في حوار شامل ..النائب طارق خوري: سأخوض الانتخابات النيابية القادمة عن محافظة الزرقاء

في حوار شامل ..النائب طارق خوري: سأخوض الانتخابات النيابية القادمة عن محافظة الزرقاء
الوقائع الاخبارية  : اعتبر النائب طارق خوري الأصوات التي تنادي بإسقاط مجلس النواب هي فكرة وحجة الضعيف ، وهو ليس بالأمر السهل إسقاطه ، فهو مؤسسة يجب الحفاظ على هيبتها ووجودها وتقويتها ، لان القرار بالنهاية للناخب وليس للنائب .

وأعلن خوري في حوار مع " الوقائع " نيته بالترشح للانتخابات النيابية القادمة عن محافظة الزرقاء ، للاستمرار في إحداث التغيير وتحقيق الآمال الكثيرة التي تختلف باختلاف الزمان والمكان.

وبين أن العمل النيابي يتطلب جهداً في البحث عن الأمور التي تخص المواطن ، لأنها عادة ما تمس حياته بشكل مباشر ، وقوة الرقابة النيابية تنعكس ايجابيا على أداء الوزارات والمؤسسات الحكومية الخاضعة للرقابة، لأنه كلما ارتقى الجهد الرقابي ارتقى الأداء الحكومي وحرص المسؤولين الحكوميين على بذل جهد اكبر في تقدم أفضل أنواع الأداء.

وفيما يلي نص الحوار:

الوقائع : يحلو مبتدأ الحديث بالذكريات ،والعودة إلى الماضي لها نكهة خاصة ،فكيف يقسم طارق خوري مراحل حياته ،وكيف كنتم إثناء التنقل بين هذه المراحل؟

خـــوري : في البداية لابد والوقوف عند " أبي " ذلك الرجل الذي لايمكنني وضعه خارج دائرة الكمال ..فانا أراه بعين الرضا وعين الرضا من كل عيب ، فأبي رجل عصامي صنع نفسه بنفسه ...وهو قدوتي ومرآتي في الحياة .. وعليه نذرت نفسي للعمل منذ بواكير شبابي وسط المنافسة ، وكان لابد من لفت الأنظار إلي بسلوكي المتزن وذهنيتي المنفتحة ، وإنتاجيتي في العمل المقرونة بكفاءة عالية ، فالخطوة على سلم النجاح والتفوق الذي كنت ارتقيه هو تحقيق الحلم الذي أصبح حقيقة في هذا اليوم .

وبالعودة إلى سياق السؤال ، فأود الحديث أن نشأتي بدأت من عائلة كادحة الا أنني تربيت تربية قومية ، فوالدي رحمه الله سار على نهج النضال ضد الكيان الصهيوني ، الامر الذي حرمني من العيش في كنف الأبوة في صغري نظراً لدخوله السجن في فترات مختلفه . سكنا عمان منذ عام 1948 ، فقام والدي في ذلك الوقت بتأسيس جبهة الفداء القومي لتحرير فلسطين مع مجموعة من المناضلين ، وقاموا بعدة عمليات ضد الكيان الصهيوني وهو محكوم بـــ " 12 " حكم مؤبد من قبل السلطات الصهيونية.

سارت بنا الحياة ، وكان تحمل المسؤولية على عاتقي كوني الأكبر سناً بين إخواني وأخواتي ، حيث كنت أقوم بعمل بسطة أمام محلنا في وسط البلد ، كما كان والدي يقوم بإرسالي إلى سوريا لإرسال المنشورات الحزبية ، وإثناء عودتي أقوم بشراء الألعاب النارية وسحبة البلالين من هناك لبيعها في عمان .

بعد هذه الطفولة ، وانهائي لجميع المراحل الدراسية ، انتقلت للدراسة الجامعية في أمريكا ، وكنت في ذلك الوقت رئيساً لنادي الطلبة العرب والمسلمين لعدة سنوات رافقها العديد من النشاطات ، والمهرجانات الوطنية ، ليستقر بي الحال اثناء عودتي للأردن في الذهاب للقوات المسلحة لأداء خدمة العلم، لتبدأ بعد ذلك مسيرة العمل الجقيقي والجاد مع والدي الذي قسم بداية حياتي العملية إلى مهن شاقة وصعبة لمدة 15 شهراً قام بتقسيمها على التساوي بمقدار 3 شهور لكل وظيفة ، فكانت البداية عامل تحميل وتنزيل ، ثم سائق على الشاحنات وسيارات الشحن المتوسطة ، ثم بائع ، وأمين مستودع ، واخيراً محاسب ، لأصل إلى رصيد وافي ودراية كاملة بكافة أشكال العمل بالشركة التي قام والدي بتأسيسها وهي متخصصة بالمواد الغذائية .

