معالي ابا عبدالله !! القصة اعمق من مجرد هبة .. هذا الفيديو و الصور اكبر دليل على سوء الادارة
الوقائع الإخبارية: هي فزعة مررنا بتجارب كثيرة مثلها يمارسها نائب رئيس الوزراء وزير البلديات توفيق كريشان حين أطلق اليوم جائزة النظافة للبلديات معلنا تخصيص ثلاثة ملايين دينار للبلدية الفائزة ..
فليس بخاف على أحد ان كل الهبة البيئية هي نتاج تغريدة لجلالة الملكة كانت بمثابة " فركة اذن " لمؤسسات الدولة، حين أبدت امتعاضها من تردي حال البيئة وسوء النظافة بمنطقة برقش، فكان ان تجند الكل لاستنهاض كل الهمم وإطلاق الاقتراحات ، ووضع الخطط والبرامج التي تسعى لإثبات الوجود والقدرة الميدانية لتغيير الحال ، لكن نطمئن معاليه ان الهبة وان حققت انجازا ، او ستحقق غيره فهي وقتية سيعقبها عودة الأمور لسابق عهدها.
عام ٢٠٠٧ وفق ما اسعفتنا الذاكرة ، كان الضجيج الشعبي حول وادي الغفر في اربد وكوارثه البيئية يطرق الاذان ، والشكوى طرقت أبواب الحكومة ، وحتى الديوان الملكي، فكان الايعاز ان اعملوا ياقوم ، فكانت أيضا هبة بتصريح قال فيه الوزير تلك الفترة ان الوادي سيتحول لجنّة ، ومتنزه للمواطنين ، وجند بقرار كل آليات وكوادر بلديات اقليم الشمال لتحقيق الغرض ، الذي تحقق لبضعة ايام ، ثم عادت الأمور رويدا لسابق عهدها، فمجرد رصد على محركات البحث راهنا تحت عنوان " وادي الغفر " سنجد مئات الشكاوى التي تنذر بكوارث بيئية للوادي .
الصور بالمناسبة والفيديو ملتقطة اليوم ، وهي وأن عكست امتهانا لكرامة عامل الوطن والمهنة المضطر للجلوس فوق أكوام النفاية، فهي انعكاس لسوء الإدارة في الموارد والامكانات، وعدم تجييرها ضمن سياق يحفظ له كرامته، وحين نتحدث عن امكانات نتقصد الآليات، واليات التعامل مع النفاية وجمعها ، ونقلها ، وهي متوافرة منذ عقود ، وتملكنا منها ، وواكبنا التطور فيها ، لكن بمفاصل أخرى عدنا لمربع التخلي عنها ، لأن هوى صاحب الولاية في البلدية نظرته لاقتناء لاندكروزر اهم من شراء كابسة ، طالما ان بكب الديانا قادر على حمل النفاية والعامل معا ، بمشهد ممتزج لاتفرق للوهلة الأولى بين الذات البشرية والنفاية، مع الاعتذار والاحترام لعمال الوطن ومهنتهم المقدسة.
وحكاية اللاندكروزر ليست ابتكار خيال بشري ، فهي واقع كنا تذكرون حين قررت شركة التبرع بربع مليون دينار لإحدى البلديات لدعم الياتها فكان اول قرار لمجلسها شراء اللاندكروزر لرئيسهم .
المسألة البيئية معاليك ، إلى جانب حاجتها لحسن إدارة موارد البلديات ورقابة عليها، فهي أيضا تحتاج لتشريعات ، تجرم الإساءة للبيئة ، طبعا بعد ان نوفر الأولى، نتجه لاقرار الثانية ، فهل تعلم معاليك انك لو حملت مخلفات وجبة غذائية تناولتها على عجل في الوسط التجاري لأي مدينة وقررت القائها بحاوية صغيرة ، او سلة معلقة على عامود كهربائي لن تجد !!
القصة معاليك ، اعمق من مجرد هبة، او فزعة، فالقصة تحتاج خطة او خطط تنطوي على جوانب توفير الامكانات والدعم اللوجستي للبلديات ، ونشر ثقافة التعامل مع النفاية تحت ضغط القانون وتبعاته، واحترام كرامة العاملين بالمهنة ، لا استمرار تكرار الفزعات التي تتمخض عنها حملة تنظيف تارة ، وجائزة تارة أخرى، وبلدية مثالية تارة ثالثة ، ما نلبث بعدها ان تغرق طرقاتنا ومرافقنا، وجماليات بلدنا بالنفاية مجددا ، لننتظر تغريدة او انتقاد من مسؤول كبير جدا .. جدا ..
