سهام المصري والروابدة الطائشة

سهام المصري والروابدة الطائشة
بسام حدادين
من الذي اسقط "الاردنية " عن الهوية الوطنية الجامعة ؟

يقول دولة الأخ عبد الرؤوف الروابدة في حديثه الأخير بتعجب واستنكار " لو انهم لم يسقطوا صفة الاردنية عن الهوية الوطنية الجامعة ، لكان الأمر عاديا " ويضيف ان اسقاط صفة "الاردنية "عن الهوية الوطنية الجامعة يقلقنا .

هذه اخر "صرعة "في الحرب الدونكوشوتية على إضافة كلمة جامعة على تعريف الهوية الوطنية الاردنية . الاخ الكبير دولة الروابدة ، تساوق مع نظرية المؤامرة وعبر عن ذلك بقوله " المقروص بخاف من جرة الحبل ".

من يقصد دولة الروابدة ب " انهم " ؟ . الجواب هو : اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية . لأن زوبعة النقد والتهويش ، بوعي او بدون ووعي ، انطلقت مع الإعلان عن مخرجات لجنة التحديث ؛ مع ان اول من استعمل هذا التعبير هو جلالة الملك قبل اكثر من سبع سنوات ، ولم نسمع " بنت شفة ".

دولة الاخ العزيز طاهر المصري ، ويا لعجبي ، التحق هو أيضا "بالزفة "وهاجم اضافة كلمة "الجامعة " لتوصيف الهوية الوطنية الاردنية وأطلق العنان لخياله السياسي وصاح محذرًا : " الهوية الوطنية الجامعة ، اكذوبة سياسية ، ستظهر نتائجها لاحقًا " ، ولم يقل لنا دولة ابي نشأت ، ما هو السر الذي سيظهر " لاحقًا ".

شيئٌ لافت حقًا ، ان يجتمع الجبلان ؛ ابا نشأت و ابا عصام وما بينهما من " ودٍ " سياسي ، في في خندق الدفاع عن الهوية الوطنية الاردنية ، التي تتعرض لمؤامرة كونية ( يا للهول ).

هل فعلًا اسقطت لجنة التحديث "صفة الاردنية "عند حديثها عن الهوية الوطنية الاردنية ؟!!!.

طبعًا لا وألف لا ؛ من اسقطها هو دولة الروابدة نفسه ، حين تجاهل شرحًا وتحليلاً بحجم صفحة كاملة A4 ، توضح فيها الوثيقة السياسية لمخرجات لجنة التحديث حرص اللجنة على حماية وصيانة الهوية الوطنية الاردنية ، ونقد بعض مظاهر الاعتداء عليها واعتبارها حجر الزاوية في تحقيق الوحدة الوطنية واعتبار المواطنة العدالة والمساواة اساسها.

لنقرأ بعض الأسطر من الوثيقة السياسة التي تسقط بالضربة القاضية ، كل الأوهام والتحريف والتشنيع الذي لحق باللجنة الملكية للتحديث.

تقول الوثيقة ص٣٨ " الاردنيون والاردنيات من الاصول والمنابت والأعراق كافة ، هم اردنيون في الانتماء والولاء الوطني ".

وفي الصفحة نفسها توضح الوثيقة " ..يعرّف الاردنيون انفسهم بالهوية الأردنية العربية الإسلامية "

وفي ص٣٩ تشرح الوثيقة اهمية ان تكون الهوية الوطنية ، جامعة لبناء النموذج الديمقراطي الوطني وتقول " هي هوية مركزية جامعة تحتفي بالثقافات الفرعية للجماعات المحلية وللمدن والقرى والجماعات ( العشائر )والهوية القوية المتماسكة هي إثراء حقيقي للنموذج الديمقراطي الوطني ". ألا يظهر هذا الجلاء والوضوح تهافت نظرية "المؤامرة" التي "ستظهر لاحقًا " يا أولي الألباب.

هذه سهام طائشة يا اصدقائي ، انها سهام تستهدف اللجنة الملكية للتحديث وبرنامجها الاصلاحي ؛ قولها صراحة وقولوا لنا ملاحظاتكم حتى يتبين النا الخيط الأبيض من الأسود ، انتم لم تعلنوا دعمكم او رفضكم علناً لبرنامج الإصلاح الديمقراطي الوطني ، وهذا الصمت مريب بالنسبة لي وأفهم اسبابه ودوافعه ومراميه ، أنتم في سن التقاعد قدمتم ما عليكم ومباركة جهودكم من الشعب والرب ، ادعموا الجيل الجديد بالافكار والنصائح الايجابية المنتجة ، بدل المساهمة في تشويش المجتمع فوق ما فيه من تشويش.

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
تابعوا الوقائع على