ملامح السياسة الخارجية في عهد جو بايدن

ملامح السياسة الخارجية في عهد جو بايدن
أ.د. أمين مشاقبة
ألقى خطابه التاريخي في مقر وزارة الخارجية بعكس سلفه الذي ذهب الى البنتاغون والسي أي آية، فقد اختار جو بايدن مؤسسة فيدرالية وهي رسالة لكافة موظفين هذه الوزارة لدعمهم ورفع الروح المعنوية لأعضائها وإعادة الروح للسياسة الخارجية الأمريكية بعودة الدبلوماسية.

اذ تعرضت هذه الوزارة في عهد الرئيس السابق ترامب لهجوم كاسح وحتى اهانات من قبل الرئيس الذي اعتمد على شخصنه الأوضاع بدل الاعتماد على المؤسسات ودورها وينهى جو بايدن الشعار الذي طرحه سلفه أمريكا اولاً وبالتالي عودة أمريكا للساحة الدولية منخرطة في القضايا الدولية في مختلف اصقاع الأرض، وعلى حد قوله "سننخرط في السياسية الخارجية لمواجهة الأنظمة الدكتاتورية ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة" وهو يعيد صياغة السياسية الخارجية الأمريكية بالاعتماد على الدبلوماسية الإيجابية التي تخدم مصالح الولايات المتحدة وذلك بالتعاون مع الشركاء والأصدقاء حول العالم حيث يقول "يجب ان نرتقي لمواجهة التحديات ولا يمكن لنا وحدنا مواجهة ذلك الا بالتعاون مع الآخرين".

اننا امام صياغة جديدة للدبلوماسية الأمريكية والانخراط العام في قضايا العالم اعتماد على الواقعية السياسية والحوار بدل الاستمرار في الحروب ومن هنا دعا لإنهاء الحرب في اليمن بالحوار السياسي بين الفرقاء، ووقف عمليات التسليح وبيع المعدات العسكرية الى السعودية والطلب من الفرقاء بوقف إطلاق النار والعودة للحوار حيث عين تيم ليندر كنغ كمبعوث خاص للرئيس في اليمن وتعليق مبيعات الأسلحة لكل من السعودية والإمارات والحفاظ على سيادة السعودية على أراضيها وحمايتها.
-1-
وتحدث الرئيس جو بايدن عن ضرورة ان تكون هناك فعالية أكبر في التعامل مع روسيا ومنعها من تهديد مصالح الولايات المتحدة، وعدم التراخي في الحرب السبيرانية من قبل روسيا وان هذا قد انتهى لا يحصل مرة أخرى، وان الإدارة الحالية جاهزة للتعاون والعمل مع الصين فيما يخدم مصالح الولايات المتحدة.

وهناك دعوة للعودة للاتفاق النووي مع إيران 5+1 مع ضرورة تعديل بعض الموضوعات المستجدة مثل الصواريخ البالستية والدور الإيراني في الشرق الأوسط، فهو يدفع نحو الدبلوماسية وعدم الانخراط في استخدامات القوة ويمكن لنا ايجاز ملامح السياسية الخارجية الأمريكية في عهد جو بايدن في النقاط التالية:

أولا: حالة طلاق بائن مع سياسة ترامب السابقة وانهاءَ شعار أمريكيا اولاً "وأمريكا عظيمة".

ثانياً: اعلأَ شأن الدبلوماسية والحوار والابتعاد عن استخدامات القوة، وعودة السياسة التقليدية التي كانت في عهد باراك أوباما وان أمريكا يجب ان تقود العالم وتبقى زعيمة العالم والدولة الأقوى وعدم التراخي مع من يعتدي على المصالح الأمريكية.
ثالثاً: الدبلوماسية القصوى بدل الضغوط القصوى.

رابعاً: إعادة الروح للعمل المشترك وإعادة تفعيل التحالفات مع الشركاءَ والأصدقاءَ وفتح صفحة جديدة من التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي.

خامساً: اعتماد الدبلوماسية استناداً للواقعية السياسية بما يخدم مصالح الولايات المتحدة وخلق حالة من الاستقرار السياسي على المستوى العالمي ووقف سباق التسلح وتجديد ستارت 3 مع روسيا الاتحادية لخمس سنوات قادمة.

سادساً: نشر ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة على المستوى العالمي ومواجهة الدكتاتوريات.
سابعاً: العودة للاتفاق النووي مع إيران مع اجراءَ تعديلات عليه.

-2-

ثامناً: انهاءَ الحرب في اليمن ووقف إطلاق النار والعودة للحوار ووقف بيع الأسلحة للسعودية ووقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب في اليمن.

تاسعاً: إطلاق برامج سياسية جديدة لاستقبال اللاجئين ورفع اعداد المهاجرين الى 125 ألف سنوياً.

عاشراً: لم يتم التطرق مطلقاً للصراع في الشرق الأوسط وهو القضية الفلسطينية إذ لم يأتي على التعامل مع الموضوع في خطابه اما انه ليس لديه شيء جديد يقوله أو انه سيطرح الموضوع بعد اعداد خطة متكاملة ومنسقة للتعاطي مع الموضوع استناداً لأفكاره السابقة حول حل الدولتين.



تابعوا الوقائع على