نحن والعالم والسيارة الكهربائية

نحن والعالم والسيارة الكهربائية
هاشم عقل
يعود تاريخ السيارة الكهربائية في عام 1884 في امريكا وفي عام 1912 كان نسبتها 38% من اجمالي العدد الكلي واندثرت هذه الصناعة عام 1938 بسبب قصر المسافة المقطوعة وفي العصر الحديث انتجت تويوتا اول سيارة كهربائية عام 1997.

ينتج العالم يوميا 98 مليون برميل يوميا ،67% يذهب الى وسائط النقل مثل السيارات والشاحنات والطائرات.
يوجد في العالم 950 مليون سيارة تستهلك يوميًا 20 مليون برميل نفط .

الهدف الاساسي لمنتجي السيارات الكهربائية السيطرة على الاسواق والاستغناء عن البترول وهذا من اكبر الاخطار التي تواجه النفط مستقبلًا وستفقد شركات النفط اهم عملائها واصبحت خطرا يهدد صانعي السيارات التقليدية مما اجبرهم جميعًا على استثمار المليارت لتصنيع السيارات الكهربائية.

في عام 2010 عدد السيارات الكهربائية 17 الف سيارة وفي النصف الاول من عام 2021 اصبح 13 مليون سيارة .
القيمة السوقية لشركة تيسلا Tesla تجاوزت تريليون دولار وتفوقت على تويوتا وجنرال موتورز وهونداي وفولكس فاجن مجتمعة تعادل 50% من قيمة شركة تسلا التي واجهت في بداياتها الافلاس ورفضت شركة ابل شرائها بعشر القيمة في عام 2012 ورفض تيم كوك رئيس شركة ابل الاجتماع مع ايلون ماسك اغنى رجل في العالم اليوم ، انها من حسن حظ ماسك وسوء حظ كوك.

في عام 2020 الوكالة الدولية للطاقة اصدرت تقريرها السنوي بتوقعاتها للسيارات الكهربائية ان تصل السيارات الكهربائية عام 2030 الى 350 مليون سيارة ما يعادل 36% وفي عام 2050 تصل النسبة 90% من عدد السيارات في ذلك الوقت مما يؤدي الى تراجع استهلاك السيارات من النفط الى 3 مليون برميل يوميا لكن الى مدى صحة هذه التوقعات لا احد يجزم لان التحول الى الكهرباء اسرع مما تتوقع وكالة الطاقة الدولية ولكن من المؤكد ان العالم يتحرك بخطى ثابتة الى الاعتماد على السيارات الكهربائية وبدعم قوي من حكومات دول مثل الصين وامريكا ودول اوروبا.

في شهر ديسمبر 2020 اعلنت شركة تويوتا اليابانيه ثورة في عالم حيث طورت بطارية ما يسمى بطارية الحالة الصلبة (solid state battery) وما زالت قيد الدراسة والتطوير وتمتاز بسرعة الشحن وزيادة في المسافة المقطوعة.

لعل من اكبر المعيقات امام انتشار السيارات الكهربائية على نطاق واسع هو قصر المسافة المقطوعة وطول فترة الشحن ، وهذا ما عالجنة هذه البطارية بمسافة 500 كم في المراحل الاولى وتحتاج الى عشر دقائق لشحن كامل البطارية.

هذه البطارية هي ثورة في عالم السيارات الكهربائية مما يزيد الاقبال عليها ونكسة كبرى لمصنعي السيارات التقليدية وتراجع الإقبال عليها والاهم هو ازدياد التراجع على استهلاك البترول.

هذا التطور الهائل في عالم السيارات الكهربائية دفع الى شركات مثل ابل الامريكية وشركة شاومي الصينية الى هذه الصناعة وكانت ابل اعلنت ان سيارة ابل ستكون في الاسواق عام 2024 ،علما بان هذه الشركات ليسوا من مصنعي السيارات لكن جاذبية السوق وتوفر السيولة النقدية الهائلة دفعتهم للمغامرة.

هل يختفي النفط خلال الثلاثين عاما القادمة كما يتوقع البعض.من الصعب الاجابة على هذا السؤال ولكن من المؤكد ان تتراجع اهمية البترول في ظل المنافسة مع الطاقة المتجددة والاهم هو توجه شركات النفط الكبرى الى الاستثمار في الطاقة البديلة.

للمفارقة ان النرويج منتج كبير للبترول (ولديها أكبر صندوق استثماري في العالم ومعظمه من عائدات البترول )لكن تجاوز عدد السيارات الكهربائية 52% وسينتهي عصر السيارة التقليدية في بلادهم عام 2025.

جميع الدول الاوروبية قررت منع السيارات التقليدية بين عام 2030-2040 ، مما يؤدي الى تراجع استهلاك البنزين .

من اهم ميزات بطاريات السيارات الكهربائية تحويل 60% من الطاقة الى قوة دفع للسيارة بينما تحول سيارات الاحتراق الداخلي 20% فقط من الطاقة الى قوة دافعة.
وهي اقل احتياجا للصيانة حيث تحتوي على عدد اقل من الاجزاء مقارنةً بالسيارات التقليدية .

هذه السردية لما يحدث في العالم ،فقط لاقناع الحكومة بالتوجه الى السيارات الكهربائية ودعمها بالغاء كافة الرسوم والضرائب.
دائما لنجعل هدفنا الحفاظ على الصحة والبيئة واخيرا المال بنشر السيارات الكهربائية.

تابعوا الوقائع على