في الذكرى 55 لإحراق “الأقصى”.. الأردن يجدد دعمه للقضية الفلسطينية في ظل أحداث غزة

في الذكرى 55 لإحراق “الأقصى”.. الأردن يجدد دعمه للقضية الفلسطينية في ظل أحداث غزة
الوقائع الإخبارية : يستذكر الأردنيون كما شعوب العالم الإسلامي غدا الأربعاء الذكرى الخامسة والخمسون لإحراق المسجد الأقصى على يد المتطرف الصهيوني مايكل روهان في 21 آب 1969 في وقت تتواصل الأحداث الدامية في غزة، ما يضيف ألماً فوق ألم على الجرح المفتوح في الذاكرة الجمعية للشعوب العربية والإسلامية والعالم بأسره.
ففي خضم تصاعد دائرة التوترات والعنف، يستذكر العالم الدور الكبير الذي قام به الهاشميون، وما زالوا في تخفيف معاناة المسجد والأهالي منذ أكثر من مئة عام فبصفتهم أصحاب الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس.

ويبرز دور الأردن كداعم رئيس لمد يد العون والمساهمة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وإدامة إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وبذل جهود دبلوماسية يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل وقف الحرب على غزة وأعمال الإبادة التي يتعرض لها أهلها.

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، "تستند إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) في سياستها الاستعمارية ونهجها الإحلالي في الأراضي العربية المحتلة، على سياسة تهويدية استعمارية واحدة تمارس فيها كافة أشكال الاعتداءات والجرائم التي ترفضها وتطالب بمعاقبة مرتكبيها القوانين والشرائع الدولية والأعراف والأخلاق والقيم الإنسانية”.

واليوم يشهد العالم ومنظماته تصاعد هذه البربرية الإسرائيلية المتمثلة بحرب إبادة جماعية في قطاع غزة المحتل، مترافقة مع حملة تضييق على كل مدن الضفة الغربية، وعلى أهلنا في فلسطين والقدس، بموازاة الترويج

للأكاذيب لتمرير التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى سعياً لهدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

ولفت كنعان إلى أن إسرائيل تمهد لهذه السياسة بسلاح خطير هو اقتحامات المستعمرين للمسجد الأقصى، بمشاركة تلاميذ المدارس الدينية وجماعات الهيكل المزعوم والمنظمات المتطرفة التي تزيد على 80 جماعة ومنظمة متطرفة، وتحت رعاية الحاخامات والمتعصبين اليهود بمن فيهم وزراء في حكومة اليمين الحالية من أمثال بن غفير ويتسحاك فاسرلوف وأعضاء الكنيست، وبحماية شرطة الاحتلال.

وقال، تستذكر أمتنا في هذه الأيام إحدى الحلقات المؤلمة من مسلسل الوحشية الإسرائيلي، وهي ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك في 21 آب عام 1969 على يد المتطرف الصهيوني مايكل روهان، والذي أسفر عن دمار كبير في المسجد القبلي وإحراق منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي.

وبين أن محاولات حرق المسجد الأقصى المبارك والاعتداء عليه لم تتوقف عند هذه الحادثة الخطيرة فقط، بل تبعتها محاولات أخرى على يد المستوطن (دونال لرز) عام 1974 وهو مدرس في معهد ديني توراتي إسرائيلي الذي كرر محاولته مرة أخرى عام 1978 بمشاركة ثمانية من أعضاء عصابة يهودية متطرفة تعرف باسم (منظمة خلاص إسرائيل)، والتي يتركز هدفها على تحويل إسرائيل إلى دولة توراتية والتمهيد لذلك بهدم مقدسات الغير، مشيرا الى تورط ضباط إسرائيليين مع الحاخام مائير كاهانا بالتخطيط لنسف المسجد الأقصى بالقنابل عام 2000.

ولم تكن المقدسات المسيحية بعيدة عن دائرة الخطر والاعتداء عليها، حيث تعرضت الكنيسة المعمدانية في القدس للحرق عام 1982، وحرقت مرة ثانية عام 2007، كما حرقت الكنيسة اليونانية 1983، وشجع تحيز القضاء الإسرائيلي للجماعات الصينوية المتطرفة على التقدم بالتماس للمحكمة العليا الإسرائيلية عام 2000 لوقف أعمال الترميم الإسلامية في المسجد الأقصى، وفقا لكنعان.

