الأمطار الأخيرة تنقذ الموسم الزراعي وتعزز المخزون الرطوبي في التربة

الأمطار الأخيرة تنقذ الموسم الزراعي وتعزز المخزون الرطوبي في التربة
الوقائع الإخبارية: رغم التخوف من تأثر المزروعات سلبيا من الصقيع، الذي صاحب المنخفض الجوي القطبي الذي تأثرت به المملكة، الأيام الماضية، إلا أن كمية الأمطار التي هطلت على مختلف مناطق الأردن، أسهمت بـ”إنقاذ” الموسم الزراعي، وخصوصًا المحاصيل الحقلية، وتعزيز المخزون الرطوبي في التربة، فضلًا عن أثرها الكبير في تجميع المياه في الحفائر الترابية.

وشهدت مختلف مناطق المملكة هطل غزيرا للأمطار، فيما شهد بعضها تساقطًا للثلوج، خصوصًا فوق المرتفعات العالية، فيما قال مدير عام اتحاد المزارعين، محمود العوران، ان تلك الأمطار، "ساهمت”، بطريقة أو أخرى، بإنقاذ الموسم الزراعي، رغم تأخر سقوط الأمطار.

وأضاف أن مربعانية شتاء العام الحالي، جاءت دافئة بشكل عام، ما أتاح الفرصة للمحاصيل الحقلية أن تنمو بشكل سريع، معوضة ما فاتها من نمو نتيجة تأخر سقوط الأمطار.

يُشار إلى أن مربعانية الشتاء، تنتهى مع نهاية الشهر الحالي، فيما تبدأ بعدها خمسينية الشتاء، التي تستمر حتى الـ20 من شهر آذار (مارس) المقبل.

وأوضح العوران أن الأمطار اسهمت في تعزيز المخزون الرطوبي في التربة، الذي سيكون له الأثر الإيجابي، في تشجيع زراعة الحمص الربيعي والبقوليات العلفية.

وأشار إلى أن هذه الأمطار، تُعد رافدا مهما للسدود، والتي من شأنها من تحسين نوعية المياه داخل السد، إضافة إلى أنها ستعمل على غسل التربة من الأملاح، بعيدًا عن المجموع الجذري للنبات، وكذلك تُحسن من خواص التربة الكيميائية، مشيرًا إلى أن تلك الأمطار شكلت ما نسبته حوالي ثلث المعدل المطري السنوي.

وبين العوران أن الأمطار الساقطة في منطقة وادي الأردن، ستعمل على تقليل استخدام المبيدات الحشرية بشكل ملموس، خصوصًا في الحقول المكشوفة، من جهة، وستعود بالنفع والفائدة على مربي الثروة الحيوانية من جهة أخرى، كونها تعمل على زيادة نمو الأعشاب داخل المحميات والمراعي الطبيعية، ما يبشر بإطاله أمد الربيع، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيف العبء عن مربي الثروة الحيوانية.

المركز الوطني للبحوث الزراعية، من جهته قال إن الأمطار الحالية سيكون لها أثر كبير في تجميع المياه في الحفائر الترابية، وبالتالي تُشكل مصدرًا مهما لري النباتات المزروعة والحولية المخزنة في طبقة التربة السطحية، ما سيؤدي إلى زيادة إنتاجية النباتات الحولية الطبيعية في مناطق المراعي.

وأضاف، في بيان أصدره أمس، أن الأمطار التي تتجاوز 15 مليمترا، ستعمل على سيلان المياه وتجمعها حول الشجيرات الرعوية، مبينًا أن الثلوج التي سقطت في المناطق المرتفعة، أول من أمس، ستتيح الفرصة لتغلغل الماء إلى أعماق أكثر في التربة، الأمر الذي يُعزز سعة التخزين فيها.

وتابع المركز أن "برودة” الثلوج تُسهم في تعقيم التربة من الملوثات، فضلًا عن أن الثلوج على أغصان الأشجار تُسهم في التخلص من بيوض الحشرات القشرية، التي تكون في طور السكون.

وزاد أن تدني درجات الحرارة، يزيد من عدد ساعات البرودة اللازمة والضرورية للإزهار والإنتاج في الأشجار المثمرة، كاللوزيات والتفاحيات.

ودعا المركز، المزارعين إلى اتباع عدد من الإرشادات والنصائح للحفاظ على المحاصيل والنباتات داخل البيوت البلاستيكية، خاصة بعد أن رافقت المنخفض الجوي الأخير رياح شديدة، ما أدى إلى تلف بعض أغطية تلك البيوت، والذي قد يؤثر على المحاصيل داخلها.

وأشار إلى عدم دخول أو استخدام المناطق البرية في الغابات والبادية، بُعيد تساقط الأمطار، خصوصًا في حالة استخدام المركبات أو آليات الحراثة، وهو ما يؤثر سلبًا على بناء التربة، فيما نصح مربي الماشية بالتريث وعدم الرعي المباشر لدى بزوغ بادرات النباتات الحولية أو براعم الشجيرات المعمرة، لإعطائها فرصة لإكمال دورة الحياة والاستمرار في المواسم المقبلة.

وفي حالة حدوث الصقيع، دعا المركز، المزارعين إلى اتخاذ الحيطة والحذر، والقيام بعملية التدفئة داخل البيوت المحمية، واستخدام الري الرذاذي في الحقل المكشوف، للتخفيف من تأثير الصقيع على المزروعات.

وبالنسبة للأشجار حديثة الزراعة غير متساقطة الأورق، أوضح المركز أنه يمكن حمايتها بتجميع القش والأعشاب حولها أو لفها بالخيش، كما ينصح المزارعون بمراجعة محطات المركز الوطني المنتشرة في المملكة، مثل مرو، والمشقر، والربة، والغوير، والخالدية، والرمثا، والمركز الرئيسي في البقعة لمزيد من النصائح والإرشادات، وخاصة المتعلقة بمكافحة الأعشاب وإضافة الأسمدة للمحاصيل الحقلية.

تابعوا الوقائع على