملات غذائية تحت إشراف مختص، لضمان التوازن دون تجاوز الحدود الآمنة للجرعات اليومية.
الطقس القاسي وتأثيره المباشر على الشفاه
يُعد التعرض المفاجئ لتغيرات الجو أحد أكثر الأسباب شيوعًا لجفاف الشفاه. فالرياح الباردة، أو الحرارة المرتفعة، أو حتى الرطوبة الزائدة قد تضعف الطبقة الواقية الطبيعية، مما يؤدي إلى تشقق الجلد وتهيجه.
وينصح الخبراء بشرب كميات كافية من الماء لا تقل عن لترين يوميًا، وتجنب عادة لعق الشفاه التي يظن البعض خطأ أنها ترطّبها، بينما تزيدها جفافًا بسبب تبخر اللعاب السريع.
كما يُستحسن استخدام مرطبات تحتوي على زبدة الكاكاو أو الشيا أو الفازلين الطبي، مع تجنّب مستحضرات التجميل التي تحتوي على الكحول أو العطور القوية.
التهابات الشفاه... عدوى لا ينبغي إهمالها
في بعض الأحيان، يكون تشقق الشفاه نتيجة مباشرة لالتهاب فطري أو بكتيري يصيب الطبقة الجلدية الرقيقة أو زوايا الفم.
تظهر هذه الحالة عادة مع احمرار، ألم، وتقشر واضح، وقد يصاحبها تورم أو نزف طفيف.
العلاج هنا لا يعتمد على المرطبات فقط، بل يتطلّب تدخلًا طبيًا لتحديد نوع العدوى واختيار الدواء المناسب، سواء كريمات مضادة للفطريات أو مضادات حيوية موضعية.
وفي الوقت ذاته، يُنصح بتناول أطعمة غنية بالزنك والبروتينات، مثل الزبادي والأسماك، لدعم التئام الجلد وتحفيز المناعة الطبيعية.
الجفاف العام واستخدام الأدوية
من الأسباب المهمة أيضًا انخفاض مستوى السوائل في الجسم بسبب التعرق الزائد، أو الإسهال، أو التقيؤ المتكرر. في هذه الحالة، لا يكفي الترطيب الخارجي، بل يجب تعويض الماء والأملاح داخليًا من خلال تناول المشروبات الطبيعية أو محاليل الإلكترولايت.
كما تُسجّل بعض الأدوية، مثل العلاجات المستخدمة لحب الشباب، ومضادات الاكتئاب، ومدرات البول، تأثيرات جانبية تشمل تشقق الشفاه وجفاف الجلد.
ويُوصى حينها بالاستمرار في استخدام المرطبات الطبية بكثافة، مع مراجعة الطبيب لإعادة تقييم الجرعة أو البحث عن بدائل علاجية أقل تأثيرًا على الجلد.
متى يستدعي الأمر زيارة الطبيب؟
إذا استمر التشقق لأكثر من ثلاثة أسابيع رغم الترطيب والعناية، أو ظهرت أعراض إضافية مثل الألم الشديد أو ارتفاع الحرارة أو نزيف الفم، فهذه علامات لا يجب تجاهلها.
قد يشير ذلك إلى وجود التهاب مزمن أو اضطراب في امتصاص العناصر الغذائية، وهي حالات تستدعي فحصًا سريريًا وتحاليل دقيقة.
ويشدد الأطباء على أن الاكتفاء بالعلاجات المنزلية دون معرفة السبب الحقيقي قد يؤدي إلى تفاقم الحالة أو ترك آثار دائمة على الجلد المحيط بالفم.

















