رسالة مفتوحة لرؤساء البلديات في المملكة

رسالة مفتوحة لرؤساء البلديات في المملكة
أ.د. أمين المشاقبة
الوقائع الإخبارية: تمر البلاد بحالة صعبة جداً خصوصاً عندما نتحدث عن تأثيرات وباء فايروس كورونا على الحالة المعيشية للعاطلين عن العمل الذين ازدادت أعدادهم، وتفشّي ظاهرة الفقر المزمنة وارتفاع أعداد الأسر التي تقبع تحت خط الفقر غير المعلن عنه، ناهيك عن خط الفقر المدقع، فالمستوى المعيشي لحوالي 225.000 أسرة أردنية يُرثى له، ويحتاج لرؤية عملية واقعية، وأنا هنا لا أنقص من دور وزارة التنمية الاجتماعية وذراعها الأصيل صندوق المعونة الوطنية، فكلاهما يقوم بدور ريادي مميز، فالوزير والمدير أبناء وطن وأصحاب همة عالية، لكن الأمر لا يقف هنا، ويتطلب تفعيل مبدأ المسؤولية الاجتماعية في كافة محافظات المملكة لدعم الأسر العفيفة والألوف من المتعطلين عن العمل، وخصوصاً أننا في بداية فصل الشتاء الذي يحتاج لمتطلبات غير عادية، وهنا أدعو جميع رؤساء البلديات، وغرف التجارة والصناعة للبدء بحملة الشتاء لدعم هذه الأسر، فالدعوة هنا لكل رئيس بلدية في أرجاء المملكة لتشكيل فرق تطوعية في كافة مناطقهم وتحديد الأسر المحتاجة، وتحديد أماكن التوزيع حسب الإمكانيات والبدء بعملية تجميع ما يمكن تجميعه من التجار وأصحاب المحلات إن كان مواد غذائية أو ملابس أو مدافئ أو أي شيء تحتاجه الأسر لمواجهة فصل الشتاء القارس.

إن مبدأ المسؤولية الاجتماعية يقع علينا جميعاً دون استثناء، لكن على رؤساء البلديات في الممكلة والمحافظات النائية تحديداً أن يتحملوا المسؤولية تجاه مجتمعاتهم المحلية، وتشكيل فرق لتجميع التبرعات وفرق أخرى للتوزيع، وتحديد أماكن التوزيع في كل بلدية، وباعتقادنا، فإن المحافظين ورؤساء أعضاء لجان اللامركزية لن يقصّروا في دعم رؤساء البلديات في هذه المهمة الوطنية التي نرى بأنها ستجدي نفعاً وتقدم شيئاً ما للأسر العفيفة والمحتاجة والمتعطلة عن العمل، وعلينا في هذه الحملة أن نحقق مبدأ العدالة التوزيعية ومبدأ المساواة في التوزيع، وأن لا يتم استغلال هذه الحملة لأية مآرب انتخابية أو قرابية وأياً كانت، يجب أن تذهب للمستحقين الحقيقيين، وقال جلّ جلاله: }يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم من سيماهم لا يسألون الناس إلحافاً{ صدق الله العظيم. هؤلاء الفئات التي يجب أن نسعى لمساعدتهم وإسنادهم في هذه الحملة.

إنه نداء صادق ورسالة مفتوحة لجميع رؤساء البلديات في المملكة للبدء فوراً دون تأخير أو إبطاء؛ لأن المرحلة تتطلب جهداً صادقاً وعملياً من الجميع، }وما تنفقوا من خيرٍ فإن الله به عليم{ صدق الله العظيم.
تابعوا الوقائع على