روسيا_أمريكا (عودة ثنائية القطب)

روسيا_أمريكا (عودة ثنائية القطب)
أيمن علي صياحين
ما بعد عام 2003 وبعد أن قررت الولايات المتحدة الامريكا خلط الأوراق في الشرق الأوسط كاملا وبدأت بالخطوة الأولى فيما يسمى (الفوضى الخلاقة) والتي كانت من الواضح جدا أن أهدافها التغير الجذري في سياسات المنطقة وتبديل القيادات التقليدية وكسر قدوات المبادئ المعلنة منذ منتصف القرن العشرين وحتى نهاية الدب الروسي الذي كان قد مضى على تقليم أضافرة عقدين من الزمن أن دوره في المرحلة الأولى كان هامشيا وان خسارته سياسيا واقتصاديا لم تكن بسيطة وان المقابل الذي كان متوقعه (ما وعد به ) كان فتات لا معنى له ومع تغلغل الفوضى ألخلاقه في الشرق الأوسط وعند وصول الأمر إلى الحليفة (القاعدة) الثانية بعد العراق والتي كانت تربطها معاهدات عسكرية واقتصادية كتلك التي كانت بينهم وبين العراق قبل أن يتخلوا عنها لكن الفرق بين البلدين هو وجود طهران مع أم ضد وأهمية استراتيجيه أعطت أفضلية لسوريا وهي سيطرة الغرب (الناتو) على حوض الأبيض المتوسط شبه الكاملة وهذا سيفقدها أكثر مما فقدت بين عامين 1991 و2003

هذا كله جعل روسيا ترمي بكل ثقلها أو بأغلبه للحفاظ على حكم بشار الأسد واقفا وبقاء الدولة الحليفة موجودة لضمان دور عالمي لها في المنظومة التي تدير العالم اقتصاديا اولا وسياسيا ثانيا

وهنا وجد القطب الثالث ضالته في دفع بديل عنه في مواجهة السيطرة الأمريكية البحتة فقامت الصين بدعم القرارات والتوجهات الروسية علانية في اغلب المواقف ومن خاف ستار في بعضها وهكذا انتهت أسطورة القطب الواحد كما تلاشت ثنائية القطب قبلها بعقدين وهنا يبرز صوت يقول بان الصين وروسيا يمثل محور واحد كما كان قبل عام ( 1991) ولكنه سيكون قد فاته بان روسيا لم تعد الاتحاد السوفيتي وإلام الرؤوم لشيوعية التقليدية وان الصين لم تعد العصا الاقتصادية والصناعية لروسيا في الشرق الأقصى والتي تطيع قرارات موسكو دون تردد كما كان بل أصبحت لاعبا أساسيا يصدر القرار وينتجه هو أيضا

ولأنه المرحلة القادمة في المنظومة السياسية العالمية هي مرحلة جديدة بامتياز لا تشبه ما سبقها في القرن العشرين كان لابد من إعداد الشعوب والمنظومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لقبول ما سيحدث فتم تسليم بعض المكونات والأطياف السياسية دول محددة ومن قام بدعمهم هو نفسه من سعى إلى إفشالهم ليثبت للمجتمعات والعالم بان إي منظومة بنيت على أساس ديني أو عرقي (قومي) أو ايدولوجية اقتصادية سابقة هي فاشلة ولا تستطيع عبور المرحلة القادمة بشعوبها اقتصاديا وسياسيا مما يعني بالضرورة العودة لأنظمة حكم متعددة الأطياف تعمل ضمن تحالفات محورية عالمية تعيد العالم الى ثنائية القطبية لإعادة التوازن السياسي والاقتصادي




تابعوا الوقائع على