مصابون: نصحونا بعدم إجراء الفحوصات لأن الأعراض واضحة

مصابون: نصحونا بعدم إجراء الفحوصات لأن الأعراض واضحة
الوقائع الاخبارية :أصيبت الثلاثينية لمى جمال التي تسكن في محافظة مادبا بفيروس كورونا دون أن تدري كيف تلقت العدوى، فقد كان فقدانها لحاسة الشم والتذوق مؤشرا لإصابتها بالفيروس، واتخاذ قرار العزل المنزلي لعائلتها كاملة.

لمى (ربة منزل) وفي اتصال هاتفي روت إصابتها وزوجها وابنتها ذات العشرة أشهر بكورونا بأعراض مختلفة، وتجربتهم مع العزل المنزلي لمدة أسبوعين، وتماثلهم للشفاء بعد اتخاذهم كافة اجراءات السلامة والتواصل مع الجهات المعنية.

وكانت اعراض المرض مختلفة لدى الزوجين وابنتهما، حيث كانت أعراض لمى متمثلة بالجهاز التنفسي من سعال وضيق تنفس أحيانا وغيرها، أما زوجها أصابته أعراض أخرى تتعلق بجهازه الهضمي، فيما أكد أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية الدكتور محمد حسن الطراونة لـ $، ان كورونا قد يترافق معها أعراض أخرى بالجهاز الهضمي لكنها نادرة الحدوث.

وبدأت الأعراض عند لمى بتعب بالعضلات وإحساس بالإرهاق، وارتفاع بدرجة حرارة في أول يومين من الإصابة، تلاها سعال خفيف وضيق تنفس أحيانا، وفقدان لحاسة الشم والتذوق التي كانت مؤشرا لإصابتها بالفيروس، وعندما أحسّت بهذه الأعراض اتخذت قرار العزل المنزلي منذ ذلك الوقت من تلقاء نفسها هي وزوجها كون اعراضهم لا تستدعي دخولهم المستشفى.

وتقول لمى: لقد كان أكبر هاجس عندي هو عدم إصابة طفلتي البالغة 10 أشهر، وما ان بدأت الأعراض عندي عزلت نفسي لكني لم استطع الابتعاد عن ابنتي لحاجتها لي، وبالفعل أصيبت ابنتي بعد يومين بأعراض خفيفة جدا كارتفاع حرارتها والسعال الخفيف وبسرعة أعطيتها أدوية الأطفال المتعلقة بذلك وبحمد الله شفيت بسرعة بعد يومين.

وتابعت «حرارتي انخفضت بعد يوم واحد، وبدأت بأخذ العلاجات اللازمة من فيتامين د وزنك وسي بالإضافة للبنادول حيث كان عندي وجع راس خفيف، وعزلت نفسي عن زوجي قدر المستطاع، إلا اننا بفعل كوننا بنفس البيت احتمالية اصابته كانت واردة وبالفعل اصيب لكن بأعراض مختلفة».

وبعد 8 أيام أكدت لمى ان الأعراض لديها أصبحت تختفي تدريجيا، وعادت اليها حاسة الشم ثم التذوق، وعن زوجها قالت: بدأت الأعراض عنده تظهر بعد اصابتي بـ 5 أيام كارتفاع حرارة خفيف وألم بالعضلات وقشعريرة بالإضافة الى أعراض بالجهاز الهضمي كمغص في البطن والإسهال، وتواصل زوجي مع الطوارئ وشرح لهم الأعراض وأكدوا له انها كورونا ولا داعي لعمل الفحص، وطلبوا بالتزامنا بالعزل المنزلي وأخذ العلاجات اللازمة.

وعن التزامهم بالعزل المنزلي، بينت لمى انها التزمت به حرفيا لمدة اسبوعين، إلا ان زوجها كان يضطر للخروج أحيانا قليلة لتوفير احتياجاتهم اللازمة مع التزامه الكامل بالكمامة والقفازات وحرصه على التباعد منعا لنشره العدوى لأي أحد، وأيضا ما زالوا لا يستقبلون أي زيارات بالمنزل، ويقومون بتعقيم البيت بشكل مستمر، لافتة الى انهم حتى قبل الإصابة كانوا يتخذون جميع وسائل السلامة العامة بشكل كبير ومع ذلك أصيبوا بالفيروس.