خلال العام 91 ولغاية 93 ذهب إلى العراق حيث العاصمة بغداد ، وبعدها قمت بالعودة إلى عمان ، فترشحت إلى منصب نقيب تجارة المواد الغذائية ، حيث وفقت بالنجاح لدورتين متتاليتين ، وفي عام 2007 م راودتني فكرة الترشح لرئاسة نادي الوحدات ، حيث تكللت الجهود بالفوز بالانتخابات ، فحققت اثناء رئاستي للنادي انجازات تعادل نصف بطولات النادي منذ تأسيسه ، مما أسس لي قاعدة وشعبيه لدى محبي النادي ، الامر الذي دفعني ، للتوجه والتفكير بخوض الانتخابات النيابية وسهولة الفوز بها بعدما تخطيت انتخابات نادي الوحدات وتحقيق الانجازات الكبيرة ، لتترجم فعلياً بفوزي بالانتخابات البرلمانية منذ عام 2007 عن الدائرة الثالثة في عمان ، ولغاية الآن باستثناء المجلس السادس عشر عن قصبة مدينة الزرقاء ، علماً أنهيت مرحلة الماجستير وأنا عضو في مجلس النواب ، والآن طالب دكتوراه في جامعة مؤتة .

الوقائع : صنعت إمبراطورية كبيرة في عالم الأعمال ، رغم أنك لست من ذوي السلطة في الأردن... نحن متشوقون لتخبرنا قصتك ؟

خـــوري : إمبراطورية كبيرة في عالم الاقتصاد والمال لاتنطبق شروطها على عملي التجاري ، ولكن وبالحكمة والتخطيط الذي قمت بانتهاجه استطيع الحديث أننا نمتلك إمبراطورية بالسمعة الطيبة والالتزام بالعمل ، خاصة وان شركتنا من أقوى الشركات الموجودة في السوق الأردني منذ 70 عاماً .

الوقائع : هل خططتم منذ الصغر لمستقبلك ؟ خـــوري : امتلكت التخطيط وترتيب الأولويات ، وهما عاملين أساسيين من عوامل النجاح، وكنت اجلس مع نفسي بين فترة وأخرى ، وأقوم بترتيب أفكاري وإعادة حساباتي لتقويم ما أنجزته ، ووضع خطة مستقبلية لأهدافي وخط سير حياتي للمستقبل والآلية التي تمكنني من تحقيقها وبلوغها، لأعرف خطواتي في المستقبل، دون الاكتراث لأصوات النشاز التي تخرج من هنا وهناك

الوقائع : كيف تصف علاقتك بأبناء دائرتك الانتخابية وهل أنت نائب دائرة أم نائب وطن؟

خـــوري : البرلمان كان هدفي الرئيس منبراً لأقول ما أؤمن به ، وحماية حتى لا أحاسب، وهو أقوى منبر يمكن للناس أن تسمعه ، اما علاقتي فأنا نائب لكل الوطن ، ومعظم أصحاب الحق والهموم وأصحاب الحاجة يلجأون لي ، ولم انظر طيلة عملي كنائب إلى الهوية ، بالمقابل أقوم بخدمة دائرتي الانتخابية جغرافياً بالحقوق ، فأنا لست نائب خدمات التي هي جزء يمثل 10 % من عملي، وعلى الأغلب دفاعا عن المظلومين مدينا.

الوقائع : حرصتم منذ دخولكم قبة البرلمان على المتابعة والرقابة النيابية التي أثارت الكثير من الإشكاليات من قبل بعض الوزراء ..كيف واجهتم ذلك ؟

خـــوري : أنا لا أتعامل مع أي وزير بصفته الشخصية ، فهناك بعض الوزراء لايقبلون النقد المباح الموجه لهم من قبل النائب ، علماً عندما أقوم بالنقد يكون موجهاً للأداء وليس للأشخاص الذين احترمهم وأقدرهم ، ناهيك ان النقد هو من صلب عمل النائب وهي انتقادات توجه نظراً للتقصير بالأمور التي تهم الشأن العام ، وهي تعطي قوة للنائب كلما كانت محددة بدراسة وأرقام حقيقية ومساءلة للحكومة عن الأمور العامة التي تهم الوطن والمواطن .
ولا اخفي ان العمل النيابي يتطلب جهداً من النائب في البحث عن الأمور التي تخص المواطن ، لأنها عادة ما تمس حياته بشكل مباشر ، وقوة الرقابة النيابية تنعكس ايجابيا على أداء الوزارات والمؤسسات الحكومية الخاضعة للرقابة، لأنه كلما ارتقى الجهد الرقابي ارتقى الأداء الحكومي وحرص المسؤولين الحكوميين على بذل جهد اكبر في تقدم أفضل أنواع الأداء. الوقائع : تلعب دوراً ناشطاً في المجتمع.. كيف ساعدتك شخصيتك المنفتحة على الجميع في تحقيق هذه المساحة من الحوار البنّاء؟ وكيف ينعكس هذا الدور على أعمالك ودورك السياسي ؟
خـــوري : صحيح ... أعتبر نفسي ناشطاً ومنفتحاً، إذ أحرص على زيارة مختلف الأطياف الشعبية ، لأنني أقف على مسافة واحدة من الجميع. فالقوة التي اكتسبتها خلال وجودي في نادي الوحدات وهو الداعم الرئيسي والأساس بوصولي إلى قبة البرلماني، كما ساعدني كثيراً على تعزيز علاقاتي مع الجميع بشكل عام وذلك من خلال ما أقوم بتقديمه من خدمات تنموية واجتماعية.
الوقائع : كيف ترى حجم الأداء والانجاز النيابي خلال الفترة الماضية على المستويين التشريعي والرقابي؟

