جرش: تضاعف أعداد السياح.. والمسارات السياحية ما تزال شبه معطلة
الوقائع الإخبارية: رغم تضاعف أعداد السياح في محافظة جرش، إلا أن المسارات السياحية التي كان يفوق عددها الـ9 مسارات وتم تعطيلها قبل عامين ودمجها في 3 مسارات رئيسة شاملة، ما تزال شبه معطلة، ما يضيع فرص عمل بالمئات على السكان المحليين، لاسيما وأن المسارات هي المشروع الوحيد الذي يدمج فيه ما بين المجتمعات المحلية وقطاع السياحة.
ويؤكد عاملون في برنامج المسارات السياحية ان هذا العام لم يشهد نهائيا تفويج سياح إلى المسارات، على الرغم من نشاط الحركة السياحية في جرش بشكل خاص بنسبة لا تقل عن 63 %، مقارنة بالسنوات الماضية.
وأوضحوا أن المسارين اللذين يفترض أنهما عاملان وهما مسار ريف جرش ومسار أم جوزه لم يفوج لهما أي زوار هذا العام، فيما مسار وادي الذهب لم يتم تشغيله نهائيا.
ويستفيد من العمل في المسارات السياحية أعضاء جمعيات خيرية وتعاونية ومؤسسات أهلية ومتقاعدون ومواطنون مستثمرون في مشاريع بسيطة في قطاع السياحة، من خلال تقديم خدمة المبيت للزوار وإعداد الطعام والشراب وبيع بعض المنتوجات الريفية البسيطة.
وتطالب الجمعيات التعاونية والخيرية وهيئات العمل التطوعي، التي تعمل في المسارات السياحية، بضرورة تشغيلها قبل بدء فصل الشتاء لاعتدال درجات الحرارة ودخول آلاف الزوار الى مدينة جرش يوميا، خاصة مع استحداث مسارات حيوية جديدة وإلغاء القديم منها وغير المفعل.
ويرى أعضاء الجمعيات، أن زوار المسارات السياحية يقبلون على الجمعيات الخيرية المعتمدة في المسارات والتي تقدم خدمات الطعام والشراب، ومنها ما تقدم خدمات الإقامة مما يساهم في توفير فرص عمل لأعضائها وتوفير دخل إضافي للأسر المنتجة، التي تعمل على تقديم الخدمات السياحية للزوار وفق الناشط خليل النواصرة.
بدورها قالت رئيسة جمعية خيرات سوف سمية كريشان، إن المسارات السياحية تنشط في فصلي الربيع والصيف والخريف، فيما تتراجع الحركة عليها في فصل الشتاء، لتميز محافظة جرش بتساقط غزير للأمطار، واعتماد المسارات على رحلات المغامرات والمسير عبر الغابات والتضاريس المختلفة.
وتشير الى ان الزوار في مختلف القرى والبلدات يحتاجون إلى خدمات الطعام والشراب والإقامة والجمعيات التي تمر بها هذه المسارات، بحيث تكون مدربة ومؤهلة للعمل مع الزوار، مطالبا بأن يتم تفعيل هذه المسارات في الوقت الحالي لتوفير فرص عمل لأعضاء الجمعيات والهيئات التطوعية المدربة على العمل مع زوار المسارات السياحية.
وقالت كريشان، إن العمل في المسارات السياحية هو من مواسم العمل النشطة، لاسيما وأنهم أدخلوا برامج سياحية للزوار من خلال رياضة المشي ورياضة ركوب الدراجات الهوائية وترتيب زيارات للسياح في مناطق مميزة، وتوفير فرص لعرض أفلام وبرامج وثائقية فيها.
وأكد رئيس جمعية الحرفيين صلاح العياصرة، أن المسارات الجديدة يجب ان تكون نشطة ومميزة وتشهد حركة سياحية على مدار العام، مشيرا الى ضرورة أن يتم تجهيزها وتطويرها وتسميتها وتحديد مساراتها، حتى تستفيد منها الجمعيات الخيرية والتعاونية، التي تم تدريبها وتأهيلها للعمل مع المسارات السياحية.
واكد العياصرة، أن المسارات لم تعمل هذا العام ولم تنفذ فيها أي مشاريع حيوية أو تطوير أو تحديث لعملها، خاصة وأنه قد تم إلغاء القديم منها وإيجاد مسارات حديثة، الا انه لم يتم العمل على الترويج لها وتسويقها ودعمها ماديا، او تخصيص أي مخصصات مالية لها هذا العام، على الرغم من أهميتها للمجتمع المحلي بشكل خاص.
