وارنر براذرز تلغي عرض "بات غيرل".. ما الأسباب؟
الوقائع الاخبارية : الثلاثاء الماضي، كان بلال فلاح وعادل العربي صانعا الأفلام البلجيكيين من أصل مغربي ومخرجا فيلم "بات غيرل" أو "الفتاة الوطواط" (Batgirl) بالمغرب، يحتفلان بزفاف الأخير في طنجة بحفل حضره ضيوف هوليوديون مثل النجم ويل سميث بطل "باد بويز فور لايف" (Bad Boys for Life) .
في أعقاب هذه المناسبة السعيدة، تلقى العربي وفلّاح خبرا صادما، إذ قررت شركة "وارنر براذرز" (Warner Bros) عدم عرض الفيلم رغم الانتهاء من تصويره ودخوله مرحلة ما بعد الإنتاج النهائية الممهدة للعرض، وذلك بعدما كان مقررا طرحه على منصة "إتش بي أو ماكس" (HBO MAX).
وكتب صانعو الفيلم في بيان صدر أمس الأربعاء عبر إنستغرام "نشعر بالحزن والصدمة من الأخبار. كمخرجين، من المهم أن يتم عرض عملنا على الجماهير، وبينما كان الفيلم بعيدا عن الاكتمال، نتمنى أن تتاح الفرصة للمعجبين في جميع أنحاء العالم لمشاهدة الفيلم ومتابعته بأنفسهم. ربما في يوم من الأيام سيحدث ذلك إن شاء الله".
تحطيم آمال الفريق
قبل بضعة أشهر فقط، كان يُنظر إلى "بات غيرل" على أنه واحد من أكثر أفلام "دي سي" القادمة إثارة للاهتمام، وكان يُنظر إليه على أنه حدث فريد في التمثيل، حيث كانت ليزلي جريس أول لاتينية تقوم ببطولة أحد أفلام عالم "دي سي" في حين جلب الثنائي "العربي وفلاح" خلفيتهما الثقافية الغنية كصانعي أفلام مسلمين بلجيكيين مغاربة.
وأثار الثنائي المعروف باسم "عادل & بلال" الحماس بعد فيلمهم "باد بويز فور لايف" عام 2020، وكان فيلمهم القادم سيشهد عودة مايكل كيتون في دور "باتمان" لكن يبدو أن هذا الحماس وهذه الآمال قد تحطمت في ضوء عدة متغيرات عالمية وإدارية داخل الشركة المنتجة، فما هي؟
تغير الإدارة
تشير العديد من المصادر إلى أن "بات غيرل" تم إنتاجه في ظل نظام مختلف في شركة "وارنر براذرز"، برئاسة جيسون كيلار وآن سارنوف، والذي كان يركز جهوده على توسيع خدمات البث "إتش بي أو ماكس" وتضمن هذا الجهد قرارا بإصدار قائمة الأستوديو بالكامل لعام 2021 في وقت واحد على منصة البث، مما ساعد في توسيع قاعدة مشتركي المنصة.
وقد حظي فيلم "بات غيرل" بضوء أخضر لميزانية بحوالي 80 مليون دولار في عهد الرئيس التنفيذي السابق جيسون كيلار، لكن الميزانية قفزت إلى 90 مليونا بسبب بروتوكولات "كوفيد-19".
رئيس جديد بإستراتيجية جديدة
مع تولي ديفيد زاسلاف مقاليد شركة "وارنر براذرز ديسكفري" -التي تم تشكيلها حديثا كرئيس تنفيذي، هذا الربيع- جاء بإستراتيجية جديدة، فوفقًا لـ "هوليود ريبورتر" (The Hollywood Reporter) يرى زاسلاف أنه، في مرحلة معينة، ليس من المنطقي إنفاق 80 أو 90 مليون دولار على فيلم لمنصات العرض، لأنه لن يجتذب بالضرورة عددا أكبر من المشتركين مقارنة بفيلم بقيمة إنتاجية لا تتجاوز 40 مليونا على سبيل المثال.
وجد أصحاب فيلم "بات غيرل" أنفسهم في النهاية ضحية لهذا القرار، فعلى ما يبدو فإن شخصية "بات غيرل" ليست كبيرة ذات قاعدة جماهيرية بما يكفي لتشعر بأنها تستحق إصدارًا كبيرًا بدور العرض السينمائي، ولا صغيرة بما يكفي لجعلها منطقية اقتصاديا لتُعرض على منصات البث.
وسيلة لخفض الضرائب
تقول عدة مصادر داخل الشركة إنه من شبه المؤكد أن الرئيس الجديد سيسعى لأخذ شطب ضريبي على "بات غيرل" والجزء الثاني لفيلم "سكوب" (Scoob) حيث يُنظر إليه داخليا على أنه الطريقة الأكثر سلامة من الناحية المالية لاسترداد التكاليف.
ميزانية أكبر من المخطط
كانت الميزانية المحددة للفيلم لا تتجاوز 75 مليون دولار، لكن بسبب الزيادات المرتبطة بفيروس "كوفيد-19" ارتفعت التكلفة الإنتاجية ووصلت إلى 90 مليونا، وانتهي تصويره قبل أشهر وكان في الاختبارات التجريبية للمخرجين.
آراء الجمهور الأولية
عند عرض نسخة مبكرة جدا واختبارية للفيلم، مع مؤثرات صوتية أولية ولوحة تقييم، لم تتجاوز نتيجة تقييم عينة الجمهور 65%. في ظروف أخرى كانت هذه النتيجة بمثابة دليل لصناع الفيلم لإجراء التعديلات اللازمة قبل طرحه جماهيريا، إذ إن عروض الاختبار هذه تُستخدم، على أفضل وجه، لتحديد ما إذا كان الجمهور منخرطا أو غير مهتم أثناء أجزاء معينة من الفيلم، وليس كقرار نهائي للفيلم.
فمن المعروف أن كثيرا من أفلام الرعب التي حققت أرباحاً جيدة لم تتجاوز نفس النسبة، بحسب موقع "هوليود ريبورتر". وكانت نتائج التقييم الأولي لـ "بات غيرل" مشابهة لنتيجة فيلم "إت" (IT) الصادر عام 2017، لكنه حقق 700.3 مليون دولار بعد عرضه عالميا.