مملكة النمل والافعى !

مملكة النمل والافعى !
بسام الياسين
((( قال المفكر الجزائري انور مالك :ـ ان مشكلة العرب ستبقى للابد،ما دام للحاكم المستبد ،صحفي يبيض سواده،وسياسي يخدع بلاده،ومفتي يضلل عباده،وشعب يخضع لجلاده ))) .

*** النمل مخلوق صغير الحجم ضعيف القوة،قياساً بالمخلوقات الاخرى،لكن الله،تجلت عظمته،يضع سره في اضعف خلقه،ناهيك ان القوة،ليست مرهونة بالحجم بل بالإرادة. قال الله تعالى في معجز كتابه :ـ " وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ". ذات متابعة تلفزيونية لفيلم علمي وثائقي، ذُهلت كما الملايين غيري،عندما شاهدت حشوداً من النمل، تنقض على افعى عملاقة، ثم تقتلها بسرعة خاطفة،لمجرد محاولتها اختراق حدود مملكتها.

ذات نبش في ذاكرتي،تذكرت، كيف بنى الشعب المصري الاهرامات، احدى عجائب الدنيا بالسخرة، وتحت لهيب السياط،، لينعم الفرعون بالخلود،وكيف تساقطوا موتى،من دون ان يحظى احد منهم بشاهدة قبر، تدل على اسمه او مسقط رأسه.بقوا في العراء تنهشهم الطيور الجارحة،وتحط فوقهم اسراب الذباب تقتات على جثتهم،ولم يفعلوا كما فعلت النمل بالثورة على من استعبدهم وحاول الاستهتار بانسانيتهم، بل جرى تكريم الفرعون بتحنيط جسده،ليبقى محتفظاً بشكله،ويحظى بزيارة متاحف العالم ،ليشاهده الناس بعد الآف السنيين من موته.

العبرة،ان الاستكانة في مواجهة الطاغية، وخنوع الملايين كنعاج القطيع، دون ان ينبس احدهم بكلمة : " لا للظلم " ..." لا للعبودية " " لا للاستبداد ". ما دفع فرعون للاستخفاف بقومه، لما رآءهم كغثاء السيل بلا وزن ولا قيمة،ولم يجد فيهم زلمه ،يقول له يا فرعون مين فرعنك عندها : ـ ( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى.... ).

ذات نبش في الذاكرة، رنت في اذني جملة جمال الدين الافغاني،التي اطلقها عندما زار شبه القارة الهندية، المستعمرة الانجليزية آنذاك ،حيث سكان انجلترا لا يذكرون قياسا لسكان الهند... خصوصا حين راى بام عينيه حشود الهنود، تفيض كالانهار كل صباح الى الشوارع.قارن بين شبه القارة التي يتدافع فيها الناس كالنمل، وشبه الجزيرة البريطانية التي تكاد شوارعها، تخلو من السكان . فقال قولته الشهيرة : " لو بصق الهنود على بريطانيا لاغرقوها".

تُرى ماذا كان سيقول، لو زار اليوم، البلاد العربية الخانعة، امام قلة من اليهود،حيث عددهم اقل من سكان القاهرة وحدها، وبالكاد يصلون لعدد سكان الاسكندرية ؟!. لا شك انه سيصرخ كمصاب بالهيستريا، ويهيم على وجهه في شوراع العواصم العربية، حين يعرف ان العربان تجاوز عددهم الاربعمائة مليون بني آدم : ـ " لو "بال" العرب على اسرائيل،لاغرقوها دون قتال.!.هنا يأتي السؤال :ـ هل يعاني ـ عربان اخر زمان ـ من حصر بول مزمن ام انهم يبولون للخلف كالجمال ؟ّ!.

تابعوا الوقائع على