وقال العياصرة ان المسارات السياحية هي مشاريع سياحية محلية، يشارك فيها أبناء المجتمعات المحلية ويستفيدون منها من خلال تقديم خدمات الطعام والشراب والإقامة وبيع المعروضات والمنتوجات الريفية، وإقامة الفعاليات والمعارض التي تروج لمنتوجات سيدات المجتمع المحلي بشكل خاص، واللواتي يعلْن أسرا من خلال هذه المنتوجات وأهمها الصناعات الغذائية والريفية.
ويعتقد العياصرة، أن المسارات الجديدة الثلاثة حديثة وشاملة وتزخر بالمواقع السياحية المخدومة، ولكن لم يتم التسويق لها هذا العام على الرغم من النشاط السياحي الكبير في جرش، فضلا عن إيقاف العمل نهائيا بمسار وادي الذهب وتأجيل تشغيله لاشعار آخر، على الرغم من أن هذا المسار كان من المتوقع أن يربط المدينة الاثرية بالحضرية.
إلى ذلك جهزت سياحة جرش المسارات السياحية الجديدة الثلاثة وهي مسار أم جوزة ومسار غابات السنديان- ريف جرش ومسار نهر الذهب، بهدف تشغيلها مع بداية فصل الصيف بعد الانتهاء من الخطة التشغيلية والتسويقية للمسارات، وتدريب المجتمعات المحلية المجاورة لها، والتي ستستفيد منها.
وقد خصصت مديرية السياحة مبلغا لا يقل عن 75 ألف دينار لدعم المسارات السياحية الثلاثة من خلال تحديث إحداثيات المسارات، ووضع اللوحات الإرشادية للسياح وتنفيذ برامج توعوية وتدريبية لأبناء المجتمع المحلي، بهدف توفير فرص عمل مناسبة في هذه المسارات الجديدة، إلا أنه قد تم تحويل هذه المخصصات المالية التي كانت معدة للمسارات لصيانة الوحدات الصحية، وتأجيل تحديث وتسويق المسارات على موازنة العام المقبل، وفق مصدر مطلع في سياحة جرش.
بدوره قال مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة، إن الحركة السياحية في مساري أم جوزة وريف جرش كانت نشيطة في الفترة الماضية، ومن المتوقع أن تشهد إقبالا كثيفا، وخاصة السياحة الداخلية، بعد الانتهاء من تجهيزها وتشغيلها فعليا.
واضاف ان المسارين وفرا عشرات فرص العمل، من خلال الجمعيات الخيرية والهيئات الشبابية، التي تعمل ضمن مشروع المسارات السياحية، الذي يهدف إلى توفير فرص عمل لهم، مشيرا الى ان العمل ما يزال مستمرا في مسار وادي الذهب والذي من المتوقع أن يكون من أنجح المشاريع السياحية التي ستربط شطري المدينة الأثري والحضري ببعضهما.
ويعتقد الخطاطبة، أن المسارات الجديدة تم اختيارها وفق دراسات وبرامج تشغيلية فعالة بالتعاون مع الجهات المعنية والمجتمع المحلي، لاسيما وأن المسارات مشاريع سياحية بالشراكة مع المجتمع المحلي ستنظم السياحة ضمن برامج تسويقية فعالة ودقيقة ومنظمة، مشيرا الى انه وفي حال نجاحها ستوفر عشرات من فرص العمل لأبناء المجتمع المحلي.
وكانت مديرية سياحة جرش قد ألغت المسارات السياحية الـ9 القديمة، لعدم فعاليتها وضعف الإقبال عليها وتم استبدالها بـ3 مسارات سياحية جديدة أكثر شمولية وسعة بالمساحة وفعالية وإقبال من قبل السياحة الداخلية والخارجية، وهي مسار أم جوزة- دبين ومسار غابات السنديان ومسار وادي الذهب.
والمسارات السياحية التي تم إلغاؤها في جرش هي مسار دبين ومسار السنديانة ومسار الخربة وعين سرابيس ومسار الصفصافة ومسار مشتقات الألبان ومسار المنطقة الحرفية ومسار كفر خل وهذه المسارات.