السودان .. "الدعم السريع" يسيطر على أكبر حقل نفطي غرب كردفان
الوقائع الإخباري: اقتحمت قوات الدعم السريع، صباح أمس، حقل هجليج النفطي الواقع في ولاية غرب كردفان جنوبي السودان، في تطور جديد يعكس اتساع رقعة الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب بينهما في نيسان(ابريل) 2023.
وأفادت مصادر محلية وعسكرية أن الهجوم استهدف الحقل الإستراتيجي المتاخم لدولة جنوب السودان إلى جانب موقع اللواء 90 مشاة التابع للجيش في محيط المنطقة، وهذا أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة وسط تقديرات أولية بسقوط ضحايا، في ظل استمرار التوتر الأمني بالإقليم.
وأكد مهندس يعمل في الحقل أن قوات الدعم السريع سيطرت على المنشأة فجر أمس، وأجبرت الفرق الفنية على إغلاق الحقل ومحطة المعالجة القريبة، قبل أن يتم إجلاء العاملين إلى داخل دولة جنوب السودان.
ويقع حقل هجليج في أقصى جنوب ولاية كردفان على الحدود مع جنوب السودان ويعد أكبر حقول النفط في البلاد، ومنشأة رئيسة لضخ النفط المنتج من جنوب السودان عبر خط الأنابيب إلى ميناء بشائر بمدينة بورتسودان على البحر الأحمر للتصدير، ما يجعل السيطرة عليه ضربة قوية لقطاع الطاقة السوداني.
وشهدت هذه المنطقة الإستراتيجية في الأسابيع الأخيرة معارك دامية بعدما سيطرت قوات الدعم السريع نهاية تشرين الأول(اكتوبر) على كامل إقليم دارفور في غرب البلاد.
وكان مصدر في الجيش السوداني قال إن الجيش انسحب من حقل هجليج في غرب كردفان لتجنيب حقول النفط الخراب والتدمير. وبحسب المصدر فقد أُجلي العاملون المدنيون من حقل هجليج وفُعلت احتياطات السلامة في الحقول النفطية.
وكانت مصادر عسكرية قالت، في وقت سابق، إن قوات الدعم السريع هاجمت اللواء تسعين التابع للجيش في هجليج، مضيفة أنها تسعى للسيطرة على المدينة التي تضم عددا من حقول النفط وتعمل فيها شركات أجنبية انسحبت نحو جنوب السودان بعد هجمات استباقية بمسيرات الدعم السريع.
ويأتي الهجوم على الرغم من إعلان قوات الدعم السريع قبل أسبوعين قبولها هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر من طرف واحد، كما أنه ليس الأول من نوعه؛ إذ سبق أن اتهمتها السلطات السودانية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بشن هجوم بطائرات مسيرة على محطة معالجة بترول جوبا في ولاية النيل الأبيض، ما أدى إلى توقف مؤقت لتصدير النفط.
وفي تطور ميداني آخر أعلن الجيش السوداني أنه حقق تقدما في الجنوب وسيطر على مواقع لقوات الدعم السريع في ولايات كردفان الثلاث.
وتشهد ولايات كردفان الثلاث منذ أسابيع معارك دامية، بعد أن أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على كامل إقليم دارفور في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
على الصعيد ذاته، قال الجيش السوداني إنه صد هجوما بالمسيّرات شنته قوات الدعم السريع في مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد، كما اتهمت الحكومة السودانية بجلب مواطنين أبرياء من ولايات مختلفة إلى ما يسمى بمخيم العفاض بمدينة الدّبة بالولاية الشمالية، لأغراض سياسية.
على الصعيد الإنساني أعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح قرابة 450 شخصا يوم الجمعة الماضي فقط، من مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد بسبب تفاقم انعدام الأمن مع تصاعد انتهاكات قوات الدعم السريع.
وتعاني كادوقلي من حصار تفرضه الدعم السريع و"الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو منذ الشهور الأولى للحرب، وهجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسيرة.


