خـــوري : الواقع أن الأداء لم يكن ضمن الطموح خصوصاً وان الغالبية النيابية هم زملاء جدد على العمل البرلماني ، والسبب في ذلك انخفاض نسبة التصويت من قبل الشعب ، وتحويل النائب إلى نائب خدمات اضعف من دوره ، ناهيك إلى تحويله إلى نائب يلبي رغبات ناخبيه وهذا سبب من أسباب ضعف أداء النائب على المستويين التشريعي والرقابي .

الوقائع : هناك من يرى أن أداء النواب لم يكن جيدا ،خاصة في التصويت على حزمة السياسات الحكومية المتعلقة برفع الأسعار على المواطنين؟

خـــوري : السياسة الاقتصادية للحكومة جباية فقط ، وعليه يجب على الحكومة ان تفكر بفريق اقتصادي قادر على الإبداع ،وليس شخص يتم استقطابه نظراً لعلاقته برئيس الوزراء ، وهنا الا استطيع الجزم بان هناك كولسات ، وأحداث ما وراء الاكمه بخصوص التصويت على حزم السياسات الحكومية ، فكل نائب له اداؤه ومواقفه التي يتبعها في طريقة التعامل مع الحكومة وتصويته على مثل تلك القرارات .

الوقائع : كثر الحديث ان هناك ما يجري خلف الكواليس حول وجود أشخاص يعملون لإسقاط مجلس النواب ..ماذا تقول ؟

خـــوري : ليس بالسهل إسقاطه ، فالمجلس مؤسسة يجب الحفاظ على هيبتها ووجودها ، وإسقاطه ليس بصالح الوطن ، بل على العكس يجب تقويته ، والمناداة بإسقاط المجلس هي فكرة وحجة الضعيف ، لان القوة ان تفرز مجلس نواب قوي ، وبالنهاية القرار للناخب وليس للنائب
الوقائع : كنائب كيف تصف علاقة مجلس النواب في الحكومة وعلاقة الحكومة بمجلس النواب؟
خـــوري : العلاقة يجب ان تكون رقابية وتشريعية بالدرجة الأولى ، مع الفصل بالعلاقة المهنية عن العلاقة الشخصية ، وأنا كنائب أمارس دوري بالرقابة والتشريع وأقرر بناء على قناعاتي وليس بناء على رغبة الحكومة ، وهذا لم ينتقص من العلاقة الايجابية مع غالبية الوزراء . الوقائع : ما الفرق بين حكومة الدكتور عمر الرزاز والحكومات السابقة؟ خـــوري : الفرق في الأسماء ولكن نفس النهج ، والاختلاف نسبي وغير مؤثر . الوقائع : في نهاية هذا اللقاء ! هل ستخوض الانتخابات النيابية القادمة ، ولمن توجه رسالتك ؟
خـــوري : نعم سأخوض الانتخابات النيابية القادمة عن محافظة الزرقاء للاستمرار في إحداث التغيير ...كما لدي آمال كثيرة تختلف باختلاف الزمان والمكان ،. أما رسالتي فهي الى " والدي " رحمه الله الذي ألبسني أنا وإخواني ثوب الحكمة والفكر والعلم حتى أن قلوبنا ما زالت تخفق وألسنتنا تلهج دائماً بالدعاء أن يعطر الله ذكراه التي ما زلنا نعيش بفكره وأبوته وحكمته التي لطالما رددناها نحن والأصدقاء وكل من عرفه في كل مكان ، فالحكمة نهج تحفظه الأجيال جيلاً يتلو جيل ليبقى الذّكر لسان حق الرحمن في حق رجل ما تجود بمثله الأيام الا نادراًً .

 
تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير