تحذير أميركي من خطر الانتشار النووي إذا انتصرت روسيا بأوكرانيا
الوقائع الاخبارية : حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من مخاطر انتشار الأسلحة النووية العالمي إذا انتصرت روسيا في حربها على أوكرانيا، مشيرا إلى أن بلاده لن تنجر إلى ما وصفها بـ "الحرب الاختيارية” التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما قال -في كلمة له خلال منتدى أمني في كندا- إن موسكو تنتهك قوانين الحرب وترتكب "فظائع” في أوكرانيا.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن بلاده بحاجة إلى نصر وليس إلى "تعادل” في حربها مع روسيا، مؤكدا أنه "إذا تم السماح لروسيا بأخذ استراحة الآن، فإن بوتين سيخلق صراعا مجمدا في وسط أوروبا”.
وناشد المسؤول الأوكراني شركاء كييف عدم وضع محادثات سلام مبكرة مع روسيا هدفا لهم، بل أن يجعلوا هدفهم هو انتصار أوكرانيا.
كما حذر من عرض تنازلات تمس وحدة الأراضي أو السيادة الأوكرانية، لأن هذا "سيكون بمثابة تنازل منهم عن أمن بلادهم بشكل مباشر”، وفق تعبيره.
من جانبه، قال أندريه يرماك، كبير مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن السلام مع روسيا لن يكون ممكنا إلا عندما يتم تدمير الجيش الروسي وتستعيد أوكرانيا حدود عام 1991، التي تشمل المقاطعات الأوكرانية الأربع التي أعلنت روسيا ضمها من جانب واحد، إلى جانب شبه جزيرة القرم.
في المقابل، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف إن الغرب سئم من سلوك الرئيس الأوكراني الذي يستمر بالطلب من الغرب إرسال مزيد من المال والأسلحة عبر خطابات مليئة بالمشاعر، حسب تعبيره.
وأضاف أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) "لا يريدان قطيعة كاملة مع روسيا، ولهذا فإنهما يحاولان دفع كييف لمزيد من العقلانية”.
إلى ذلك أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية تجدد القصف الروسي على منطقة أوتشاكيف في ميكولايف (جنوبي البلاد)، كما أكدت كييف أن موسكو لم تتواصل رسميا معها بشأن احتمال عقد محادثات سلام.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي نفذ في الساعات الماضية غارة جوية و4 ضربات صاروخية، بالإضافة إلى نحو 60 هجوما بمنظومات صاروخية مختلفة.
وأشار المتحدث الأوكراني إلى أن قواته كبدت القوات الروسية عشرات القتلى ونحو 160 إصابة خلال قصف نفذته ضد مواقعهم في زاباروجيا (جنوبي أوكرانيا).
كما لفت إلى أن القوات الروسية تخطط لنقل بعض الوحدات المنسحبة من خيرسون لمواصلة ما وصفها بالأعمال العدائية في دونيتسك ولوغانسك.
وذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أنها صدت 7 محاولات تقدم روسية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، مضيفا أن الجيش الروسي قرر نقل وحدات من القوات المنسحبة من خيرسون للتمركز في إقليم دونباس.
وقال موقع "ريبار” العسكري الروسي إن الجيش الروسي استهدف تجمعات للقوات والآليات العسكرية الأوكرانية في مدينتي خيرسون وأنتونوفكا وبلدات مجاورة أخرى في الضفة اليمنى من نهر دنيبرو، بالاضافة الى استهداف مواقع للجيش الأوكراني في مدينتي باخموت وسوليدار، وبلدات عدة في مقاطعتي دونيتسك وزاباروجيا، وكان استهدف بالقصف أطراف مدينة كراماتورسك الليلة قبل الماضية، ونقل عن حاكم دونيتسك الأوكراني أن 14 منزلا تضررت جراء القصف من دون وقوع إصابات.
في غضون ذلك، قالت القوات الموالية لروسيا في إقليم دونباس إنها أحبطت محاولة تقدم للجيش الأوكراني في محور سفاتوفو بمقاطعة لوغانسك (شرقي أوكرانيا).
وذكرت القوات الموالية لروسيا أنها كبدت القوات الأوكرانية خسائر كبيرة ودفعتها للتراجع خلف خط السكة الحديدية المحاذي للطريق الرابط بين مدينتي سفاتوفو وكوبيانسك.
من جانب آخر، أعلنت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني بدء الإخلاء الطوعي من الأراضي التي استعيدت أخيرا من القوات الروسية في جنوب أوكرانيا. ورأت أن الدولة الأوكرانية ستتحمل جميع التكاليف والمسؤوليات المرتبطة بهذه العملية.
وأشارت إلى أن بعض سكان خيرسون أعربوا عن رغبتهم في الإخلاء، وتحديدا الفئات الضعيفة التي لا تستطيع إعالة نفسها، وفق تعبيرها.
وجاءت تصريحاته غداة استبعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة إقرار "هدنة قصيرة” مع روسيا، قائلا إنها لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد أعلن وقت سابق من أول من أمس في أول زيارة له إلى كييف أن بلاده ستقدم لأوكرانيا منظومات دفاع جوي بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني، وأنها ستستمر في تقديم دعمها العسكري لأوكرانيا بقيمة مليارين و300 مليون جنيه إسترليني العام القادم.
وذكر سوناك أن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة تشمل دفاعات جوية وأسلحة مضادة للطائرات ورادارات وعتادا مضادا للطائرات المسيرة، مشددا على أن لندن ستكثف الدعم الإنساني لمساعدة كييف في مواجهة فصل الشتاء
القاسي المقبل.