التدريس عن بعد، نجاح يخفف من وطأة كورونا
الدكتور كريم الفراجي
توقفت العملية التعليمية فجأة. وأول ما تبادر إلى أذهاننا نحن التدريسيون في الجامعة مقدرة مؤسستنا على التنبؤ بالأزمات قبل وقوعها وهذا ما يطلق عليه المعنيون في الشأن الإداري بمصطلح التخطيط الوقائي، والذي صاغت الإدارة العليا في الجامعة تفاصيل نجاحه، ممثلة بالاستاذ الدكتور ساري حمدان رئيس الجامعة، والدكتور ماهر الحوراني رئيس هيئة المديرين. فجميعنا يتذكر قرار الجامعة الذي يتم تفعيله مطلع كل عام دراسي والذي يُلزم الهيئة التدريسية المشاركة بدورة تدريبية على نظام(Moodle- VCLASS) ، والتي تعقد في أروقة مركز الحوراني للتعلم الإلكتروني، والذي يعد مركزا قلّ نظيره في المنطقة العربية. تُعنى الدورة التدريبة برفع مهارات أعضاء الهيئة التدريسية بأساليب التعليم والتعلم عن بعد. وهذه الدورة في الحقيقة على درجة عالية من الأهمية أضافت لنا مهارات وأساليب مبتكرة في طرح المحتوى التعليمي. ونحن اليوم في ظل الأزمة الراهنة نجني ثمار ما قدمته لنا الجامعة وما كانت تخطط له. فهنا كانت البداية، ففي اليوم الأول الذي علقت فيه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدراسة في مؤسساتها، باشرنا بخطة الجامعة البديلة، ولم يتطلب الأمر منا سوى إجراءات ميسرة وسريعة حتى بات ممكنا البدء بالتدريس ومواصلة طرح المحتوى العلمي، حسب الجدول الدراسي المعتمد منذ بداية الفصل الثاني من العام الجامعي الحالي، فترتيبات العملية التدريسية بإجراتها كافة كانت منجزة، وبدأت التجربة وها نحن نطوي وبخطى واثقة وحثيثة أسبوعنا الرابع، أنجزنا متطلبات المقررات الدراسية وكأن الأزمة لم تقع. ولا يتبادر إلى ذهني أدنى شك في استمتاع التدريسون والطلبة بهذه التجربة. ربما الشيء الوحيد الذي افتقدناه هو بعدنا عن فضاءات جامعتنا الأنيقة التي كنا نعيش لحظاتها منذ الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من النهار. كانت تلك الفضاءات تمنحنا الدفء في شتاء يلف تضاريس حاضرة السلط الجميلة، ففيها ما فيها من الحميمية، إلا إن عزاءنا هذا الشعور الذي لم يغادرنا ولو للحظة ونحن نتواصل عبر الأثير مع طلبتنا وكأننا داخل أروقتها وقاعتها ومختبراتها التي لم تغادرنا ولو لبرهة، فنكاد نشّمُ عبق عبيرها عن بُعد.
فلنا أن نفخر بجامعتنا ونحتفي بتجربتنا هذه، ونبتكر الحلول الخلاّقة التي من شإنها أن تخفف وطأة هذه المحنة على أردننا الحبيب.
فشكرا عمّان الأهلية، وهي تمنح كورونا درسا في استمرار العمل والتعليم.