وأوضح كنعان أن تكرار محاولات حرق المسجد الأقصى المبارك وتبرئة من ثبتت إدانتهم، وتنفيذ حفريات حوله وأسفله، والاقتحامات اليومية المتكررة وبناء الأنفاق والقطارات الهوائية، ومخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، وكذلك ما تتعرض له المقدسات المسيحية في فلسطين والقدس من اعتداءات، تؤكد جميعها أن التخطيط الصهيوني الإسرائيلي يقوم على غاية واحدة هي تهويد مدينة القدس وأرض فلسطين التاريخية والأراضي العربية المحتلة وتفريغها من أهلها من أجل إحلال المستوطنين مكانهم.

وقال، "إن السؤال الذي يتكرر في ذهن كل أحرار العالم هو "ألم يحن الوقت كي تتخذ المنظمات الدولية الشرعية ودول العالم صانعة القرار والدول المحبة للسلام الإجراءات الفورية اللازمة لإنهاء الاحتلال الذي يعتبر أطول وأبشع احتلال في التاريخ الحديث، كي ينطفئ الحريق الذي ما يزال مشتعلاً؟”.

مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس رفيق خرفان، قال، إن ذكرى إحراق المسجد الأقصى لا يمكن نسيانها كونها واحدة من أبشع الجرائم التي وفر الاحتلال الإسرائيلي الحماية لها، مشيرا الى إدانة مجلس الأمن الدولي لهذه الجريمة وطالب وقتها بعدم تغيير وضع القدس.

وأشار خرفان إلى أن الأردن بذل الأردن جهودا كبيرة للحفاظ على المسجد الأقصى بحكم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مشيرا الى سلسلة الإعمار الهاشمي التي تنفذ في المسجد.

 

الصحفية والخبيرة في شؤون الترميم المعماري كريستين حنا نصر قالت، تهدف أعمال الترميم والإعمار في مدينة القدس إلى حماية التراث الإنساني المعماري الثقافي، خاصة أنه تم إدراج (البلدة القديمة وأسوار القدس) في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 1981، وقائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982، إضافة الى الحفاظ على الهوية الثقافية المعمارية العربية والإسلامية التي تشكلت على مدار التاريخ.

 

وأشارت نصر الى مديرية أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية باعتبارها الجهة المسؤولة الوحيدة المخولة بإدارة شؤون المسجد الأقصى، وكذلك الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، وبرامج وأنشطة ترميم أخرى للبلدة القديمة تقوم بها بعض الجهات مثل نقابة المهندسين الأردنيين وبرنامج القدس لإعمار البلدات القديمة التابع لمؤسسة تعاون (أهلية غير ربحية تأسست عام 1983).

ونظراً لتعرض المسجد الأقصى لحريق عام 1969، ووقوع ضرر بثلث مساحة المسجد تقريباً (الجامع القبلي ومسجد عمر ومنبر صلاح الدين الأيوبي ومحراب زكريا وسقوط أجزاء من السقف والقوس الحامل للقبة وعدد من الأعمدة الرئيسية، وتحطم حوالي 15 شباكاً والزخارف الداخلية المزينة والسجاد)، كان لا بد من إعادة إعمار وترميم ما تم إتلافه بالحريق مثل الزخارف والرخام والفسيفساء الملونة والأسقف الخشبية والأقواس وتدعيمها وإعادة ترميم القبة الخارجية وطلائها بالنحاس المذهب وكسوة الأروقة بالرصاص وتركيب سورة الإسراء بالفسيفساء المذهبة، إضافة إلى ترميم المتحف والأسبلة والمدارس والقباب (القبة النحوية) وعدد من الأبواب نظراً لاتصالها بالاعمارات الهاشمية المتواصلة.

 

أستاذ التاريخ في جامعة مؤتة الدكتور عامر أبو جبلة قال، إن المسجد الأقصى المبارك الذي يعتبر درة ساطعة في سماء أمة الإسلام، ويتميز بهندسته الفنية الراقية هو من أقدس مقدّسات المسلمين وله مكانة رفيعة في النفوس وظل موضع الرعاية والعناية من خلفاء المسلمين وملوكهم وأمرائهم وحكامهم ورجالاتهم، وصولا الى عهد آل هاشم الذي أولوا رعايته كل الاهتمام، لافتا إلى أن الأردن أول من نهض لإعداد الخطط والإمكانات من أجل إصلاح المسجد الأقصى وترميمه بعد حادثة الإحراق مباشرةً.

 

وأضاف، إن الأردن بقيادته الهاشمية، لا يدخر جهدا للحفاظ على هوية مدينة القدس بمقدساتها الاسلامية والمسيحية خاصة المسجد الأقصى المبارك، وفي الوقت نفسه تصدر مشهد الدفاع عن الحق الفلسطيني بدولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وبذل وما يزال يبذل أقصى إمكاناته لوقف حمام الدم وحرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير