هل تحتاج النساء إلى تناول مكملات الحديد بعد الـ60؟
الوقائع الإخباري: تتغير احتياجات النساء من الحديد وفقاً للمراحل العمرية والهرمونية التي تمر بها السيدات. من دون كمية كافية من الحديد، لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، التي تحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
لكن العديد من النساء فوق سن الستين قد يتساءلن عما إذا كنّ لا يزلن بحاجة إلى جرعة إضافية من هذا المعدن، فيتناولن مكملات الحديد «احتياطاً». مع ذلك، يقول خبير من جامعة هارفارد إن الإفراط في تناول الحديد قد يكون ضاراً بالصحة تماماً كنقصه.
عند نقص الحديد تُسمى هذه الحالة فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، والذي يصيب ما يصل إلى %17 من الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر، وفقاً للجمعية الأمريكية لأمراض الدم.
وتفترض بعض النساء الأكبر سناً أنهن مصابات بفقر الدم لمجرد شعورهن بالتعب والخمول، وهما من أبرز أعراض هذه الحالة. لكن الدكتورة سوزان سالامون، رئيسة قسم طب الشيخوخة في مركز بيث الطبي التابع لجامعة هارفارد، تحثهنَّ على البحث بشكل أعمق.
وتوضح قائلة: «نولد بكمية معينة من الحديد في أجسامنا، ويحملها الدم. وعندما تموت خلايا الدم، يُعاد استخدام الحديد. لذا، إذا بدأ مستوى الحديد لديك بالانخفاض، فعليك معرفة السبب أولاً».
◄ حالات نقص الحديد
تحتاج النساء في سن الشباب إلى المزيد من الحديد لتعويض الدم المفقود خلال العادة الشهرية، ولذلك فإن الكمية الغذائية الموصى بها للنساء حتى سن الخمسين هي 18 ملليغراماً يومياً. ولكن بعد انقطاع الطمث، تنخفض الكمية الموصى بها من الحديد إلى 8 ملليغرامات فقط للنساء من سن 51 عاماً فما فوق. بينما يجب أن تحصل النساء الحوامل على 27 ملليغراماً من الحديد يومياً. وهناك العديد من الحالات والظروف، بعضها خفي، يمكن أن تؤدي بالفعل إلى نقص الحديد أو فقدانه. وتشمل هذه الحالات:
• نزيف الجهاز الهضمي (بسبب القرحة، أو سلائل القولون، أو التهاب الرتج، أو داء الرتج، أو السرطان).
• مرض السيلياك أو جراحة تحويل مسار المعدة، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في امتصاص العناصر الغذائية.
• أمراض الكلى.
• بعض الأدوية التي تعيق امتصاص الحديد.
• الأنظمة الغذائية النباتية أو النباتية الصرفة التي لا تحتوي على أطعمة مدعمة بالحديد.
◄ أعراض نقص الحديد
إذا كنت تعاني من نقص الحديد، فمن المرجح أن تشعر بآثار هذا النقص. وتشمل علامات نقص الحديد ما يلي:
1 - شحوب البشرة.
2 - التعب.
3 - ضيق التنفس.
4 - فقدان الوزن.
5 - ألم في الصدر.
وتقول سالامون: «لا تتناول مكملات الحديد، أو الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على الحديد، من تلقاء نفسك، وإذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فمن الضروري معرفة السبب الجذري لهذه الأعراض».
وتضيف: «يمكن أن تساعد الفحوصات في الكشف عن سرطان القولون أو المعدة، أو سبب آخر لفقدان الدم. فتناول الحديد قد يخفي المشكلة، كما أن تناول مكملات الحديد دون داعٍ قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى».
◄ فرط الحديد
إن زيادة الحديد في الجسم، والتي تُسمى فرط الحديد، قد تُلحق الضرر بالقلب والكبد والبنكرياس وغيرها من الأعضاء الرئيسية، بالإضافة إلى المفاصل. وقد تشمل علامات زيادة الحديد في الجسم آلام المفاصل، والإرهاق، وآلام البطن، وهي أعراض غير محددة قد تظهر أيضاً مع مشاكل صحية أخرى. وتوضح سالامون أن الجسم لا يتخلص من الحديد الزائد تلقائياً، بل قد يتراكم في الجسم. ولا بأس بتناول مكملات الحديد في حال وجود نقص فيه، بعد تحديد سببه.
◄ ما يتضمنه فحص الحديد؟
حتى لو كنت تشعر بصحة جيدة، يُنصح بإجراء فحص دم سنوي للكشف عن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، بالإضافة إلى حالات أخرى، كما تقول الدكتورة سوزان سالامون.
إذا كشف الفحص عن إصابتك بفقر الدم (أي أن دمك لا يحتوي على عدد كافٍ من خلايا الدم الحمراء)، فمن المرجح أن يفحص طبيبك عنصرين مختلفين:
1 - الحديد: يقيس فحص الحديد إجمالي كمية الحديد المتداولة في دمك.
2 - الفيريتين: وهو بروتين يخزن الحديد في الخلايا.
يقيس الأول مستويات الحديد الحالية، بينما يقيس الثاني إجمالي مخزون الحديد لديك. ستساعد كلتا الكميتين طبيبك في تحديد الخطوات التالية، والتي قد تشمل فحوصات أو علاجات إضافية.
◄ أفضل مكملات الحديد
عادةً ما تستطيع النساء فوق سن الستين تلبية احتياجاتهن من الحديد من خلال الطعام، حيث يمتص الجسم الحديد من الطعام بكفاءة أكبر من امتصاصه من المكملات.
وتشمل الأطعمة الغنية بالحديد اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، والدواجن، والأسماك، والفاصولياء، والعدس، والسبانخ، والحبوب المدعمة.
وإذا كنتِ لا تزالين بحاجة إلى المزيد، تتوفر أنواع مختلفة من مكملات الحديد في الصيدليات، بما في ذلك كبريتات الحديدوز وغلوكونات الحديدوز. على الرغم من استخدام كليهما لعلاج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، إلا أن كبريتات الحديدوز تُعد الخيار الأفضل بشكل عام لأن الجسم يمتصها بشكل أفضل، كما تقول الدكتورة سالامون.
وتضيف سالامون: «لكبريتات الحديدوز آثار جانبية أكثر، لكنها توفر فائدة أكبر بكثير، إذ تحتوي على كمية أكبر من الحديد، أما غلوكونات الحديدوز، فهي خيار متاح في حال كانت الآثار الجانبية لكبريتات الحديدوز، مثل الغثيان أو الإسهال أو الإمساك، مزعجة».
وتشير بعض الدراسات إلى أنه من الأفضل تناول أقراص الحديد يوماً بعد يوم بدلاً من تناولها يومياً، وذلك لتقليل الآثار الجانبية وتحسين امتصاص الحديد.
كما لفتت إلى محاليل الحديد الوريدية بوصفة طبية للأشخاص الذين يعانون من آثار جانبية شديدة نتيجة تناول المكملات الغذائية.

