فليس بخاف على أحد ان كل الهبة البيئية هي نتاج تغريدة لجلالة الملكة كانت بمثابة " فركة اذن " لمؤسسات الدولة، حين أبدت امتعاضها من تردي حال البيئة وسوء النظافة بمنطقة برقش، فكان ان تجند الكل لاستنهاض كل الهمم وإطلاق الاقتراحات ، ووضع الخطط والبرامج التي تسعى لإثبات الوجود والقدرة الميدانية لتغيير الحال ، لكن نطمئن معاليه ان الهبة وان حققت انجازا ، او ستحقق غيره فهي وقتية سيعقبها عودة الأمور لسابق عهدها.
عام ٢٠٠٧ وفق ما اسعفتنا الذاكرة ، كان الضجيج الشعبي حول وادي الغفر في اربد وكوارثه البيئية يطرق الاذان ، والشكوى طرقت أبواب الحكومة ، وحتى الديوان الملكي، فكان الايعاز ان اعملوا ياقوم ، فكانت أيضا هبة بتصريح قال فيه الوزير تلك الفترة ان الوادي سيتحول لجنّة ، ومتنزه للمواطنين ، وجند بقرار كل آليات وكوادر بلديات اقليم الشمال لتحقيق الغرض ، الذي تحقق لبضعة ايام ، ثم عادت الأمور رويدا لسابق عهدها، فمجرد رصد على محركات البحث راهنا تحت عنوان " وادي الغفر " سنجد مئات الشكاوى التي تنذر بكوارث بيئية للوادي .
الصور بالمناسبة والفيديو ملتقطة اليوم ، وهي وأن عكست امتهانا لكرامة عامل الوطن والمهنة المضطر للجلوس فوق أكوام النفاية، فهي انعكاس لسوء الإدارة في الموارد والامكانات، وعدم تجييرها ضمن سياق يحفظ له كرامته، وحين نتحدث عن امكانات نتقصد الآليات، واليات التعامل مع النفاية وجمعها ، ونقلها ، وهي متوافرة منذ عقود ، وتملكنا منها ، وواكبنا التطور فيها ، لكن بمفاصل أخرى عدنا لمربع التخلي عنها ، لأن هوى صاحب الولاية في البلدية نظرته لاقتناء لاندكروزر اهم من شراء كابسة ، طالما ان بكب الديانا قادر على حمل النفاية والعامل معا ، بمشهد ممتزج لاتفرق للوهلة الأولى بين الذات البشرية والنفاية، مع الاعتذار والاحترام لعمال الوطن ومهنتهم المقدسة.
وحكاية اللاندكروزر ليست ابتكار خيال بشري ، فهي واقع كنا تذكرون حين قررت شركة التبرع بربع مليون دينار لإحدى البلديات لدعم الياتها فكان اول قرار لمجلسها شراء اللاندكروزر لرئيسهم .
المسألة البيئية معاليك ، إلى جانب حاجتها لحسن إدارة موارد البلديات ورقابة عليها، فهي أيضا تحتاج لتشريعات ، تجرم الإساءة للبيئة ، طبعا بعد ان نوفر الأولى، نتجه لاقرار الثانية ، فهل تعلم معاليك انك لو حملت مخلفات وجبة غذائية تناولتها على عجل في الوسط التجاري لأي مدينة وقررت القائها بحاوية صغيرة ، او سلة معلقة على عامود كهربائي لن تجد !!
القصة معاليك ، اعمق من مجرد هبة، او فزعة، فالقصة تحتاج خطة او خطط تنطوي على جوانب توفير الامكانات والدعم اللوجستي للبلديات ، ونشر ثقافة التعامل مع النفاية تحت ضغط القانون وتبعاته، واحترام كرامة العاملين بالمهنة ، لا استمرار تكرار الفزعات التي تتمخض عنها حملة تنظيف تارة ، وجائزة تارة أخرى، وبلدية مثالية تارة ثالثة ، ما نلبث بعدها ان تغرق طرقاتنا ومرافقنا، وجماليات بلدنا بالنفاية مجددا ، لننتظر تغريدة او انتقاد من مسؤول كبير جدا .. جدا ..


