وبعد تجربتها مع المرض، شددت لمى، على انه كان وبحمد الله مع وجود أعراض مؤلمة الا انه ليس صعبا ولا يستدعي الذهاب للمستشفى، واستطاعت هي وزوجها تجاوزه والتعامل معه بالالتزام بأخذ العلاجات اللازمة وعدم التهاون بذلك، إلا انها خرجت من التجربة بالتزام أكبر من قبل والحرص على التباعد الاجتماعي، كي لا يصابوا مرة أخرى او ينقلوا العدوى لاخرين، وحتى لا تصاب طفلتها أبدا.

وبخصوص أعراض كورونا المختلفة، أوضح أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية الدكتور محمد حسن الطراونة، أن الفيروس معد ويصيب الجهاز التنفسي بالدرجة الأولى، حيث يحدث التهاب فيروسي يشبه الرشح من احتقان وسعال خفيف وإعياء عام وارتفاع بدرجات الحرارة وضيق تنفس أحيانا، إلا ان ظهور أعراض أخرى ترافق هذه الأعراض تتعلق بالجهاز الهضمي كالإسهال ووجع البطن والتقيؤ قد تحدث لكن بحالات نادرة.

ونبه الطراونة، الى انه قد يحدث أحيانا اختلاط بالأعراض إذا لم يصاحبها أعراض التهاب الجهاز التنفسي، وقد تكون مجرد التهابات بالجهاز الهضمي لا غير، مؤكدا ان فيروس كورونا يدخل عبر الجهاز التنفسي ونستطيع تمييز الإصابة بكورونا إذا رافقت أعراض الجهاز الهضمي أعراض رئيسية متعلقة بالجهاز التنفسي قبلها.

واشار الى انه ليس جميع مرضى كورونا يجب عزلهم منزليا، فأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والذين يعانون من نقص بالأكسجين يحتاجون لعزل مؤسسي بالمستشفيات، أما الأصحاء وأصحاب الأعراض الخفيفة والذين لا يعانون من أي اعتلال يعزلون منزليا مع مراقبة لوضعهم الصحي مثل ظهور أعراض تحذيرية كهبوط درجة الوعي، والإعياء الشديد، وآلام الصدر، مما يدل على التهاب شديد ودخول المشتشفى عند ذلك.

واضاف الطراونة، ان التعويل الأكبر على مناعة الشخص المصاب، فأصحاب المناعة القوية وغير المدخنين لا حاجة لتناولهم أي علاجات وقائية باستثناء اجراءات تعزز مناعتهم مثل النوم الكافي لمدة 8 ساعات، وتناول الخضراوات والتغذية السليمة، وشرب السوائل بكميات كبيرة، وممارسة الرياضة.

من جهته، طالب الخبير واخصائي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني في تصريح الى $، بإلغاء فحص كورونا لعدم فعاليته بالوقت الحالي، لأن الفيروس دخل بمرحلة الانتشار المجتمعي ودخل كل بيت، وأصبح في جميع المحافظات، فالتعايش والتأقلم عنوان المرحلة الحالية شئنا أم أبينا.

وبين أن فحص كورونا يجب ان يتم اجراؤه فقط للحالات الحرجة والشديدة التي تستدعي دخولها المستشفى، والأجدى ان تتجه تكلفة فحوصات كورونا الى أمور أهم في الوقت الحالي كشراء معدات واسرة للمرضى وأجهزة التنفس الاصطناعي وتدريب الكوادر الطبية، وتوفير وسائل الحماية الشخصية للطواقم الطبية ذات الجدوى العالية.

واعتبر المعاني، ان المرحلة الحالية من أزمة كورونا في المملكة تتطلب سياسة مختلفة عن السابق، فلم تعد المستشفيات تتحمل استقبال عدد أكبر من المرضى، ومعظمها يعاني من نقص بالمعدات والكوادر وأجهزة التنفس، والإصابات والوفيات في تزايد لافت، مشيرا الى ان بعض المستشفيات أغلقت عياداتها الخارجية والعمليات العادية فيها، مما ينبئ عن كارثة صحية وجب تجنبها بالاجراءات الحقيقية السريعة والجديدة والفعالة.

تابعوا الوقائع على
 
جميع الحقوق محفوظة للوقائع الإخبارية © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الوقائع الإخبارية )
تصميم و تطوير