أسرار عالم سباقات الفورمولا 1

الوقائع الاخبارية : تجذب سباقات "الفورمولا 1" الأنظار من كافة أنحاء العالم، ويستعد السائقون جسديا وذهنيا لهذه السباقات، ويبقون في حالة تواصل مع الفريق الفني حتى مع ما يتعرضون له من قوة تسارع السيارة والاهتزازات.

ويقود سائقو "الفورمولا 1" سياراتهم لمدة 90 دقيقة بمتوسط سرعة 200-250 كيلومترا في الساعة، ويقطعون طريق السباق بهذه السيارات الخارقة بسرعة قد تصل إلى 350 كيلومترا في الساعة دون ارتكاب أي أخطاء، ويتطلب تقديم أداء بكل هذه الحرفية العالية أداء بدنيا وذهنيا جيدا.

وذكر موقع "أجي باديم" (acibadem) التركي إن السائقين كانوا في الماضي يتدربون في الصالة الرياضية يومين في الأسبوع ويأكلون ما يشاؤون، لكن الوضع اليوم مختلف. فبالإضافة إلى مختبرات تدريب الفرق والسائقين، هناك اختبارات مخصصة للسائقين فقط وأخرى يتم إجراؤها من وقت إلى آخر لكافة أعضاء الفريق. كما تتم مراجعة مستوى تمارين القلب والأوعية الدموية للفريق بالإضافة إلى قوة العضلات وتوازن القوة والمرونة والعادات الغذائية والحالة العقلية والصحة العامة لأعضاء الفريق.

كيف تنبض قلوب سائقي الفورمولا 1؟

ذكر الموقع أن السائقين عادة ما يعانون من مشاكل القلب بسبب السرعة التي يقودون بها ومستوى الأدرينالين الذي تتعرض له أجسادهم. وأثناء سباقات الفورمولا 1، يرتفع معدل ضربات القلب لدى المتسابقين مثلما يحدث مع أي رياضي آخر. ولكن السبب الرئيسي لارتفاع الأدرينالين لدى الرياضيين هو انقباض العضلات، في حين يختلف الأمر بالنسبة لسائقي الفورمولا 1 حيث يرتفع معدل ضربات القلب بفعل بعض الهرمونات التي يفرزها الجسم نتيجة الشعور بالإثارة. ومهما كان السبب على سائق الفورمولا 1 خوض السباق بمعدل ضربات قلب من 140 إلى 180 لمدة 90 دقيقة ومن دون أي خطأ تقريبا.

لماذا يزيد معدل ضربات القلب؟

يؤدي التركيز على المضمار طوال فترة السباق إلى اندفاع الأدرينالين بشكل كبير مسببا ضغوطا جسدية جسيمة تؤدي إلى ارتفاع شديد في معدل ضربات القلب. لهذا السبب، يجب على المتسابقين ممارسة تمارين القلب والأوعية الدموية مثل الركض وركوب الدراجات والتجديف في الفترة التي تسبق موسم السباق.

مشاكل أسفل الظهر والمعصم

بسبب وضعية المقعد ونظام التعليق في السيارات القديمة، كان 70% من المتسابقين يعانون من آلام أسفل الظهر و54% يعانون من آلام في الرقبة أثناء السباق وبعده. أما اليوم، فتراجع عدد هذه الحالات بفضل تصميم مقاعد تلائم بنية جسم السائق وتصنيعها بطريقة تساعد السائقين على الخروج من السيارة بسرعة في حالة وقوع حوادث.

كان معدل إصابة الرسغ لدى المتسابقين 64% عام 1998، وقد تقلص هذا العدد بعد هذا التاريخ بفضل تغيير التروس (علبة السرعة).

تمرين قوة لمواجهة إصابات الرقبة

تعد الرقبة أكثر منطقة في الجسم تتعرض للضغط خلال سباقات السيارات. ويصل وزن رأس المتسابق مع الخوذة الواقية للرأس والرقبة أثناء السباق من 6 إلى 7 كيلوغرامات. وبتطبيق قوة تبلغ 4-6 كيلوغرامات لتنفيذ حركات للخلف والأمام عند الوقوف والتسارع المفاجئ ومن خلال الانحناءات الجانبية عند المنعطفات، ينعكس ذلك الثقل على الرقبة بوزن 24-42 كيلوغراما.

وتشكل إصابات الرقبة 34% من مجمل الإصابات التي يتعرض لها سائقو الفورمولا 1، لذلك يُوصى بالعمل على تقوية العضلات حول الرقبة من خلال استخدام معدات تدريب القوة الخاصة أو استخدام الأربطة المرنة الكبيرة.

تمارين بدنية لسائقي الفورمولا 1

يجب على سائقي الفورمولا 1 أن يتمتعوا بالقدرة على إنهاء سباق الماراثون، وأن يتحلوا بقدرة الطيار الحربي في اتخاذ القرارات السريعة، إلى جانب تمتّعهم بقوة ذراع وكتف الملاكمين.

بعد تحديد الحالة الجسدية للرياضيين رفيعي المستوى من خلال إجراء اختبارات خاصة، يتم وضع خطة تدريب تتماشى مع احتياجات كل واحد منهم، ويشمل التدريب بشكل خاص تمارين القلب والأوعية الدموية وتمارين القوة.

ما التمارين التي يجب القيام بها؟

يتوجب على كل سائق التدرّب من وقت لآخر في صالات رياضية واستخدام معدات مصممة خصيصا لتحاكي الظروف الخاصة التي تتطلبها سباقات الفورمولا 1. وخلال كل هذا، يتم العمل على زيادة القوة والقدرة على التحمل إلى حد معين.

الأداء العقلي لسائقي الفورمولا 1

تعمل جميع الفرق تقريبا مع علماء نفس لزيادة التركيز أو الاسترخاء بالإضافة إلى دراسة السمات الشخصية للمنافسين، والهدف من ذلك تطوير إستراتيجية السباق ورفع مستوى الأداء لدى المتسابقين.

النظام الغذائي لسائقي الفورمولا 1

يركز النظام الغذائي لسائقي الفورمولا 1 على البروتين والكربوهيدرات والسوائل. ويتناول السائق أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات مثل المعكرونة والخبز قبل السباق بأيام قليلة، ويشرب الكثير من السوائل قبل السباق مباشرة.

وقد تصل درجة الحرارة في قمرة القيادة إلى 50 درجة أثناء السباق في حين تصل الرطوبة إلى 80% في بعض المسارات. وبوجود البدلة المقاومة للحريق إلى جانب ذلك، يمكن للسائق أن يخسر 2-3 كيلوغرامات خلال فترة السباق. لذلك، ينبغي عليه تعويض السوائل المفقودة قبل وأثناء السباق لتجنب فقدان التركيز وتراجع الأداء.